بدي العرس الكروي مباشرةً بعد انتهاء العرس البوطوقراطي في سوريا، و انقسم السوريين بالطابة متل انقسامهون بالسياسة و اكتر..
شخصياً و بالزمانات، كنت من المتابعين الشبقين لكل مباريات كرة القدم ، لدرجة انّو اذا كانوا عمال معمل الكونسروة عم يلعبو مع فريق فلاحين القطن و المباراة صايرة بالحسكة، كنت احمل حالي و روح اتفرّج عليها..
كرة حطين كانت عشقي..
و الطليان كان فريقي الدولي..
و جوفنتوس النادي الاوروبي اللي ما كنت وفّر اي خبر عنو ما اسمعو، او اي مباراة إلهون ما أحضرها..
مع مرور الزمن و زيادة عجقة الحياة ، اتخلّيت عن هالهواية بشكل كامل، و اتوقّفت ذاكرتي الكروية محلياً عند عمار عوض و عمر كنفاني و الملك التشريني عبود كردغلي ، و عند روبرتو باجيو و روبرتو مانشيني دولياً، و صار المونديال بالنسبة الي مجرّد حدث عابر بيجي و بيخلص من دون ما التفت عليه..
استمتعت اليوم بمباراة إسبانيا و هولندا بعد انقطاع عن الفوتبول اكتر من عشر سنين، استمتعت بالمعلق الاميركي اللي ما عم يلقي أشعار و أهازيج تافهة كمعلقين الفوتبول المصري، و لا عم يسرد تاريخ اللاعبين و الوانهون المفضلة و ابراجهم الفلكية و اسماء امهاتهون و اخواتهون و شو بيشتغلو بعد الضهر لتضييع و تمرير الوقت على المشاهد لعدم كفاءتهون، كمثال طلاب مدرسة جوزيف بشور للتعليق الرياضي، بل اكتفى المعلق الاميركي بذكر اسماء اللاعبين اللي كانوا صغار لما كنت تابع الفوتبول و اللي عم يتناقلو الطابة بأناقة و احترافية ما بعرفها بالملاعب من قبل..
استمتعت باللون الأخضر على شاشة التلفزيون الملون بتقنية الديجيتال بعد ما كنت شوف كل ألوان الطيف الا اللون الأخضر بالملعب على شاشة السيرونيكس الوطنية، و اكتشفت اليوم عن جديد انو الحكم صار بيحط سمّاعة على أدنو و بيحكي مع باقي الحكام، بعد ما كانت تطلع روحو لحكم التماس على أيامنا و هوّة عم يأشّر بالراية إشارة التسلل و حكم الساحة لا حياة لمن تنادي..
قررت تابع المونديال هالسنة، بس ما عرفت مين بدي اختار من الفرق، فموقفي من فرق المونديال عم يتحكّم فيه موقفي السياسي و الطائفي من الدول المشاركة..
فأنا اكيد ضد كل فرق مجموعة البريكس الداعمة للأسد..
و اكيد ضد كل فرق الممانعة و المقاومة اللي عم تحارب مع الاسد..
و اكيد ضد كل الشيعة المشاركين و اللي عم يدبحونا فدا عيون الاسد..
و اكيد ضد كل فرق المسلمين المتخاذلين مع الشعب السوري و اللي ما شايفين شو عم يعمل الاسد..
و اكيد ضد كل الفرق اللي بتمثّل دول مجموعة أصدقاء الشعب السوري كما يقولون و ما عم يعملو شي لإسقاط الاسد..
و اكيد ضد روسيا و الصين اذا كانوا مشاركين نتيجة موقفهون الهمجي لصالح الاسد ..
و اكيد ضد الجزائر الممثّل العربي الوحيد و اللي ما عم يستحي من دعم الاسد..
رح اكتفي بالمشاهدة من دون تشجيع، و رح انبسط اذا كل الفرق بتخسر ، و رح ادعي انو تجي المباراة النهائية و يضّيعوا الكأس الذهبي بزواريب ساو باولو و ما حدا يشوفو، و رح ضل بانتظار المونديال الجاية لشوف الفريق اللي رح يرفع علم بلدو الأخضر و الأبيض و الأسود بنجومو الحمر التلاتة، و استمتع بعصمت رشيد النسخة الحرة و هوّة عم يغنّي من مونديال الحرية :
دءّوا عالخشب يا حبايب ، دءّوا عالخشب..
زءفة و زلغوطة يا حبايب للمنتخب ..