أكبر مقبرة في إيران في رواية عن الثورة الخضراء
رواية ‘فرودس الزهراء’ تستعرض اختفاء مهدي علوي ‘في دهاليز دولة أمنية بيروقراطية قاهرة يختفي المعارضون فيها بلا أثر كأنما لم يوجدوا’.
العرب :: [نُشر في 18/12/2013، العدد: 9413، ص(12)]
القاهرة – انتشرت احتجاجات واسعة شملت أكبر المدن الإيرانية إثر الإعلان عن فوز الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية عام 2009، بعد أن أكدت المعارضة أنه تم تزوير النتائج، وقوبلت هذه المظاهرات بالقوة المفرطة التي ذهب ضحيتها عديد القتلى والجرحى واعتقل وفُقِد عدد كبير من المتظاهرين.
تبدأ الرواية المصورة «فرودس الزهراء» بقول جلال الدين الرومي «لا تبحث في الأرض عن مرقدنا بعد الوفاة- إنما مقامنا في صدور العارفين من الأنام» ثم يهديها كاتبها الإيراني أمير ورسامها الجزائري خليل «إلى المفقودين والغائبين والذين سقطوا» في الاحتجاجات الإيرانية عام 2009.
أما ريم وأحمد مترجما الرواية -التي تتناول الاحتجاجات على إعادة انتخاب الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد والتي سميت بالثورة الخضراء- فأهدياها إلى المحامي الإيراني عبد الفتاح سلطاني الذي صدر ضده حكم في مارس 2012 بالسجن 18 عاما ومنعه من ممارسة المحاماة 20 عاما. ورواية «فرودس الزهراء» التي تحمل اسم «أكبر مقبرة في إيران» تستعرض اختفاء مهدي علوي (19 عاما) ضمن المختفين من معارضي نتائج الانتخابات فتبحث عنه أمه وأخوه «في دهاليز دولة أمنية بيروقراطية قاهرة يختفي المعارضون فيها بلا أثر كأنما لم يوجدوا» كما يسجل الغلاف الأخير.
ولكن ما يبقي أمل الأسرة في العثور على ابنهم أو حفظ ذكراه ليست الضمانات القانونية ولا أعراف حقوق الإنسان بل إصرارهم على اقتفاء أثره بأي طريقة ممكنة، وتبدأ الرواية باتصال الأم بابنها «مهدي» لتسأله عما إذا كان سيرجع ليكون مع الأسرة على العشاء، ولكنه لا يرد فتتجه إلى ميدان آزادي في العاصمة الإيرانية ولا تجد من أثر المظاهرات إلا طفلا يخبرها أنه سمع صوت طلقات رصاص وصافرات سيارات إسعاف، وكان الرصيف ملطخا بالدماء وكانت “طهران ترتعد بصيحة التحدي.. «نداء الحرية» وتتنقل الأم بين المستشفيات بحثا عن ابنها.
وفي جولة الأم ترى فتيانا وفتيات في عمر مهدي «كمن ضربهم الطاعون» وتزدحم بهم أسرة وطرقات المستشفى الذي اقتحمه أفراد من الحرس الثوري «ينتزعون المتظاهرين المصابين ويجرونهم خارج المستشفى» وبعضهم ينزف وآخرون عاجزون عن المشي فيحملهم أفراد الحرس غير مبالين بتوسل الأطباء.
ويعلق البعض مندهشا «حتى الزبالون يحملون الزبالة ويقلبونها باحترام أكبر».
وتذهب الأم إلى المشرحة لتتأكد أن مهدي ليس بين الموتى ولكنها لا تعرف مصيره فتذهب إلى مقر محكمة الثورة حيث «وكلاء الله ينفذون العدالة الثورية» ولا يبالي بها موظف يخبرها أنها ليست الأم الوحيدة في إيران التي يختفي ابنها. ويسخر منها قائلا: «سلمي لنا على السيد موسوي» في إشارة إلى مير حسين موسوي منافس نجاد في انتخابات الرئاسة 2009. ثم يتأكد للأم وفاة ابنها من زيارة مندوبي السلطة الذين يشترطون عليها قبل تسلم الجثمان أن توقع الأسرة على تعهد بعدم إقامة جنازة علنية وعدم التقاط «أية صور ولا تشريح الجثة ولا عمل تصريحات للصحافة.. النعش أحكم وينبغي أن يظل مغلقا» ولكن الأم تعلن أنها لن تتفاوض على موت ابنها ولو أعطوها تقريرا يفيد «استشهاد مهدي».
فتقول الأم في لهجة متحدية: «لم أمتلك حياة مهدي ولن أتفاوض على ثمن موته».
ويذكر أن فوز الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد لدورة رئاسية ثانية في يونيو 2009، لقي احتجاجات واسعة في الشارع الإيراني كشفت الوجه الحقيقي للنظام الإسلامي الحاكم في البلاد، وأطلق على هذه الاحتجاجات اسم الثورة الخضراء لأن الإيرانيين خرجوا إلى الشوارع تعبيرا عن رفضهم للقهر ولهذه النتيجة التي أعلنت في 13 يونيو 2009، بعد حصول نجاد على حوالي 63 بالمئة من الأصوات. وشكك المعارضون في نزاهة هذه الانتخابات واتهموا السلطات بتزوير النتائج بشكل واسع، وهو ما صرح به منافس نجاد الرئيسي مير حسين موسوي الذي أعلن أنه هو الفائز الحقيقي بالانتخابات، وهو ما جعل مناصريه وبقية أطياف المعارضة إلى جانب جميع فئات الشعب نساء ورجالا شبابا وشيبا يهبون للشوارع مطالبين بعدم الاعتراف بهذه النتائج، غير أن الحكومة ردت بشكل عنيف جدا على ذلك.
وقتلت قوات الشرطة عددا من المتظاهرين يقدر بحوالي مئة شخص على أقل تقدير، واختفت مجموعة أخرى من المحتجين الذين لا توجد إحصاءات صحيحة حول عددهم تبعا لسياسة الترهيب والتعتيم التي اعتمدتها حكومة نجاد آنذاك لتخفي بشاعة جرائمها في حق الشعب الإيراني، ولن تنسى الذاكرة الإيرانية ولا العالمية صورة الطالبة ندا آغا سلطان التي وثقت عدسة أحد المصورين موتها في تلك الأحداث.
وجابت مقاطع الفيديو التي صورت ندا جميع أنحاء العالم وانتشرت عبر الانترنت لتكشف للعالم حقيقة الدكتاتورية الإيرانية، ويبدأ مقطع الفيديو الأول بندا تسقط على الأرض وهي لا تزال بوعيها وسط بركة من الدماء، وبقربها رجلان يحاولان إنقاذها بوضع أيديهم على أعلى صدرها لوقف النزيف من مكان دخول الرصاصة التي أصابتها، وتظهر ندا وهي تحرك عينيها متابعة حركة المصور ثم تبدأ بالنزيف بغزارة من فمها وأنفها.
هذه المقاطع جعلت من ندا رمزا للاحتجاجات الإيرانية ولكفاح أمة من أجل الحرية، وقد لقبت بـ«صوت إيران» و«ملاك إيران»، وفي تعليق عن هذه الحادثة انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما قمع المتظاهرين في إيران، كما انتقد الطريقة البشعة التي قتلت بها ندا سلطان وقال: «إنه لأمر يفطر القلب.. أعتقد أن أي شخص يشاهد اللقطات سيعرف أن هناك أمرا غير عادل بشأن ما حدث».
خير الكلام ماقل ودل … بحق آيات الجهل ؟
لا تيأس عزيزي هيثم فلابد وان تتحقق نبوة شاه ايران الراحل بعد خلعه ان عاجلا او آجلا حيث قال ( سيأتي اليوم الذي لن ينجو فيه رجال الدين في ايران بفروة رؤوسهم ) وانا أضيف وفي باقي بلداننا حيث وراء كل عمامة كارثة او مصيبة او غمامة او نور منطفئ ، سلام ؟
اخي العزيز لايأس مع الحياة لايد للقيد ان ينكسر ولابد للليل ان ينجلي لقد فتشت في قاموس حياتي فلم اجد هده الكلمه هده امة ولود وهي تمر بمرحلة المخاض ابشركم بان الطوفان قادم وسوف يطهر ارضنا المقدسه..
مع تحياتي