مقدمة :
عندما ننظر في قائمة أثرياء العالَم ونقرأ قصة كفاحهم وثرائهم , حتماً سنعثر على البعض ممن لايستحق هذا الثراء حسب رأينا !
على سبيل المثال فإنّ الثري الشهير (بيل غيتس) المُبرمج ورجل الأعمال الأمريكي الذي أسّس شركة (مايكروسوفت) ,والذي يتبّرع كلّ فترة بجزء من ثروته لأعمال خيرية حول العالم (فاقت ثروته الـ 85 مليار دولار عام 1999 لكنّهُ ربّما تراجع الآن بعد المكسيكي كارلوس سليم).
هو عند الغالبية مثال للنجاح ويستحق ما نال من مجدٍ وثروة .إنّما في نظر البعض خصوصاً أصحاب الشركات المُنافسة ,هو ليس سوى مُحكتر !
لكن من جهة اُخرى هناك اُناس أصبحوا أثرياء وهم لايستحقون ذلك الثراء بنظر غالبية الناس (وليس بعضهم فقط) ,كونهم صنعوا ثرواتهم إمّا عن طريق السلطة الديكتاتورية كما هو حال زعماء أغلب بلادنا البائسة .
أو صنعوها عبر تجارة السلاح أو المخدرات وتبيّض الاموال وما شابه .
وأحياناً (وهذا هو الأمر الغريب حقّا الذي أوّد جلب إنتباهكم إليه اليوم) صَنعَ البعض ثروته الهائلة من خلال الإحتيال على الناس دينيّاً واللعب بمشاعرهم وتلفيق الأكاذيب وتدّخلهم في تفاصيل اُمور الناس الشخصيّة !
وبلادنا البائسة تضّج بالدُعاة الإسلاميين الأثرياء من هذا النوع أمثال : عَمرو خالد وطارق سويدان وعائض القرني وغيرهم كثير !
في هذا الجزء الـ 16 من تلخيص كتاب الخرافة في عصر العِلم / لعالم الفيزياء الأمريكي (روبرت لي پارك) ,سنقرأ عن شاب أمريكي من هؤلاء المُخادعين الذين أثروا عبر طُرق غير مشروعة !
كما سنفهم كيف (علميّاً) تتكوّن معتقداتنا الشخصيّة عموماً !
***
ص 114 / الفصل السابع ـ العصر الجديد وفيه يجري كلّ شيء !
أصبحَ (آدم دريمهيلر) مليونيراً قبل عيد ميلادهِ العشرين !
آدم طالب كليّة يحتفظ بإسمهِ الحقيقي سرّاً حفاظاً على خصوصيته كما يقول .هو مؤلف لعدّة كتب رابحة .محاضراته تُقام في قاعات ذات 500 مقعد وتُحجَز قبل أسابيع .يصف آدم نفسه كـ “شافي بالطاقة” !
على المنصة يدخل في حالة شبيهة بالغشية حيث يُسقِط عقله على أجساد ضحايا السرطان ” ليرى ” سرطانهم !
ثم يقوم آدم (من دون لَمسهم) بتخليصهم من السرطان ,فقط بإستخدام قوة عقلهِ .ويُسمّي تقنيتهِ هذه بالـ ( الهولوغرافيا الكميّة ) !
هو مُستعد لمعالجة الناس حتى لو كانوا في مدينة بعيدة ,لكن سيكلفهم ذلك ماديّاً أكثر من حضور المحاضرات .
يعترف آدم بصراحة أنّ علاجاته قد لا تنجح في المرّة الأولى ,وتحتاج لتكرارها عدّة مرّات . وبالطبع على المريض أن يدفع لكل جلسة !
لكن مَن سيشتكي إذا شفى ذلك سرطانه ؟
يشرح آدم أنّهُ قد اُعطي هذه القدرة المُميّزة في زيارته لجزيرة نوتكا قرب فانكوفر في كندا ,حين كان في الخامسة عشر من عمره !
يقول أنّهُ صادف في تلك الجزيرة طيراً أسوداً طوله أربعة أقدام ,إتصلَ معهُ تخاطريّاً مُحمِلاً دماغهِ كلّ معرفة العالَم !
