في مدرسة اللغة السويدية كان علينا أن ندرس مقرراً خاصا عن المجتمع السويدي، نتعرف فيه بشكل أولي على عادات وقوانين واهم المظاهر الاجتماعية في المجتمع السويدي.
ضمن برنامج هذا المقرر كان هناك يوما مخصصا للتعرف الى البوليس وعمله والقوانين التي تنظم علاقته بالآخرين، وكان الجزء العملي من هذا اليوم يتطلب زيارة مقر البوليس واللقاء مع عناصر من البوليس.
رافقنا الى قسم البوليس مدرسا المادة، وهما موظف وموظفة في دائرة الهجرة، وفي مقر البوليس استقبلنا شخص بلباسه الرسمي، أدخلنا إلى قاعة محاضرات وبدأ يشرح لنا نظام عملهم، والتقنيات والأدوات التي يستعملونها، وكيفية التقدم ببلاغ ..الخ.
بعد ذلك توجهنا للتعرف الى اقسام مركز البوليس، وفي المكان المخصص لتوقيف الأشخاص المرتكبين لفعل غير قانوني، لفت انتباهي أن هناك غرفتان فقط للتوقيف، بأبواب عادية وضمن غرف الموظفين، ولم يكن مفاجئا لي أن أرى الغرفتين خاليتين من أي موقوف، وكان واضحا أنهما لم تستعملان منذ زمن طويل، فالسرير موضوع جانبا وكأنه لم يستعمل، والفراش الذي يوضع على السرير لايزال بغلافه البلاستيكي الشفاف.
وقفنا في الممر ووقف رجل البوليس في مدخل الغرفة وبدأ يشرح لنا عن غرفة التوقيف وشروط التوقيف وحقوق الموقوف … فطلبت منه أن أرى الغرفة من الداخل فوافق لكنه كان مستغربا وكأنه يريد أن يقول لي: ماذا تريد أن ترى في غرفة فارغة؟!.
كانت الغرفة واسعة، ضحك الشرطي وهو يراني أقيس أبعادها بخطواتي، كان طولها يقارب ال4 أمتار ونصف، وعرضها ثلاثة أمتار ونصف، فيها نافذتان واسعتان بدون قضبان حديدية وفيها صندوقان للإضاءة السقفية بلمبات نيون طويلة، القسم الداخلي يحتوي على تواليت ومغسلة أما الخارجي فيحتوي على سرير وطاولة وكرسي .
عندما انهيت تفحص الغرفة اتكأت بظهري على جدارها .. ورحت أستعيد كيف عشنا في سجون ” النظام السوري”.
عندما سألت الشرطي عن العدد الأقصى الذي يمكن أن يتم توقيفه داخل هذه الغرفة استغرب سؤالي وظن للوهلة الأولى أن لغتي السويدية السيئة هي السبب فأعدت السؤال مرة أخرى … فقال : بالطبع شخص واحد، انظر هناك سرير واحد فقط.
قلت له: هل ستصدقني إن قلت لك أنني سجنت عدة أشهر في غرفة تقارب مساحتها مساحة هذه الغرفة، لكننا كنا 47 شخصاً؟؟.
ضحك قائلا: بالتأكيد لن أصدقك، لأن هذا مستحيل!.
عندما أكدت لهم ذلك ورحت احاول بالسويدية والانكليزية وبالاشارات توضيح كيف كنا ننام وكيف كنا نأكل وننظم دور الدخول الى التواليت، حدثتهم عن القمل والجرب وتعفن الجروح التي كان التعذيب الشديد قد تسبب بها في أجساد الموقوفين، صعقوا…صمت الجميع بينما راحت المدرّسة التي ترافقنا تمسح دموعها.
يومها استنكرت احدى السوريات اللاجئات “المتجانسات” حديثي … نخزها تجانسها فقالت متذمرة :
لماذا تشوه صورة سوريا عند الأجانب ..؟.
قلت لها : “سوريتك ” المشوهة لن أحزن إن تغطت بكل القذارات.. أما سوريا الحقيقية فلن يشوهها أحد.
سوريا الحقيقية التي لن تعرفيها أبداً… لا أنت ولا رئيسك المسخ.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- EF CheckSum Manager 25.02 Download Freewareبقلم أبو العلاء المعري
- ** هَل سيفعلها الرئيس #ترامب … ويحرر #العراق من قبضة #نظام_الملالي **بقلم سرسبيندار السندي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- EF CheckSum Manager 25.02 Download Freeware
أحدث التعليقات
- س . السندي on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام