رسالة من مسلم الى مسيحي يدعوه بها الى الاسلام (الجزء الاول)
رسالة من مسلم الى مسيحي يدعوه بها الى الاسلام 2
رسالة من مسلم الى مسيحي يدعوه بها الى الاسلام ـــ ج2
رسالة من مسلم الى مسيحي يدعوه بها الى الاسلام ــ ج٣
رسالة من مسلم الى مسيحي يدعوه بها الى الاسلام ـــ ج4
رسالة من مسلم الى مسيحي يدعوه بها الى الاسلام ج5
رسالة من مسلم الى مسيحي يدعوه بها الى الاسلام ـــ ج٦
[المصائد الخسيسة]
أما ما دعوتني إليه، فقد عددتُه من الأمور الزائلة الفانية التي هي كأحلام النائم، والبرق الذي يضيء قليلاً ويذهب سريعاً ويبقى راجيه في الظلام مقيماً. ولو كانت هذه أشياء دائمة باقية غير فانية لما كان يجب على ذي عقلٍ أن يرغب فيها ولا يميل إليها. فكيف وهي مشاركة البهائم التي همّها الأكل والشرب والنوم؟ وإنما يميل إلى مثل هذه الأوضاع من قد غلب عليه الشَّرَه في أخلاقه وطباعه، ولا أظنك عرفتني بالراغب في هذا وشبهه! فكيف أردت أن تصيدني بمثل هذه المصائد الدنية الخسيسة التي إنما يميل إليها ويغترّ بخدعتها من كان طبعه يشاكل طبع البهائم. فأما المميَّزون الذين قد نظروا في الأمور، فإنهم أبرياء من مثل ما ذكرتَه وعدَّدْتَه، بل هم مجتهدون في أن يدفعوا آفات أبدانهم التي لا قِوام لهم إلا بها. ولو تهيّأ لهم دَفْعها في الطبائع، أو كان ممكناً لهم ذلك لدفعوها. وما لهذا خلق الله الخَلْق، ولا لمثله يبعثهم من الموت يوم القيامة. فأنت تقول في كتابك: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (سورة الذاريات 51:56) فأراك مناقضاً لقولك، لأنك قلت إنك خُلقت للعبادة، ثم تنقض وتهدم بناءك وتقول: فَا نْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ (ومن الإماء) فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ (سورة النساء 4:3) وأن نأكل ونشرب مثل البهائم.
أما باب الطلاق والاستحلال والمراجعة الذي أحلّه صاحبك، فلولا كراهية التطويل لتلوْتُ عليك مما قرَّع الله به أهله على لسان إرميا النبي. لكنك تعلم ما في هذا الأمر من العيب والشناعة عند جميع الأمم وسائر أهل الملل، وكيف استقباحهم له وإنكارهم إياه. وإني لأَنْهى نفسي عن سُفْه المخاطبة فيه، وأرفع قدر كتابي عن إدخال شيء من ذكره.
وأما قولك: فاكتب آمناً مطمئناً فإن سيدنا المسيح مخلص العالم شجَّعني وقال: وَلَا تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَل كِنَّ النَّفْسَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ والْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ (متى 10:28). فقد آمنت بقوله أنْ ليس لأحدٍ على نفسي سلطان إلا الذي خلق نفسي وخلق جسدي. وقد زادني في ذلك أماناً ما بسط الله من عَدْل سيدي أمير المؤمنين(الخليفة المأمون) وإنصافه ورأفته للضعيف الذي مثلي ممن يقرب من جوده ويعيش في ظل حمايته، فإنه قد شملنا عدله وعمَّنا إنصافه ووسعتنا رحمته. أثابه الله تعالى على ذلك وأعطاه مأموله في نفسه وولده من أمر دنياه، وأجاب صالح دُعائي له.
وأما قولك إن هذا دينك القيّم وهذه شريعتك وسُنّتك وإني إذا دخلتُ فيه وشهدت مثل شهادتك كنتُ مثلك، وحسبي بك شرفاً في الدنيا والآخرة. فقد فهمتُ ذلك. فأما دينك وشرائعه وسننه فقد سبق من قولنا ما فيه كفاية لمن أراد أن يمتحن ما ذكرتَه. وأما الشرف في الدنيا والآخرة، فلقد أتاك الله في هذه الدنيا الخلافة التي جعلها في أهل دينك، فنسأله تعالى أن يديم لك النعم ويُبقي عليك ذلك ولا ينزعه عنكم يا أهل البيت. وأما شرف الآخِرة فلا يُعرَف إلا بالعمل الصالح، وقد حُكي عن صاحبك أنه قال: يا بني عبد مناف، إني لستُ أُغني عنكم شيئاً عند الله فلا تأتوني بالأنساب ويأتيني غيركم بالأعمال، فإن خيركم عند الله أتقاكم . فإن كان قال هذا فقد هدر شرف الآخِرة إلا بالعمل الصالح، ولم نجد أولياء الله إلا القوم الذين لا حسَب لهم ولا شرف في الدنيا، وإنما شرفهم في الآخِرة العمل الصالح. فأنت وغيرك إن عملتم الصالح كان لكم الشرف والنسب. ولسنا نحب أن نفخر بما لنا من السبق والنسق في العربية وشرف الآباء فيها، إذ كان ذلك معروفاً لآبائنا وأجدادنا، فقد علم كل ذي علم كيف كانت ملوك كِنْده الذين ولدونا، وما كان لهم من الشرف على سائر العرب. لكننا نقول ما قاله رسول الحق بولس: ألا من يفتخر فليفتخر بالله، والعمل الصالح، فإنه غاية الفخر والشرف، فليس لنا اليوم فخر نفتخر به إلا دين النصرانية الذي هو المعرفة بالله، وبه نهتدي إلى العمل الصالح، ونعرف الله حق معرفته ونتقرب إليه، وهو الباب المؤدّي إلى الحياة والنجاة من نار جهنم.