ولكم أن تسألوا (أو تخّمنوا) كيف وصلت كلّ معرفة العالم الى طير أسود بطول أربعة أقدام ,ولماذا إختار آدم كمستودعٍ لها !!!
***
ص 115 / مُحاضرات آدم !
سمعتُ لأوّل مرّة عن آدم من مُنتج أخبار في
ABC
كان يعمل على قصة لمجلة أخبار التلفاز
(پرايم تايم ـ Prime Time) .
أراني بضعة فيديوات لمحاضرات آدم ,الذي كان يصّر على العمل في أضواء خافتة ,لذلك كان التصوير بكاميرة تحت حمراء .
زادَ اللون الأخضر الشبحي للصور التحت حمراء من الإنطباع الماورائي لدى الحضور !
يَظهر آدم وهو يستخدم يديه كما لو أنّهُ يُعيد ترتيب أشياء لا نستطيع نحن رؤيتها .(ربّما يُنجز تعديل في الهولوغرام الكمّي للمريض) !
ومن أين جاء بإسم الهولوغرام الكمّي ؟ لابُدّ أنّها إستعارة من توم كروز الذي إستخدمه في فيلم إثارة ستيفن سپيلبرغ (تقرير الأقليّة) !
ولو تركنا الطير الأسود الكبير جانباً ,فمن المُرجّح أنّ آدم لايعرف شيئاً عمّا هو الهولوغرام ,ناهيك عن فيزياء الكمّ !
طارت بي
ABC
الى نيويورك لأتحدّث عن ذلك .أراد مُنتج برنامج (پرايم تايم) أن يعرف أيّ المعلومات يحتاج لتقييم إدعاءات آدم .
أخبرته بما يلي :
أولاً ,عليك أن تطلب نتائج فحوص لتأكيد أن تقنيتهِ ناجحة عمليّاً .
تتطلب فحوص ذات معنى أن يتّم التأكّد من سرطان المريض على أيدي أطبّاء خُبراء مؤهلين قبل العِلاج .هذا يعني في العادة خزعة biopsy .
وعلى نفس الخُبراء أن يفحصوا المريض بعد العلاج ليروا إن كان هناك ثمّة تغيير !
يبني (الشافون بالطاقة) سُمعتهم على شفاءِ أشخاص من سرطانات لم يُصابوا بها أصلاً !
” في الواقع لم تكن هناك أيّ فحوص أو خزعات ” ..إعترفَ المُنتِج !
في هذه الحالة قلتُ لهُ لا يوجد شيء لتقييمهِ !
سيكون عمل غير مسؤول من
ABC
أنْ توّفِر لأدم عرضاً مجانيّاً على تلفزيون وطني ,دون نتائج فحوص قويّة !
في النهاية تقدّمت أخبار
ABC
مُكرّسةً ساعة كاملة من (پرايم تايم) الى آدم دريمهيلر .فبعد كلّ شيء تستغرق الإختبارات وقتاً والتلفاز يمشي حسب جدول .ورغم ذلك فإنّها بكشفها عن إحتيال “شافي” يستغل مرضى السرطان ,تخيّلت أخبار ABC أنّها كانت تؤّدي خدمة عامة مهمة !
لكن الأمر ليس بهذه البساطة .فمن بين ملايين الناس الذين شاهدوا پرايم تايم ,لم يسمع مُعظمهم عن (آدم دريمهيلر) .وهو لايُرشّح نفسه لمنصب سياسي فهو لا يحتاج إقناعهم جميعاً بقدراتهِ ,ولا حتى غالبيتهم !
لكن لو كان هناك مُشاهد واحد من كلّ عشرة آلاف ,يتصوّر أنّ هناك شيئاً يسند قصة آدم ,فمعنى ذلك أنّ آدم سيكسب مليون دولار آخر !
***
ص 116 / العقل والخُرافة !
في غياب أيّ نتائج إختبار حقيقي لا يوجد سبب واحد لتصديق أنّ لآدم القدرة على شفاء السرطان .لماذا سيتخيّل أيّاً منّا أنّ لآدم تلك القدرة ؟
ما الذي سيدفع شخصاً عاقلاً لتقبّل حكاية آدم الخُرافية عن طير أسود ضخم يحقنه تخاطريّاً بالقدرة على شفاءِ السرطان ؟
كتب (د.صموئيل جونسون) عام 1775 يقول :
“حين يَعرف رجل أنّهُ سيُشنَق بعد إسبوعين ,سيرّكز عقله ببراعة “
ومع خالص الإحترام للـ د. جونسون فأنا أجد العكس في معظم الأحيان !
