رهاب “المسيحية” و”الكريسماس”!

 هاني نقشبندي

إستمعت إلى عظة الميلاد في أكثر من كنيسة، فكانت تدعوا إلى الحب والغفران. واستمعت الى بعض خطب الجمعة، فأكد أكثرها حرمة الإحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس) وهدد بالنار.

جهة تنادي بالحب، وأخرى تهدد بالنار!

كل ذلك من أجل الإحتفال بعيد هو بطبيعته حدث إجتماعي أكثر منه ديني.

الناس تحب الأعياد لما فيها من بهجة واجتماع شمل، وليس لما فيها من صلاة وعبادة. لماذا إذا لا أشارك في زيادة البهجة في المجتمع؟ أم هو مطلوب مني أن أخليها “نكد في نكد” كي أكون مسلما صادقا؟!

الحديث الصحيح يقول إن في الكلمة الطيبة صدقة. فإذا كانت مجرد كلمة هي أجر وثواب، فما بال مشاركة انسان آخر في سعادته بما يجعل المجتمع كله أكثر سعادة؟ هل من صدقة أعظم من ذلك؟

ثم.. هل الإحتفال بعيد الميلاد المسيحي يعني أني بت مسيحيا؟

لماذا هذا الرهاب الديني من الآخر؟

تسائل أحد من أفتى بحرمة الإحتفال بالكريسماس قائلا: لماذا نشاركهم أعيادهم وهم لا يشاركوننا أعيادنا؟

هذا سؤال عقيم لسببين:

أولا، هم يهنئوننا على أعيادنا.

ثانيا، أعيادنا صلاة، سواء في الفطر أو الأضحى، فهل نطلب منهم ان يصلوا في الجوامع أو يحجوا إلى مكة كي تكتمل مشاركتهم لنا؟

أدر مفتاح الراديو على أي محطة إخبارية. أكثر ما فيها أنباء عن قتل هنا وتفجير هناك وقرصنة بينهما. معظمها، للأسف، بل كلها، ترتبط بمسلمين. وحتى لا ندين أنفسنا، نصفهم بالإرهابيين المتطرفين. لكن من يفتي بحرمة الإحتفال بالأعياد هو متطرف أيضا. لأنه يرفض ان تعم المحبة على الأرض، مفضلا معاداة الآخر، ومقاطعته، بل وتمني الموت له إن أمكن.

أجمل تفسير سمعته لمعنى الحرب يقول إنها: عجائز يختلفون وشباب يموتون. الوضع ذاته ينطبق في مجتمعاتنا المسلمة، حيث يفتي بعض العجائز بمصائب تؤدي الى موت الشباب، منتحرين او منحورين. فهل نحن في حاجة الى حب أم قتل؟

أتمنى ان يأتي اليوم الذي يملك فيه بعض علماء المسلمين الشجاعة للإعتراف بأن مشاركة الآخرين، كل الآخرين، أعيادهم وأفراحهم هو فعل حسن، ليس حبا بهذا الدين او ذاك، بل طمعا في أن تسود المحبة على الأرض.

nakshabandih@yahoo.com

المصدر ايلاف

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

2 Responses to رهاب “المسيحية” و”الكريسماس”!

  1. سرسبيندار السندي says:

    ماقل ودل : مابين تجار الحرية والحب … وتجار الغباء والحقد والجهل ؟

    ١: بداية تحياتي للأستاذ هاني نقشبندي ومهنيا إياك وكل محبي الحقيقية والحق والحرية بمناسبة العام الميلادي الجديد ؟

    ٢ : صدقني لن يدخل جنات الله كل منافق وآفاق ودجال وعلى رأسهم هؤلاء الشيوخ تجار الدم والدين الذين يحرمون تهنئة إخوانهم المسيحيين ؟

    ٣:سؤال لكل شيخ معمم منزوع الذمة والضمير كيف يتفق تحريمكم هذا مع قول سورة البقرة : 285 ( لانفرق بين احد من رسله ، سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ) والماىدة : 82 ( ذالك بان منهم قسيسيين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) أعلمونا ان لم تكونو مجرد تجار دم ودين ومن النوع الحقير ؟

    ٤: حتى وان لم يشارككم المسيحيون أعيادكم فلهم الحق والعذر في ذالك لأنكم غزاة ديارهم وأوطانهم ، ومع ذالك يستحيل ان نجد رجل دين منهم يحرم التهنئة والتحية والسلام رغم ما أصابهم من جراىم وويلات ودمار باسم إلله والإسلام ، سلام ؟

  2. سرسبيندار السندي says:

    خير الكلام ماقل ودل … لكل ذي ضمير وعقل ؟

    ١: بداية تحياتي لك بمناسبة العام الميلادي الجديد والمجدي ولكل الطيبين والخيرين في العالم ؟

    ٢: حتى وان لم يهنى المسيحيون المسلمين فرضا ، فلهم العذر والحق في ذالك ، لأنهم غزاة بلادهم وناهبي أوطانهم وديارهم ؟

    ٣: سؤالنا لهؤلاء الشيوخ المنافقين والدجالين من تجار الفتنة والدم والدين ، أين سلوككم هذا وتحريمكم من قول سورة البقرة : 285 ( لان فرق بين احد من رسله. قالو سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ) ومن قول سورة الماىدة : 82 ( ذالك بان منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) ؟

    ٤: وأخيرا سلوك هؤلاء كما غيرهم يتفق مع ماقاله شاهد منهم شاف كل حاجة وهو الامام علي للوفد المرسل للنجاشي الحبشة ( لاتجادلهم بالقران لانه حمال أوجه ) وليس اصدق منه الا يزيد بن معاوية الذي قال ( نعمت هاشم بالملك … فالخبرة جاء ولا وحي نزل ) ومسك الختام مودتي ومحبتي والسلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *