طلال عبدالله الخوري 30\11\2014 مفكر دوت اورج
مركز البابا والفاتيكان يحترمه كل العالم, وله ثقله ووزنه المعترف به بكل دول العالم والممثلة بسفارات لديها. طبعاً هو ليس لديه قوة عسكرية او اقتصادية, ولكنه زعيم روحي لاكثر من ملياري كاثولكي في العالم معظمهم من الدول المتحضرة الغنية ذات الثقل الاقتصادي المؤثر بسياسات العالم, وهو من الشخصيات التي تحصل على معلوماتها من ارفع المصادر الأولية, ولا نبالغ اذا قلنا ان معلوماته اكثر وثوقية من معظم رؤوساء العالم وتوازي معلومات رئيس اميركا, و وزراء بريطانيا بوثوقيتها.
قداسة البابا يعرف بان جميع الجماعات الارهابية مثل داعش والقاعدة والنصرة في سوريا … الخ, ما هي إلا دمى تشرف عليها اجهزة مخابرات لدول معروفة بالشرق الاوسط وهي التي تقوم بتمويلها وتوفير الغطاء لها, وتمدها بالخبراء والفنيين لإرسال رسائل سياسية معينة, لهذا السبب فأن الفاتيكان و الغرب لم يلموا قط او يدينوا الإسلام والمسلمين على ما يجري من ارهاب في العالم بالرغم ان من يقوم به هم مسلمون, وبالرغم من مطالبة الكثير من الجماعات المتدينة بذلك, وبالرغم من ارسال الزعماء العرب, (مثل بشار الاسد لا حصرا), لقساوستهم لكي يضللون الغرب ويلقون التهم على الاسلام والمسلمين, ولكنهم يردونهم خائبين لانهم يعرفون من هي اجهزة المخابرات التي وراء كل عمليلة حسب المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي تصلهم, والأكثر من هذا هم يعرفون من ارسل القساوة ولاي سبب.
وعندما يريد ان يبعث البابا برسالة قوية حول الجماعات الاسلامية الارهابية, فهو لا يخاطب جماعة الأخوان المسلمين وزعيم المسلمين القرضاوي او الأزهر اوشيوخ مكة او النجف, او البغدادي او الظواهري, فهو يعرف بأن كل هؤلاء لايمونون على ما بداخل سراويلهم! وإنما يخاطب مباشرة اصحاب الشان ومن بيدهم المال والسلطة و هي التي تقرر بالنهاية وجه المعنى اللذي بداخل النصوص الدينية حمالة الاوجه, اما الفقهاء وخلافه فهم فقط يكررون بغبغائيا ما يطلب منهم صاحب المال والسلطة.
طبعا الفاتيكان غير مسرور من الجماعات الجهادية بسوريا والعراق والتي من اهدافها تهجير وسرقة واغتصاب الاقليات ومنها طبعا المسيحيين, وهذا سبب زيارة البابا لأردوغان, فقد صرح قداسته:”ان المسيحيين مهددين بهجمات “الجهاديين” في العراق وسوريا، مؤكداً انه لن يقبلا مطلقًا بـشرق اوسط بدون المسيحيين الذين يمارسون عقيدتهم فيه منذ الفي سنة .. كثيرون من اشقائنا وشقيقاتنا تعرضوا للاضطهاد وارغموا بسبب العنف على مغادرة منازلهم, ويبدو حقًا أن قيمة الحياة البشرية ضائعة وأن الكائن البشري لم تعد له اهمية ويمكن التضحية به لاجل مصالح اخرى”، ثم اعرب عن اسفه امام “لامبالاة كثيرين” لان الوضع المريع للمسيحيين وكل اولئك الذين يعانون في الشرق الاوسط يتطلب ليس فقط الصلاة باستمرار، بل وايضًا ردًا مناسبًا من جانب المجتمع الدولي, ودعا الى حوار بناء مع الاسلام يرتكز على الاحترام المتبادل والصداقة”.
طبعا بعيدا عما ينشر بالصحافة وبعيدا عن البروتوكولات الدبولوماسية وكليشيهاتها, فان اردوغان فهم الرسالة! وهو اذكى من ان يتجاهلها, وطبعا تم ارسال رسائل مماثلة الى دول الخليج وسوريا ومصر وايران, والسؤال هنا, كيف ستؤثر هذه الرسالة على الأرض بالنسبة للثورة السورية؟
نحن من خلال فرأتنا للسطور وما بينها, نعتقد بأنه سيتوقف تمويل جبهة النصرة وداعش, لصالح الجيش السوري الحر المعتدل واللذي يسعى الى اقامة سورية وطنية لكل اطياف الشعب السوري, وبما أن الثوار سينتقلون حيث ينتقل المال, فسينتقل ثوار النصرة للانضمام الى الجيش الحر, لتصحيح مسار الثورة السورية التي كادت ان تقضي عليها الجماعات الارهابية, فشكرا لقداسة الحبر الاعظم لمساهمته الغير مباشرة بتصحيح مسار الثورة السورية.
الاحتمال الثاني واللذي نستبعده, هو ان يرفض اردوغان التغيير, وهنا انتحار للثورة السورية والانتصار الاكيد لنظام الأسد مع التضحية بتغيير رأس النظام وهو بشار الاسد, وهلاك تركيا اقتصاديا على المدى البعيد لتصبح اسوء من مصر.
خير الكلام … بعد التحية للصديق د. طلال والسلام ؟
١: السطرين الأخيرين هم مربط الفرس ، والسنة القادمة حبلى بالمفاجأة السارة للبعض والمرة كالعلقم للبعض ألأخر ؟
٢: تقول زيارته لتركيا وتدشينه لقصر السلطان الجديد أردوغان ، لقد عدنا وستعود تركيا لحضننا من جديد ، وإياكم اللعب بذيلكم فمصيركم لن يكون بأفضل من مصير غيركم ، فإنسى غزلك بالإسلام لأنكم تعيشون عالة علينا ؟
٣: معادلات كثيرة تنتظر الرئيس الامريكي الجديد والجمهوريين والتي ستغير وجه منطقتنا خاصة مايتعلق بالنوعي الإيراني ، فالسنوات السمان الثمان للإيرانيين قد ولت ؟
شكرا للكاتب المتألق سرسبيندار السندي على هذا التعليق العميق واللذي اضاف للمادة وأغناها