رمضان … وبقايا ألم:

Nabil Fayad

رمضان … وبقايا ألم:
في رمضان، وكنّا نلعب في دروب المراهقة، توفيت والدتي في العقد الثالث من عمرها؛
في رمضان، سجنت ثلاث مرّات: مرتين في حمص وثالثة في دمشق (من 30 أيلول حتى 3 تشرين ثاني)؛ لأسباب تتعلّق بموقف من التطرّف الديني؛
وفي رمضان، قبيل الأزمة، وفي عز زواج المتعة بين الدولة-الوهابيين، تم اعتقال شاب في جرمانا لأنه كان يدخن أثناء الصيام ويجرح من ثم “مشاعر” المسلمين الذين يجرحون مشاعر كل الآلهة منذ أن فقس بهم الزمان العاطل قبل ألف وخمسمئة سنة!!
كان هجومي مذهلاً وقتها على الجهات التي اعتقلت الشاب – تحالف أمني وهابي؛ إلى درجة أن اتصل بي أحدهم وقال بلغة لا تخلو من تهديد أن لا أتجاوز الخطوط الحمراء.
ودارت الأيام:
وثبت أننا وحدنا لم نتجاوز أي خط أحمر، في حين كانت خطوط الآخرين بكل الألوان، وأولها القرمزي!!
من قال لهؤلاء أن سوريا بلون أوحد أو أنها “مخطوفة” لجماعة واحدة؟
من قال لهؤلاء أن من يدخن في رمضان يجرح شعور الوهابيين حتى وإن كان غير مسلم؟؟
بشرفكم:
هل أّنّ الصبية الجميلة التي ترتدي “بروتيل” في هذا الجو الملتهب تجرح الشعور، وأولئك المتشحات بالسواد، من الرأس إلى أخمص القدمين، لا يثرن الإقياء؟
من قال لهؤلاء أن من يرتدي الشورت بتناسب تام مع الطقس الناري جارح للشعور، في حين أن من يرتدي الجلباب القصير الكاشف عن ساقين لا يشبهان غير ساقي تيس معزة يبرودي لا يجرح الشعور؟
من قال لهؤلاء أن من يحلق ذقنه وشاربيه في رمضان يثير الفتنة ويجرح شعور الصائم، في حين أن من يطيل ذقنه ويحف شاربيه – لزوم السنّة – لا يثير القرف والخوف؟
لديك إيمانك؟؟ حلو!! احتفظ به لنفسك فلا أحد يريده!! لكن لا تفرضه علينا لأننا لا نطيقك لا أنت ولا هو…
إفطار غير المؤمن يزعج الإسلاميين – مرهفي الشعور؛ لكن أن يأكل أبو صكار قلب جندي سوري: عادي؟؟
ارتداء صبية لثياب صيفية جداً تزعج الإسلاميين، أما أن يغني طفل بريء علموه هم : راح نذبح الشيعة؟؟ عادي!!
رقص امرأة في مكان عام يؤذي – خاصة القبيسيات – أما أن يرمى أطفال من أبنية عالية في عدرا العمالية – عادي!!
يقول المثل العامي: رضينا بالبين والبين ما رضي فينا.