أما قولك إن نبيّك يقول يوم القيامة، إذ يكون كلٌّ مشغولٌ بنفسه: أهل بيتي أهل بيتي. أمتي أمتي وما يجاب إليه من الشفاعة فما هذه إلا أضغاث أحلام وخرافات العجائز، لأننا لا نشك أن سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي شهد له كتابك أنه وجيه في الدنيا والآخرة ولا وجيه سواه ديّان الخلائق يوم القيامة، لابد أن يكافئ كل واحد على عمله، إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً، ولا محاباة عنده. فلا تدع ما يجب عليك من العمل الصالح ما دمت في هذه الدنيا، وتزوَّد منها ما تنتفع به، فلن ينفع في ذلك اليوم إلا التقوى. إن الرحيل سريع والموت قريب والوقوف بين يدي المسيح الديّان صحيح، ولا بد من مناقشة الحساب حيث لا عذر ولا حجة ولا طلب ولا توبة يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون، فاتق الله في نفسك واعلم أن تقوى الله خير تجارة تأتيك الأرباح فيها بغير بضاعة، فقد رأيت اجتهاد أولئك الرهبان كيف هو وكيف نصبوا أجسادهم لله، وقد وجبت عليك الحجة.
أما ما ذكرت من التسهيلات في شرائعك وسننك، فالمسيح سيدنا يقول في إنجيله المقدس: مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ. لِأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا (لوقا 17:10). وهو السيد الذي قال: اُدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ، لِأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلَاكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ! (متى 7:13 ، 14). فهذا خلاف ما تدعو أنت إليه من تسهيلاتك العجيبة وأبوابك الواسعة وقولك حُبِّب إليَّ الطِّيب والنساء. فانكحوا ما طاب لكم من النساء .. ونظائر هذه الوصايا، والله المستعان على ما قد انشرح له قلبك وتصور في فهمك من هذا الأمر الذي قد توهمت أنك منه على صحة واستقامة!
[عبادة الصليب]
أما قولك: دع ما أنت عليه من الكفر والضلالة وقولك بالآب والابن والروح القدس وعبادة الصليب التي تضر ولا تنفع . فأما الكفر والضلالة فقد كشفنا لك عن أمرهما كشفاً يغني عن الإعادة، وأتينا بالحجة على من تقع هاتان اللفظتان، ومن هو المقيم على الكفر. ولا حاجة لنا إلى أكثر من ذلك.
وأما التخليط فإن الإنسان عدوٌّ لما جهل، وأعوذ بالله من ذلك، فليس الأمر على ما توهمت، فلا تحكم لنفسك ولا تشهد لها ما دام خصمك غائباً، فإن الذي وسمته بالتخليط واجترأت عليه بمثل هذا القول هو سر الله الذي كانت الملائكة المقرَّبون والأنبياء المرسَلون يركضون في طلبه ويرغبون في معرفته منذ خلق الله الخلق، فلم تكن تُعطى منه إلا الشيء اليسير باللمح الخفي، ولم تطّلع منه إلا على النذر بالرمز المستور، حتى جاء الابن الحبيب السيد نازلاً من حضن أبيه فكشفه لأوليائه وأهل طاعته، فألهمهم معرفته ودفعه إليهم كاملاً مشروحاً مفسَّراً مبيَّناً، وقال لهم: فَا ذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الْأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الْآبِ والِا بْنِ والرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ (متى 28:19 ، 20). وأدّوه إلى المؤمنين بالمسيح، فقبلناه منهم بالآيات العجيبة ونحن مقيمون عليه بفضله ونعمته إلى انقضاء العالم.