فالذين يُعانون من ألم مُزمن أو يتخيّلون أنّ مرضاً مُميتاً يحيقُ بهم ,سوف يتمسّكون بأيّ شيء .فكُلّما كانت حالتهم يائسة زاد إحتمال أن يقوم الناس بشراء زيت الأفعى أو الركوع أمام آلهة خياليّة .بل سيلجأون حتى (للهولوغرافيا الكميّة) والطيور السود التخاطريّة .لاشيء لديهم ليخسروه !
لكن (كما سنرى لاحقاً) حتى ضمن الأصحّاء ,فالمعتقدات اللاعقلانيّة موجودة !
في الفصول السابقة تفحّصنا خُرافات قديمة تُعّد أساسيّة في معظم الأديان .
ورغم غياب الأدّلة الداعمة لتلك الخُرافات الدينيّة ,لكن غالبيّة الناس تتقبّلها قبولاً حسناً حتى دون السؤال عنها !
ذلك لأنّ الناس يعتبرون المشايخ والدعاة من الثُقات لديهم !
الغريب في الأمر أنّ الخٌرافات الدينيّة لم تَعُد تصدر من منبر الدين وحده !
فحتى أوثق وأعزّ الناس في مجتمعاتنا / الآباء, المعلمون ,القادة السياسيّون ,حتى أبطال الرياضة والترفيه (ومؤخراً إنضّم بعض الفنانين في مصر لهذا الطريق / كاتب السطور) يُعربون أحياناً عن قناعاتهم الدينيّة للعلن !
فبعد كلّ شيء يُعّد الإعتقاد الديني إجمالاً فضيلة !
في أمريكا الحزام الإنجيلي قد يكون الأبناء في الكليّة قبل أن يكتشفوا أنّ عدم الإيمان .. خيار !
لا يستندُ (آدم دريمهيلر) الى اللهِ وملائكتهِ وكتبهِ ورسلهِ ,مُفضّلاً الإشارة الى طيرٍ أسود كبير تخاطري كمصدر ماورائي لقدرته !
هذه هي روحانية العصر الجديد !
إنّها تتجنّب التنافس المُباشر مع المُعجزات الدينيّة الأكثر شيوعاً للشافين بالإيمان .هناك الكثير من المال للجميع ,فلِمَ على (شافي بالطاقة) من العصر الجديد أن يُنازِع (الشافين بالإيمان) من المشايخ والدُعاة ؟
دعوة آدم أساساً موّجهة للمتروكين الذين يشعرون أنّ اللهَ والعِلم معاً قد خذلوهم !
الإلتجاء للهُراء المَحض قد يكون مردّهُ لليأس لا لضعفِ الشخصيّة !
لكي نفهم التأثير القوي لروحانية العصرِ الجديد ,علينا أن نبحث كيف يكوّن الدماغ إعتقاداته !
***
ص 117 / اللوزة !
في لحظة ولادة الإنسان يكون دماغه خالي من الإعتقادات ,وكلّما يكبر الطفل يبدأ بتكوين الإعتقادات ويكون منفتحاً على جميعها .
الأطفال يميلون لتصديق أيّ شيء في البدء .لكن لكون إعتقاداتهم لم تتشابك بعد في مصفوفة من الإعتقادات المترابطة ,فيمكن لهم أن يرفضوا الإعتقادات بنفس سرعة تبّنيها !
يستمر الناس بالإضافة والتعديل لكتابهم الشخصي للحياة على كوكب الأرض طوال عمرهم !
وغالباً تنشأ صراعات محتومة بين مُدخلات حسيّة جديدة وبين إعتقادات حاضرة موجودة مسبقاً .ويتطلّب الأمر المؤائمة بينهم بطريقة ما !
يستمر عدد الصراعات بالتزايد مع مُضيّنا في الحياة ,ما يجعل إضافة إعتقادات جديدة أصعب بكثير !
