قال المحلل السياسي السوري عمر الحبال،
إن السياسة الروسية مرتبكة بشكل كبير، منذ أن اجتاحت شبه جزيرة القرم واحتلالها قبل عامين، ثم زاد ارتباكها بعد تورطها بغزو سوريا بحجة محاربة داعش، رغم أنها لم تحارب التنظيم بل تعاونت معه عبر عصابات وميليشيات الأسد في البداية، ولاحقا تتعاون معهم مباشرة في حقول الغاز بمناطق الفرقلس شرقي حمص.
وأوضح السياسي السوري لـ”مصر العربية” أن الولايات المتحدة الأمريكية عملت على تورط الروس واستنزافها في سوريا، ومهدت الطريق لذلك، حتى وقع الدب في المستنقع السوري.
وتابع: “اليوم عنجهية وديكتاتورية مجرم الحرب بوتين وضعته في حالة هستيرية بعد الفشل الذريع الذي فاجأه في سوريا, فالروس توقعوا القضاء على الثورة السورية خلال شهرين أو ثلاثة أشهر، وتخضع الشعب السوري لاحتلالها، وإبقاء بشار الأسد كواجهة للاحتلال، لكنها لم تتمكن من تحقيق أي تقدم يذكر بعد مرور 14 شهرا من إعلان دخول طيرانها الحرب على الشعب الثائر”..
جانب من مجازر بوتين في سوريا
وأضاف: “اليوم ومع تصاعد ورطتها وقيامها بعمليات إرهابية عبر قصف همجي يستهدف المدنيين بشكل مباشر وخاصة المشافي، حيث دمرت أكثر من 70 مشفى تدميرا كاملا، إلى جانب تدمير المدارس تحت أعين العالم أجمع والمثبت بشهود العيان بالصوت والصورة، لذلك يقوم مجرم الحرب القيصر القاصر بوتين بتهديد المجتمع الدولي ويتصرف من موقع الضعيف سياسيا وعسكريا في نشر صواريخ على حدود أوربا بعد أن وصلت البشرية إلى حالة باتت معها في ورطة أخلاقية لتأخرها في حماية المدنيين في سوريا حسب قوانين وشرعية الأمم المتحدة..
لكنها باتت يوما بعد يوم تشد الخناق على روسيا الكلام لا يزال على لسان الحبال، والذي أوضح أن الأمم المتحدة تضغط على روسيا لتتراجع عن جرائمها الإرهابية الفظيعة والتي هي الأسوأ والأعنف في التاريخ الحديث ضد الشعب السوري, لكن العالم حتى الآن لا يريد ولا يتجه إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا لأن المواجهة تعني حرب عالمية ثالثة لابد أن تكون نووية ولن تستطيع البشرية تحملها..
وتابع: “بدون أدنى شك ستكون روسيا هي الخاسر الأكبر فيها بعد أن ظهر في غزوها لسوريا كم هي متخلفة عسكريا إن كان في نوعية أسلحتها المهترئة أو تخلف أسلحتها من الناحية التقنية, طائراتها حسب الفيديوهات التي قامت روسيا بنشرها أظهرت كيف أن الصواريخ تسقط بعيدة عن الهدف وكذلك الحالة المزرية لحاملة الطائرات الوحيدة التي تمتلكها, رغم أنها دخلت الخدمة حديثا”.
وأشار الحبال إلى أن الولايات المتحدة وأوربا وحلفائهم قادرون على هزيمة روسيا دون صدام مباشر معها وفقط عبر تزويد فصائل الثورة السورية بمضادات الطائرات الصاروخية إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر عبر دول أخرى أو من السوق الدولية، والثورة السورية التي صمدت في وجه كل تلك الدول الغازية والتي تمثل أشنع إرهاب دولي, قادرة على قهر كل من يفكر بالتدخل لإنقاذ روسيا أو عصابات الأسد الذي يحتاج إلى جيوش لتحميه وتمنع سقوطه، لكن هذه غير متوفر ولن تستطيع لا روسيا ولا إيران أن تقدم أكثر مما قدمت.