#زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامر
وعدتكم بعد التحرير بأن افتح ملف سامر فوز ، عذراً على الاطالة ، و لكن هي للتاريخ اولا ، و بمثابة إبلاغ للمدعي العام لفتح ملف شخص كان له دور رئيسي في تدمير اقتصاد بلدين و تجويع شعبين..
كلاب الصيد عند الاسد ..
زياد الصوفي
واشنطن – دي سي
كتب أمين معلوف يوما :
“كن الصيَّاد أو كن الفريسة، ولكن إيَّاك أن تكون الكلب الذي يُحضر الفريسة للصيَّاد.”
فر الاسد تاركاً خلفه شرذمة من الكلاب التي كانت ترتع من خيرات سوريا وتنهب لقمة عيش أبناءها بتغطية من الاسد ….
سامر فوز كلب الاسد الذي استمر لحين سقوط بشار، اي لم يواجه ما واجهه رامي مخلوف ومحمد حمشو ووسيم قطان وغيرهم من قطيع كلاب الصيد….
ترى هل يكون السبب ان سامر فوز وشقيقته حسن فوز كانا يقومان بمحاولات اختراق اللوبي السوري قبل الانتخابات الأميركية وهذه المحاولات بأمر اسماء الاسد وزوجها!!!
أم ان الزمن سينضج فصول الحكاية لذلك الكلب المدلل سامر فوز الذي لم تقتصر مهماته على الملفات الاقتصادية داخل سوريا، بل تعدتها ليصبح سفيرا دوليا لخدمة مصالح ساكني قصر الشعب اقتصاديا وسياسيا.
عندما تريد أن تربي كلب , عليك ان تختار سلالة نقية قابلة للتدريب وسريعة التعلم, وهذا ما فعله بشار عندما فكر بالواجهة السنية لاقتصاد الظل الخاص بالقصر .
وقع الاختيار على سامر فوز, حيث قام بشار الأسد بتوكيل ذو الهمة شاليش مهمة اختباره وتدريبه..
سامر فوز المولود في اللاذقية سنة 1973 , و الذي امتهن والده زهير فوز التجارة الى جانب الصيدلة , وعمل في صفقات استيراد الاخشاب و الاليات الزراعية و السيارات وبعض الاعلاف و الحبوب , و أسس مكتب تجاري في عام 1988 و تشارك مع عدة اشخاص لتسلق النفوذ و السلطة و قد وقع في مطبات عديدة واشهر افلاسه اكثر من مرة .
وعندما اكمل سامر فوز دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في باريس أوائل التسعينات، و اتبع عدد من الدورات التدريبية في جامعة سان ديغو و بوسطن , عاد ليتابع الابن مسيرة ابيه بمزيد من الدهاء ومواكبة العصر فوسع نشاط الشركة التجاري و عمل في استيراد الحديد و الاسمنت و أعاد اطلاق شركة والده باسم جديد وشكل عصري , حيث اطلق عليها مجموعة امان ثم حولها لشركة قابضة بعد توسع وتنوع النشاطات الاقتصادية المزعومة .
بعد الانتهاء من فترة التحضير و التدريب , بدأ سامر بخوض المناقصات بالبداية والفوز بعقود التوريد لصالح الدولة بإشراف ذو الهمة الذي انتدب معه عنصرين من مكتبه الخاص هما خلدون الزعبي وجلال الحلقي، و تعززت العلاقة بين خلدون الزعبي وسامر فوز بعد تنفيذ الزعبي لجريمة قتل التاجر رمزي متى حيث سجن الزعبي وفوز في السجون التركية لأشهر على خلفيه هذه القضية الذي لا يزال يكتنفها الغموض .
وبدأ مستوى الاختبارات بالارتفاع وطبيعة المهام تزداد تعقيدا وصعوبة وذلك بعد اندلاع الثورة في سوريا وفرض الحصار الدولي عليها وخروج مناطق الجزيرة الزراعية عن سيطرة نظام الاسد والتي كانت تعتبر المصدر الاول والأكبر للمحاصيل الزراعية الاستراتيجية كالقمح والقطن وغيرها .
تفوق الكلب على مدربه و لمع بمهمة توريد السلع الاستراتيجية لسوريا من خلال تمويلها من الارصدة السورية في الخارج و التي جمدت بعد ان فرض الحصار والعقوبات على سوريا، وقام سامر فوز في البداية بتوريد كميات هائلة من القمح لصالح النظام بدون ان يقبض دولارا من البنك المركزي السوري.
وقد أدى نجاح سامر فوز في هذا الملف لارتفاع اسهمه عند الأسد، فأوكل اليه مهمة إحضار المحاصيل الاستراتيجية من مناطق الجزيرة التي خرجت عن سيطرة الدولة.
فكانت هذه المهمة كمصباح علاء الدين لسامر فوز حيث بحث عن سمسار يبرم الاتفاقيات مع مزارعي الجزيرة لشراء محاصيلهم ومحاصيل السنوات المتراكمة وتامين تغطية وحماية لقوافل النقل البري لحين وصولها إلى معابر مناطق سيطرة النظام , و وقع اختيار سامر فوز لتنفيذ هذه المهمة على براء قاطرجي الذي انجزها بحرفيه عالية , وبدأت خيرات الجزيرة من قمح وقطن تدخل مناطق سيطرة النظام بالقوافل البرية تزامننا مع عقود لتوريد القمح من الاموال المجمدة حيث كانت من المفترض أن تنفذ هذه العقود وتسلم كمياتها للدولة من خلال الاستيراد والنقل البحري, الا ان سامر فوز و خلدون الزعبي تعاونوا مع امين سر رئاسة مجلس الوزراء في ذلك الوقت تيسير الزعبي ” ابا يزن ” الذي قدم لهم تسهيلات لإجبار مؤسسة الحبوب على استلام القمح الوارد من الجزيرة السورية وغض الطرف عن تحاليل المواصفات القياسية السورية كون المحصول كان محصول سنوات سابقة ومخزن بظروف عشوائية و العمل على خصم كمياته من عقود التوريد التي ابرمت من الاموال المجمدة , والهدف الاساسي لسامر فوز من ذلك هو قبض قيمة هذه السلع بالدولار من المركزي على انها مستوردة , لكن بواقع الامر كان الفوز يفبرك بيانات الاستيراد ويزورها وخاصه من ناحية اسم البلد و الكميات .
اي ان سامر فوز و خلدون الزعبي وتيسير الزعبي وبراء قاطرجي تعاونوا على تنفيذ عقود التوريد بالأموال المجمدة في الخارج وبالقمح السوري وتسديد الثمن من دولار المركزي السوري على انها جزء من كميات عقود التوريد الخارجية.
كذلك تم تطبيق نفس الخطة على قطن الجزيرة السورية حيث حظي الفوز بعقود توريد القطن الخام من تلك المناطق وعقود لتشغيل معامل النسيج بعد ان قام تيسير الزعبي بتامين قوانين تتيح التعاقد مع القطاع الخاص بصفقات لتشغيل معامل الدولة وبذلك فتح فصلا جديدا مع القاطرجي .
وفي هذه الاثناء كانت حدة الصراع الداخلي في سوريا بأوجها والنظام يحتاج إلى رفد الجيش بمليشيات مسلحة لإنجاز مهام عسكرية بعد ان انشق عدد كبير من العناصر وخسر عدد هائل من القتلى في الصراع الداخلي فقام النظام بابتداع قوانين تسمح بترخيص شركات الحماية والحراسة لشرعنه حمل السلاح لغير افراد الجيش والأجهزة الأمنية والشرطة المدنية .
ولأن بشار كان يعلم بحجم الثروة التي كونها سامر فوز وبراء قاطرجي من الامتيازات الممنوحة لهم من ملفات القمح والقطن وعمولات الاموال المجمدة أمرهم بتشكيل مليشيا تنطوي تحت لواء الأمن العسكري سميت ” درع الأمن العسكري ” ودخلت هذه المليشيات بالصراع .
ولما طالت فترة الحرب واستنزفت هذه المليشيا الكثير من المال اصبح من الضروري البحث عن امتيازات جديدة ليتمكن كل من الفوز والقاطرجي من الاستمرار بتمويلها فمنح القاطرجي امتياز ملف النفط ومنح سامر فوز وخلدون الزعبي ملف البنوك.
وبدأ القاطرجي ينكفئ عن الفوز لان اطماعه بالنفط كبيرة ولم يكن ليرغب ان يشاركه الفوز بهذا الامتياز الذي هو ضمن نطاق مناطق عشيرته وأبناء منطقته , و قام القصر بتغذية هذا الشرخ بين الفوز و القاطرجي خوفا من أن يشكل تعاونهما ضغطا او تهديدا لمصالح الاسد فقام لفترة بتضييق القنوات على الفوز وفتح الأبواب للقاطرجي لحين اتخذ كل من الفوز والقاطرجي منحاه وبقيا تحت أقدام الاسد كندين لا كحليفين …
واستمر القاطرجي بملف النفط لحين اغتياله بعمليه مدبره داخليا شمعت على اسرائيل والواقع ان سبب اغتياله يعود لان القاطرجي كان قد تلقى أوامر باستيراد باخرتي ابقار لصالح إسرائيل عن طريق الموانئ السورية وبتغطية من الاسد وذلك بسبب توتر الحركة الملاحية في البحر الأحمر وخاصة على السفن التي تكون لصالح إسرائيل.
