طلال عبدالله الخوري
انطلقت الثورة السورية المباركة مند حوالي السنتين, وقدمت اكثر من عشرين الف شهيد, قرابين فداء من اجل الحرية والكرامة وعزة الوطن.
ونحن نؤمن بان هذه الثورة منتصرة,لا محالة, لأن انتصارنا هو حقيقة علمية اثبتها التاريخ, فلم ينتصر قط اي مستبد على شعبه فلانتصار دائما للشعوب.
ولكن السؤال الحيوي لماذا صمد النظام كل هذه المدة, ولماذا تكلف الشعب السوري هذه الكمية الكبيرة بالأرواح والممتلكات؟
بالطبع تمت مناقشة عوامل قوة النظام بكثير من المقالات ومنها تخويف الاقليات من الاسلاميين وتقديم النظام لنفسه كحامي للأقليات, وكنا قد اثبتنا في مقالتنا : النظام السوري اكثر من استغل الأقليات, على خرافة هذا الادعاء.
في هذه المقالة, سنتطرق إلى إحدى عوامل قوة النظام والتي ساهمت بصموده كل هذه المدة وبالتالي ساهمت بمضاعفة عدد الشهداء من الثوار السوريين, وهي زواج المال والسلطة.
لقد عرف الداهية حافظ الأسد الأب, بأنه من الطائفة الأقلية العلوية والمنبوذة والمكفرة من قبل دين الأكثرية السنية في سوريا, ولكي يقوي حكمه لجأ إلى تكتيك التوازنات الطائفية, فكان يعمد الى ان تكون جميع مناصب الدولة موزعة بتوزيع طائفي دقيق على جميع الفئات الدينينة, السنية والعلوية والمسيحية والدرزية والكردية وغيرها من الفئات العرقية والطوائف الدينية ضمن النسيح السوري من مختلف الأقوام والأديان.
من ثوابت تكتيك التوازنات الطائفية الذي اعتمده الداهية حافظ الأسد, وسار عليه وريثة بشار الاسد. هو ان يكون رئيس مجلس الوزراء و وزير الدفاع من الطائفة الأكثرية السنية, مع وجود وزير واعضاء بمجلس الشعب من كل طائفة أقليه وكل قومية إثنية.
ولكن التكتيك الأهم الذي تبناه الداهية الأب لتقوية حكمه, هو زواج المال والسلطة, حيث شجع الأسد أركان حكمه من الأقارب وكبار الضباط على مشاركة التجار السنة بتجارتهم, وتعلم هذه المهنة منهم وهم الذين اكتسبوها بالوراثة أبا عن جد منذ آلاف السنين. وكانت هذه الشراكة تقوم على المبدأ التالي: الجانب العلوي يقدم التسهيلات الحكومية لكونهم لهم اليد العليا بالحكم, بينما يقدم التاجر السني رأس المال والخبرة بالتجارة, وبهذه الطريقة تضاعفت أرباح التجار السوريين وزادت ثروات الضباط العلويين مئات لا بل آلاف المرات, عن طريق هذا الزواج بين السلطة والمال, حيث اطلقت ايدى هذا الزواج على احتكار اقتصاد البلد, استغلال مقدراته ابشع استغلال. ولقد كان الخاسر الأكبر من هذا الزواج هو الاقتصاد السوري والمواطن السوري الذي اصبح يعيش حياة البؤس والفقر.
التكتيك الثاني الذي شجعه الأسد لتمكين حكمه وتقوية زواج السلطة بالمال, هو تشجيع الزواج والمصاهرة بين أبناء وبنات أركان الحكم السوري من حاشية النظام وكبار الضباط مع أبناء وبنات التجار السوريين من السنة.
ومن المعروف انه بالنسبة للتاجر السوري, فان البنت, هي اقل ثمن يمكن ان يضحي به من اجل ازدهار تجارته.
افضل مثال على زواج المصالح بين السني والعلوي هو زواج بشار الأسد العلوي من بنت سنية هي أسماء الأخرس.
هذه احدى المواضيع الذي يجب ان تعالجه المعارضة السورية, بشفافية وحنكة ورفعة, فالتجار السوريون ما زالوا يؤيدون النظام, فماذا يفعل هذا التاجر الذي زوج ابنه وبنته الى ابن او بنت ضابط علوي يقود قواته لكي يقضي على الثورة بكل همجية؟؟
هذا رد على السفهاء بالمعارضة السورية والذين يتهمون النظام السوري بانه دلل الأقلية المسيحية او الأقلية العلوية, ولقد أثبتنا في هذه المقالة, بأن النظام لم يدلل اي من الأقليات, لا المسيحية ولا العلوية منها, ولكن بالواقع هو دلل ضباطه الأمنيين وانبسبائهم واقربانهم واصهارهم من التجار السنة في كل من دمشق وحلب وحمص, وشكلوا بذلك مافيا على نمط المافيا العائلية الايطالية, قاموا باستغلال مقدرات البلد واقتصاده, واستعبدوا الشعب السوري مجتمعين.
25\7\2012
النظام لم يدلل المسيحيين او باقي الأقليات
ربما يحب للبعض ان يعتبره تجربة علمانية
لكن الدكتاتورية السياسية لم تكن ابدا حكما علمانيا
وهي لا تبرر لوصول الدكتاتورية الدينية للسلطة
وكلاهما مرفوضان
تحياتي لك اخي طلال