(نعلم أنّ كبار العمر لايغيّرون آرائهم بسهولة /كاتب السطور) !
لهذا يكون التلقين بمجموعة خاصة من الإعتقادات أنجح مايكون في الطفولة ,ويتّم تقويته بإستمرار ثم يُربط الى رؤية عالمية مُعرّفة جيّداً .
يقول اليسوعيّون :(أعطني الطفل حتى السابعة وسأُريكَ الرجل فيه) !
يبدأ الإعتقاد بمدخَل حسّي يمّر خلال المِهاد
Thalamus
وهو مقطع ثانوي صغير في عُمق الدماغ .عادةً ما يُحوّل المهاد المداخل الحسيّة الى القشرة الحسيّة
Sensory cortex
التي تُحلّلها وتُحدّد لها مستوى أهمية .
ثمّ تُمرّر المعلومات الى اللوزة .وهي زوج من تراكيب لوزيّة الشكل في الفصيّن الصدغيين توّلد ردّاً عاطفياً .
تُعتبر هذه اللوزة هي محل دليلنا الشخصي للحياة على كوكب الأرض !
يبدأ الإعتقاد حين تكوّن القشرة الحسيّة إرتباطاً بين حدثين ,كموجةِ مدٍّ تتصادف مع بدرٍ يطّلُ من فوق .
في المرّة الثانية التي تكون فيها على الشاطيء في منتصف الليل والقمر مكتمل (بدر) ,سيسبق دماغكَ لتوّقع (موجة مدّ) .
يحدث ذلك فقط لو إستعاد دماغكَ ذكرى تلك الموجة المدّية السابقة تحت بدر كامل !
لكن في الواقع تكون قد مضت بضع فترات (من 28 يوم) مذ لاحظتَ تلك المُصادفة آخر مرّة .
الذكريات تتلاشى مع الزمن !
لكن إنْ تكرّرت المُصادفة قبل أن تُفقَدْ الذكرى ,فقد تصبح إعتقاداً !
فالتكرار كما يَعرف كل مُدرّس ,هو السبيل للتعلّم !
***
ص 118 / كيف تتكوّن الخرافة الشخصيّة ؟
(ملاحظة من كاتب السطور: أتمنى قراءة هذا الجزء مرتين على الأقل كي تفهموا الشرح العِلمي الواضح ,لكيفيّة نشوء الإعتقادات في حياتنا) !
تعتمد مدّة إحتفاظ دماغنا بالذاكرة على الأهميّة التي تُحدّدها القشرة الحسيّة للحدث.هذه الأهميّة تتعادل مع مستوى هرمونات الإثارة في مجرى الدم!
للمرءِ أن يتخيّل أنّ لقاءات في منتصف الليل على شاطيء دافيء تحت بدرٍ مُكتمل قد تقود لحالة عاليّة من الإثارة العاطفيّة .
وبالفعل قد تكون هذه الجملة السابقة قادتكَ لتخيّل لقاء سابق كهذا .
فما الذي حصل فعلاً ؟
إستجابَت (اللوزة) لما فكّرْتَ فيهِ ,فأمرت (تحتَ المِهاد) بإطلاق هرمونات إثارة مُختلفة الى مَجرى دمكَ ,مُقلّدةً الخليط الذي قادَ الى ذكرى كهذه !
كنتيجة لذلك سيرتفع ضغط دمكَ ونبض قلبكَ .
تحت المهاد /هو قسم قديم جداً في الدماغ مسؤول عن التحكّم بجريان الهرمونات بناءً على تعليمات اللوزة !
تتحكّم هرموناتنا بنا جميعاً ,إعتماداً على الإعتقادات والذكريات المخزونة في اللوزة !
فتح نشوء اللغة بوابة جديدة قادرة على خلق الإعتقادات !
تجعل اللغة الخبرات البديلة هي المصدر الرئيس للإعتقادات متفوقةً على الخبرات الشخصيّة .
بالطبع عُزّزَت قدرات اللغة بقوّة بإختراع الكتابة !
وهي تتعزّز أكثر فأكثر مع كلّ تقدّم جديد في الإتصالات من المطبعة الحجرية الى البلاكبيري .