و حظي الفوز والزعبي بملف البنوك وقاموا بخلق ما يزيد عن ١٥٠٠ شركة وهمية لغايات الاقتراض من بنوك القطاع العام والخاص وعراب هذا الامتياز مدير عام المصرف التجاري السوري والمصرف التجاري السوري اللبناني فراس سليمان الذي سهل للفوز الحصول على ملايين الدولارات من خزائن المصرف التجاري السوري اللبناني الذي كان يرأس مجلس ادارته , و تقدمت الملفات للبنك باسم عدد من هذه الشركات الوهمية وتم سحب قروض للأنشطة التجارية المزعومة بملايين الدولارات من التجاري السوري اللبناني , و رعى فراس سليمان وغطى عدم سداد اقساط واستحقاقات هذه القروض للبنك والمماطلة فيها و جدولتها لأخر رمق للاستفادة من فروقات اسعار الصرف التي كانت تتسارع بسبب زيادة معدلات التضخم بصورة كبيرة , ولما بدأت بوادر الانهيار المصرفي اللبناني سعى الفوز بعقد تسوية لهذه المبالغ مع السلطات المصرفية اللبنانية فقام بالاتفاق مع رياض سلامة حاكم مصرف لبنان بتثبيت مبالغ القروض المسحوبة بالدولار على أن تسدد بما يوازيها من العملة اللبنانية وبسعر صرف 1500 ليرة لبنانية لكل دولار و كانت هذه الحلقة الثانية بمسلسل مصباح علاء الدين برعاية سيدة من احد أقرباء الفوز و من المقربات من رياض سلامة حاكم مصرف لبنان..
لاحظ الاسد حجم الثروة التي اصبحت بيد الفوز والزعبي، فاستعمل ضياء الاتاسي الذي ساهم بفرض العقوبات الدولية على سامر فوز واشقائه، وغايه الاسد كانت اجهاض اي نيه لسامر فوز بالانشقاق عنه و قتل هذا الطموح قبل أن يولد لكي يبقى الفوز مرتبط بنظام الأسد.
وبالتوازي , منح الاسد للفوز والزعبي حقا حصريا باستخدام شركاتهم الوهمية للاقتراض من البنوك الخاصة والعامة لتكوين كتلة مالية تمكن الاسد من السيطرة على استثمارات رجال الأعمال الذين اتخذوا موقف ايجابي مع المعارضة مثل غريواتي وعرنوق وغيرهم , حيث قام سامر فوز و خلدون الزعبي بشراء معامل وامتيازات هؤلاء المستثمرين الذين ضغط عليهم الاسد للتنازل عنها لصالح الفوز ظاهريا , وتم تمويل هذه الصفقات من مبالغ امتياز الاقتراض و بمتابعه من مندوب المكتب الاقتصادي بالقصر يسار ابراهيم الذي كان يرسل الأوامر للفوز عن طريق محامي خلدون الزعبي بسيم زيتونه .
وكذلك تم اتباع نفس السيناريو عندما تم شراء حصة الأمير الوليد بن طلال بفندق الفورسيزنز لصالح الفوز كواجهة , إنما حقيقة الامر ان الاسد هو المالك لهذه الاستثمارات ويفرض على الفوز إدارتها ويجني عوائدها من خلال يسار إبراهيم.
بعد ان قام الفوز بشراء هذه الاستثمارات فرض عليه الاسد من خلال يسار ابراهيم مبالغ مقطوعة شهريا تفوق العوائد المتوقعة وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي حالت دون تشغيل واستثمار هذه المعامل والاستثمارات , فوقع الفوز والزعبي بمأزق مالي كبير وهو اقساط القروض التي مولت صفقات شراء المعامل والاستثمارات و الاتاوات الشهرية التي لا يمكن مساومة يسار وبالتالي الاسد عليها , وضيق الاسد الخناق على الفوز مره اخرى ليقتل طموحه واجهاض اي تفكير له بالانسلاخ عن منظومة الأسد, وتركه الاسد اشهر بهذا الوضع وقد حاول الفوز جاهدا لقاءه و لكن ماطل القصر في هذا اللقاء لأشهر كانت غايتها استنزاف المخزون المالي الذي جنياه الفوز والزعبي واعادة هذا المال لخزائن بشار , ومن ثم حصل اللقاء بين الأسد و سامر فوز دون السماح للفوز بمعرفة هذا الموعد مسبقا , حيث علم القصر بتواجد سامر فوز بدمشق فرصدت حركته لأيام وتم إرسال سيارة لمكان تواجده وابلغ شفهيا بمرافقة مندوب القصر للقاء الأسد حالا .
