مشاركة العصابات الحاكمة في السرقات النجومية والأزمة في قمة النظام
روحاني ولاريجاني يكشفان عن دور الزمر المتخاصمة في سرقة 3 مليارات الدولارات في ملف بابك زنجاني
دخلت الصراعات الداخلية للزمر الحاكمة حول الاختلاسات الفلكية والثروات المنهوبة من الشعب الإيراني مرحلة جديدة من كشف النقاب عن بعضهم بعضا حيث بدأ يتفاقم الصراع هذه المرة حول تعاون الزمرتين مع بابك زنجاني الذي اعتقل في عام 2013 وصدر حكم عليه بالاعدام بتهمة شفط 2.8 مليار دولار من النفط الذي باعه في سوق التهريب. بينما يقول بابك زنجاني انه قد أعاد المبالغ.
الا أن حسن روحاني ومن خلال تساؤلات طرحها في تصريح له يوم 28 ديسمبر2016 بأنه «كيف يمكن مع كل هذه الأجهزة الرقابية في البلاد… أن يشفط شخص بوحده مبلغ 3 مليارات الدولارات؟ بمن كان مرتبطا؟ ومن هم الذين ساعدوه؟ ومن كان شركاؤه؟ وكيف صار أصل المبالغ؟» قد اتهم حكومة احمدي نجاد بالضلوع في هذه السرقة وكذلك السلطة القضائية المؤتمرة بامرة خامنئي بأنها تريد من خلال اصدار حكم الاعدام على زنجاني أن تعتم على رؤوس الخيوط والتستر على الأيادي المتورطة في الملف والعاملة خلف الكواليس. وقال روحاني: «اني اقترحت من بداية الملف أن يتم احالة هذا الرجل الى وزارة المخابرات حتى يتم انتزاع المعلومات بشفافية كاملة ثم يتم تمحيص الملف وعندئذ يحال الى القضاء ولكن لأسباب لم يتم العمل بالمقترح (تلفزيون شبكة الأخبار للنظام 28 ديسمبر2016).
وفي المقابل اتهم صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية يوم 2 يناير2017 تلويحا في كلمة له روحاني وحكومته بالتعاون مع بابك زنجاني. انه قال: «العديد من ادعاءات بابك زنجاني لم تكشف عنها علنيا بسبب ”حفظ الحرمات“ و… هو ”قد ساعد مليارات التومانات للانتخابات الرئاسية (حسن روحاني)». ثم هدد رئيس السلطة القضائية روحاني بأنه «الآن تقولون أن نتابع خلف الكواليس، لا بأس!» متهما حكومة روحاني بعدم التعاون في اجراء التحقيق في هذا الملف وقال «اقتفاء أثر الاصول المنهوبة ممكن كشفه بسهولة في البنك المركزي ووزارة الخارجية فعلى الحكومة أن تكون مجيبة. نحن مشتكون… يجب أن تتبعوا الى أين أرسلت شركة نيكو التابعة لشركة النفط هذه الأصول والى أي دولة سلمتها؟ … نحن نتابع هذه القضية منذ ثلاثة أعوام من الحكومة ولكن ليست هناك آذان صاغية…(بارس نيوز العائد الى زمرة خامنئي 2 يناير2017).
وفي يوم 4 يناير اتهم الملا محسني ايجئي الناطق والمساعد الأول للقضاء للنظام في مؤتمر اخباري حكومة روحاني بالتستر على الحقائق وكشف عن اعتقال «عناصر كبار وأبناء الذوات وأصحاب مناصب» «كانت عليهم ديون بنسبة 600 مليار و 1000 مليار تومان (أكثر من 150-250 مليون دولار)». انه أبدى أسفه من أنه لا يستطيع الكشف عن الأسماء وأضاف: «هؤلاء يريدون أن يضغطوا على السلطة القضائية لكي نتخلى عن مكافحة العناصر الكبار».
بابك زنجاني 43 عاما هو تاجر حديث العهد حيث حصل خلال عقد من الزمن وعن طريق التعامل مع رموز النظام على ثروة بالغة عدة مليارات الدولارات. الكشف المتبادل بين الزمر الحاكمة يبين بوضوح أنه كان وسيطا للنظام لتهريب النفط وغسل الأموال وتخطي العقوبات وكذلك كان وسيطا لأعمال النهب الفلكية للزمر الحكومية. كما انه تلقى جائزة من هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي بصفته الرجل الناجح الأول.
بابك زنجاني وبسبب دوره في تخطي العقوبات تم ادراج اسمه في قائمة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية في ابريل 2013 وكذلك من قبل وزارة الخزانة البريطانية والاتحاد الاوروبي في عام 2014.
جدير بالذكر أن ملف بابك زنجاني يشكل واحدا من الثروات المختلسة من قبل العصابات المافياوية الحاكمة. وأعلن رفسنجاني في الآونة الأخيرة حجم الأصول المنهوبة في عهد احمدي نجاد 800 مليار دولار. فيما كان اسحاق جهانغيري النائب الأول لروحاني قد أكد في وقت سابق «أن فسادا ممنهجا سيئا قد راج في النظام وانتشر مثل النمل الأبيض في كل أنحاء البلاد» (وسائل الاعلام الحكومية 7 نوفمبر2016).
هذه النهب المدهش يأتي في وقت قد أثار خلال هذه الأيام نشر صور وتقارير تتعلق بآلاف المواطنين الذين ينامون في القبور والكراتين أو بيع الرضع من قبل أولياء ليسوا قادرين على تأمين الغذاء لهم، عاصفة من الغضب والكراهية لدى الشعب الإيراني وأن انعكاساتها في الفضاء المجازي والصحف قد أصابت الحاكم بالهلع والخوف الشديد.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – باريس
7 كانون الثاني/ يناير2017