يمكن للإعتقادات أن تنتشر اليوم حول العالم في ومضات رُقاقة حاسوب .
لسوء الحظ ما يفيدنا من التعلّم من الآخرين ,قد يجعلنا أيضاً عُرضة للإستغلال منهم !
(كما في حالة الشاب آدم دريمهيلر وجميع مشايخ المُسلمين) !
إن كان مستوى الإثارة عاليّاً بما يكفي فربّما يختار (المِهاد) تجاوز القشرة الحسيّة ببساطة وتحويل المدخل الحسّي مباشرةً الى اللوزة !
لا يملك (المهاد) أي دليل حول ما يجعل المدخل الحسّي يُسبب دفقة هرمونات .فهو يرسل كلّ شيء ببساطة .
هذا هو الذي يجعلنا نتذكّر ما كان حولنا وما كنّا نفعلهً حين سمعنا عن هجوم 11 سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي !
أحداث كهذه هي أيضاً أصول الخرافات الشخصيّة !
مثلاً يقوم معظمنا بطقوس صغيرة ,كي تتكرّر الظروف أو اللحظات الجميلة في حياتنا التي جعلتنا نشعر بالرضا العالي والسعادة حينها .
فقد يتناول الرياضي (نفس الفطور) قبل مباراةٍ مهمة !
أو قد ترتدي رَبطة عنق الحظ تبعك ,قبل إجتماعٍ مهم !
هذا هو السحر بالتقليد أو المُحاكاة .وما لَم نصبح مهوسين بمثل تلك الخرافات الشخصية فهي لا تؤذي !
بالعكس قد تنفع أحياناً برفعها مستوى ثقة الشخص في نفسه !
هل إتضحَ الآن التفسير العِلمي للخرافات الشخصيّة حتى الصغيرة منها؟
(إنتهى ج 16 من تلخيص كتاب الخرافة)!
***
الخلاصة :
مؤلف هذا الكتاب العِلمي الإجتماعي الرائع ,يُفرّق في تعريفهِ للإيمان (معتمداً على قاموس أوكسفورد) بين نوعين رئيسين :
1 / إيمان الإنسان العادي :
هو الثقة الكاملة بالفكرة أو العقيدة !
والإيمان في الأديان يعتمد على الإلتزام بالعقيدة دون الحاجة لأدلّة إثبات.
فهو يصدّق بالقوى الميتافيزيقية العُليا الخارقة التي تجعل الأشياء تحدث بشكل مُستقل عن القوى المادية في الطبيعة / كما رأينا تفسير المشايخ لكارثة التسونامي في الجزء 14 من تلخيص هذا الكتاب !
هذا التعريف في الواقع هو نفسه تعريف ((الخرافة)) التي لا تحتاج سبب مادي أو تفسير عِلمي لحدوثها !
2 / إيمان العُلماء (الحقيقيين) :
هو التعبير عن الثقة بقوانين الطبيعة بدءً بقانون السبب والنتيجة !
من هنا نستنتج التضاد الكامل (وليس مجرد إختلاف بسيط) بين معنى الإيمان لدى كُلاً من العامة والعُلماء !
فإيمان العوام يُعرّضهم للوهم والغش والخديعة من المشايخ وأمثالهم من النصابين والمُحتالين والطامعين بالثروة عن هذا الطريق .
بينما إيمان العُلماء يعني إيجاد الدليل والتفسير المادي للأشياء .
(كي لا نخدع أنفسنا ,يقول عالم الفيزياء ريتشارد فاينمان) !
لذا فأنا مُضطر لأُكرّر نفسي فأقول :
أنا لستُ ضدّ إيمانكم وإعتقاداتكم ,إنّما أنصح بالإيمان الذي يستند الى الادلّة العِلمية الخاضعة النقاش.وأن تفهموا طريقة تكوّن معتقداتكم !
ملاحظة : إستعنتُ لكتابة هذه الخلاصة الأخيرة بمقال للدكتور عبد الخالق حسين عام 2009 عن نفس الكتاب ,الذي قدّم مشكوراً نبذة وافية عنه .
وهذا رابط المقال المذكور !
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=165482
تحياتي لكم
رعد الحافظ
17 أبريل 2015