ريكوزينتاكاتا Rikuzentakata.
إستعصت على الموت وعادت إلى الحياة …
اليابان تعطينا العِبَرْ …
في ١١ آذار ٢٠١١ مترافقاً مع الأحداث السورية، داهم زلزال خطير الساحل الشرقي لليابان وتلاه تسونامي ماحق بلغ إرتفاع أعلى موجاته خمسين متراً، فأجتاحت مياه المحيط الهادي البلدات والقرى الواقعة شمال شرق اليابان.
عشرون ألفاً قضوا نتيجة التسونامي ومن بينهم ألفان في بلدة ريكوزينتاكاتا وحدها، التي غمرت بالفيضان الهادر ودُمِّر الجزء الأكبر منها.
هذه البلدة الوادعة في منطقة شبه نائية من اليابان خلت تقريباً من سكانها ال٢٤ ألفاً وكان مُقدَّراً لها أن تختفي لينزح سكانها إلى المدن الكبرى.
نظر السكان البائسون إلى غابة الصنوبر الجميلة المحاذية للشاطئ التي كانت تضم 70 ألف صنوبرة، محقها التسونامي عن بكرة أبيها، فشاهدوا وسط هذه المجزرة الشجرية، صنوبرة واحدة عجزت كف الموت عن إيذائها وبقيت واقفة تتحدى الزمن.
سموا هذه الشجرة العجائبية ‘صنوبرة الأمل’
The magic pine of hope،
وأحاطوها برعايةٍ خاصة لكن ملوحة الأرض قضت عليها بعد ستة أشهر من الفاجعة …
أخذوا لحاء الشجرة وغلفوه بنموذج بلاستيكي يماثلها، وزرعوه مكان الشجرة الأصلية …
صنوبرة الأمل دفعت السكان الى التشمير عن سواعدهم لإعادة بناء بلدتهم.
أصبح المشروع وطنياً وتدافع المواطنون اليابانيون والحكومة والمؤسسات والشركات للمساهمة فيه.
تضمن المشروع رفع منسوب شاطئ البلدة بأكمله عشرة أمتار وتطلب بالتالي حفر جبل محاذٍ للبلدة ونقل ثلثي محتواه من التراب والصخور بواسطة أطول سَيرٍ متحرك معروف في العالم.
تضمن مشروع المليار دولار أيضاً بناء حائط صد لموج البحر من الخرسانة المسلحة إرتفاعه 20 متراً.
وبدأت فوق التربة الجديدة أعمال بناء البيوت والمؤسسات والمدارس لكي تعود البلدة إلى الحياة قبل 2020.
ريكوزينتاكاتا، هل نعود كما عدتي أم أن الدمار والموت قد أمات فينا الشعور …
شعب سوريا يحتاج إلى صنوبرة الأمل التي استعصت على الموت، ليبدأ مسيرة إعادة الإعمار.
١: صدقني الأمل موجود لفي كل الشعوب لأنه سنة الحياة ؟
٢: ما يعوز شعوبنا هو المواطنة والمحبة الحقيقة والتخلي بكل شجاعة عن الشرائع والأفكار الشيطانية ، وبغيرهما ستبقى شعوبنا تذبح باسم الله مرة ومرة باسم الحرية والديمقراطية ، سلام ؟