بعد الساعة التاسعة مساءا تفاجئ كل من سكن بغداد باهتزاز الأرض بشكل مخيف, ولمدة زمنية تكفي لزرع الخوف والرعب، الحقيقة كأغلب أهل بغداد كان أحساس غريب وان أرى البيت يتحرك, خرجت للشارع لأجد جمع كبير من العوائل في شارع الحي رجال ونساء وأطفال وشيوخ, ووجدت الحاج عبد يسب ويشتم بالحكومة وهو يصيح: “الا يخبرونا, أليس عندهم خبراء لرصد الزلازل؟” فقط صديقي حكيم كان الرابح الأكبر لأنه كان نائما لا يعلم بما جرى.
لكن الغريب أن تلجأ القنوات الفضائية العراقية الى بث الرعب بين الناس, عبر نشر أخبار بان هناك هزات ارتدادية, وان هناك هزة ستكون بعد الساعة 12, سهرت العوائل وهي تترقب زلزال عنيف أخر, كما نشر صحفي بغدادي معروف خبرا كاذبا بان هناك زلزال سيهد العراق, ولم تستعن القنوات بالخبراء أو تؤكد الخبر, حتى أن الكثير من العوائل قضت ليلتها في الحدائق خوفا, خصوصا سكنة العمارات السكنية.
الأمر الأخر الذي جلب انتباهي تلك الليلة هو اختفاء السادة المسئولين! حيث كانت الناس تنتظر أن يطل رئيس الوزراء ويشرح الأمر ويهدئ من روع الناس, أو أن يصدر بيان لهيئة الرصد, وتبين الخطوات التي يجب أتباعها من قبل الناس للسلامة, حتى قال حجي جبار “اعتقد أن سكان الخضراء قد هربوا بطائراتهم نحو الخارج, فالبلد وأهله لا يهمهم وألا لماذا لزمهم الخرس؟!” اعتقد أن ما جرى يثبت تقصير الحكومة وجهة الرصد والقنوات الفضائية.
أما مواقع التواصل الاجتماعي فدوما دورها سلبي, فكعادتها ضخمة الأمور, وروجت للإشاعات, وبدأت تنشر تصريحات وأخبار عن قنبلة نووية لدولة جارة عزيزة, أو زلزال عظيم بانتظار أهل العراق سيكون الأكبر في العالم, مع أن اغلب ما ينشر يتم تصنيعه في غرف سرية, لتحقيق أهداف منها الرعب والقلق بين أهل العراق.
نتمنى من الإعلام العراقي أن يستفيد من فشله في ليلة الزلزال, وان يعيد النظر في طريقة تغطية الأحداث, ونذكر الحكومة بأنها دوما مقصرة اتجاه الشعب, فمتى تصحون وتنتبهون لما يحتاجه أهل العراق؟ وندعو أجهزة الرصد لتفعيل دور مؤسستهم الذي سقطت في اختبار ليلة الزلزال! أما مواقع التواصل الاجتماعي فندعوا الناس أن لا يجعلوا من صفحاتهم وكالات خبرية لنشر الكذب والفضائح والرعب, فيا أخوتي وجد الفيسبوك كي تتواصل مع الناس فأفهموا ذلك.
دعوات عسى أن تجد واقعا لها.