وفي هذا اللقاء تلقى الفوز أوامر جديدة بتكوين المزيد من الكتل المالية من خزائن البنوك ودراسة هذا الأمر ورفد القصر باقتراحات لتنفيذه من خلال مناقشه هذه الاقتراحات وجدواها مع يسار ايراهيم وتقديمها عن طريقه.
ومنح الفوز بعدها ضوء اخضر بمزيد من عمليات الاقتراض باستعمال السجلات الوهمية كما منح امتياز وتسهيلات لشراء أسهم في البنوك الخاصة وباشر تكوين كتلة مالية واشترى أسهم في البنك الاسلامي إلى أن سيطر على مجلس الإدارة فيه فعين تيسير الزعبي (الذي كان قد عينه سامر فوز مديرا تنفيذيا في شركة فوز ورئيسا لمجلس الادارة في فندق الفورسيزنز بعد ان تقاعد من العمل الحكومي) , عينه رئيسا لمجلس الإدارة في بنك سوريا الدولي الاسلامي وهو ابن عم خلدون الزعبي , وعين بسيم زيتونه (محامي الشركة ومراسل القصر) عضوا , و تم تعيين حكم العبد الله (المدير المالي لشركة الفوز )عضوا فيه لاستخدامهم بعمليات تسهيل الاقتراض بالشركات الوهمية والسيطرة على قرار مجلس الإدارة عند الحاجة لجدولة القروض .
وكذلك تكرر نفس السيناريو عندما استحوذ سامر فوز على بنك سوريا والخليج الخاص فعين فراس سليمان رئيسا لمجلس الإدارة (بعد ان كفت يده عن العمل المصرفي الحكومي دون محاسبة على اثر فضائح جدولة ديون الفوز بالسوري اللبناني و بخطوه مقصودة من القصر لتفريغ سليمان لجني مال البنوك الخاصة من خلال الفوز لصالح القصر) خلفا للأردنية ميسون غندورة , وعين محمد الكيلاني (مدير العلاقات العامة بشركة الانتاج السينمائي انمار الشام التي يملكها الفوز ) عضوا وعين اياد وضاح ( مدير العمليات في شركة فوز ) عضوا و عبد الله الملوحي (مدقق حسابات لشركة فوز )عضوا وعبد القادر شقيفة (محاسب الاستثمارات التابعة للقصر و صاحب ترخيص فلاي ستار شركة الطيران الخاصة بالزعبي وفوز ) وبذلك يكون هيمن على البنك وقراراته لنفس الغايات
وجند خلدون الزعبي المدعو محمد كيلاني لبناء علاقات وطيدة مع المدراء العامين في القطاع الحكومي حيث كان الزعبي يحصل على معلومات (عن طريق يسار ابراهيم ) عن الارصدة التي في حسابات شركات وبنوك القطاع العام لتكون هذه الاموال هدفا فيرسل الكيلاني لتوطيد العلاقات معهم من خلال هدايا فخمة او ترتيب ليالي حمراء كليالي الف ليلة وليلة , وبعدها يتم اقناع المدراء باقتراح استثمار هذه الارصدة كودائع في البنوك التي يهيمن عليها ازلام الفوز لتغذية خزناتها وحساباتها بالكاش , وعند دخول هذه الودائع يتم تقديم عدد من طلبات الاقتراض باستخدام سجلات الفوز الوهمية لشرعنه سحب هذه المبالغ.
ويتم الحصول على هذه القروض مقابل ضمانات عقارية حيث يتم شراء اراضي وعقارات في مناطق نائية عن طريق شبكة سماسرة ويتم تعديل وصف هذه الاراض بالتنسيق مع البلديات بواسطة الكيلاني عراب الهدايا والليالي الحمراء ويتم رفع قيمها التخمينية دفتريا لتغطية ورقيات القروض.
وعند استحقاق اقساط القروض المسحوبة يقوم الفوز والزعبي بجدولتها لآخر رمق مستخدمين هيمنتهم على مجالس الادارات وعند عدم التمكن من اعادة الجدولة يتم سحب قروض جديدة باستخدام الشركات الوهمية وبمبالغ تفوق هذه الأقساط مستفيدين من تسارع التضخم وتحليق سعر الصرف .
وهكذا كانت تستمر هذه المنظومة بالدوران بحلقة مفرغة، اقتراض – جدولة – فرق سعر الصرف – اقساط اقتراض، و تتدحرج ككرة الثلج .
فهل سقوط الاسد سيعري شرذمة كلاب الصيد.
الزمن كفيل بإظهار الحقيقة ..
”كن الصيَّاد أو كن الفريسة ولكن إيَّاك أن تكون الكلب الذي يُحضر الفريسة للصيَّاد .”
#زياد_الصوفي