وأما قولك عبادة الصليب التي تضر ولا تنفع لما رأيت من تعظيمناإياه وتقبيلنا له وتبرّكنا به، فنجيبك إننا نفعل ذلك لما لنا فيه من أمر المسيح وما جرى به تدبيره في خلاصنا باحتماله الصلب عليه والموت لأجلنا، فإن النعمة عندنا في ذلك مما لا يبلغه منا وصف ولا يفي به شكر. والصليب ممثل هذه النعمة نصب أعيننا، يحثّنا على شكر المنعم بها، وإليه نقصد بالتعظيم والتبجيل لا إلى الخشب وغيره مما تُصنع منه الصلبان. ولو كنا نعظّم الخشب كما توهّمْتَ لما اتخذنا الصليب من غيره، ولكننا نتخذه من الخشب والذهب والفضة والحجارة والجواهر وغيرها، ونخطه خطاً، ونرسمه بإيماننا، وذلك دليل على أننا لا نقصد بالتعظيم الجواهر التي تُتَّخذ منها الصلبان، بل من هو ممثَّلٌ بالصليب. وكما أنه من السنّة تعظيم كل شيء من أمر الملك وما نُسب إليه، وخاصة الممثَّل فيها شخصه، فإن السنّة جارية فيها على وجه الدهر بأن نتحفها بالسجود تعظيماً للملك وما مثل فيها من أمره. ثم أن الناس في هذا الدهر يقبّلون أيدي ملوكهم وكتبهم إعظاماً لهم، فكيف تنكر علينا تعظيم الصليب؟ وإننا نجد في الكتب المنزَلة من عند الله أن الأنبياء كانوا يعظمون التابوت الذي عمله موسى بأمر الله تبارك اسمه ويسجدون بين يديه، وكان موسى كلما حمل التابوت يقول: قم يا رب وليتبدّد أعداؤك . وإذا وُضع يقول: عُدْ يا رب إلى الألوف وعشرات الألوف من بني إسرائيل . وكان فعلهم هذا بالتابوت تعظيماً لله لا للخشب وغيره. فنحن على هذه السنّة أيضاً في تعظيم الصليب، ونجري فيها على ما جرى عليه الأنبياء الأبرار. فلِمَ غلب عليك النسيان في هذا الموضع، وكأنك نسيت ما جرَّبت من القوة الحالّة في الصليب حين استعذت به عند سقوطك عن الدابة، وحين هربت ممن هربت منه، وحين لقيت الذي لقيت في طريقك وأنت ماضٍ إلى عمر الكرخ، وحين تلقاك الأسد وقاربت ساباط المدائن؟ فإن كنت أنت نسيتها فنحن ذاكرون لها، فلِمَ تكفر بالنعمة وتكافي بالشر وتنكر المعروف؟ أي ضررٍ نالك عند تعوُّذك بالصليب وأنت تعلم أننا معشر النصارى لا نعبد الصليب، وإنما نُجِلُّ القوة الحالّة في الصليب، والتأييد الذي أيَّدنا به، والخلاص الذي أُوتيناه بسببه؟
[طلب الهداية]
وأما قولك إنك أشفقت عليَّ من النار، ورضيت لي ما رضيته لنفسك، فهذا القول يجب شكرك على ظاهره فأنت تسأل وتتضرع إلى الله كل يوم في صلواتك الخمس قائلاً: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين . فإن كنت مهتدياً فقد استغنيت عن التضرع في كل وقت وعند فاتحة كل صلاة أن يهديك، إذ لا معنى لطلبك الهداية وأنت مستغنٍ عنها! وإن كنت لم تهتدِ بعد، وكنت طالب الهداية، فأعلمني من هم هؤلاء المنعَم عليهم الذين تسأل ربك أن يهديك إلى صراطهم ويلحقك بهم وأنت تقول إنكم خير أمةٍ أُخرجت للناس وإن الدين عند الله الدين الذي رضيته أنت لنفسك، وأنه لم يقبل غيره من الأديان والنحل. هل المنعَم عليهم هم المجوس عبدة الشمس والنار؟ فأنت تعلم أن هؤلاء لم يُنعَم عليهم بالمعرفة التامة، إذ هم لا يوحّدون بل يشركون مع الله سبحانه وتعالى معبودهم إبليس. فليست المجوس إذاً المنعَم عليهم. فأخبرني: هل هم اليهود الذين تبرّأ صاحبك منهم، وقال كتابك فيهم إنهم هم المغضوب عليهم المرذولون، المشتتون بين الأمم، الملقى عليهم الذل والمسكنة، منهم القردة والخنازير، الملعونون على لسان كل نبي ورسول؟ فليست اليهود إذاً المنعَم عليهم الذين تسأل أن تُهدَى إلى صراطهم، وما صراطهم بمستقيم! وإن قلتَ عبدة اللات والعزى ويغوث ويعوق وسائر الأصنام التي كانت العرب تعبدها بمكة وتهامة، فهذا كتابك ينقض عليك قولك قائلاً: وجدك ضالاً فهدى . فالضالون إذاً هم عبدة الأوثان إذ قال: وجدك ضالاً فهدى لأن صاحبك لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ولا مجوسياً، وإنما حنيفاً يعبد أساف ونائلة الصنمين اللذين كانت قريش تعبدهما والأحابيش. فلما منَّ الله عليه بمعرفة التوحيد، بالسبب الذي ذكرناه سالفاً، سأل ربه أن يُعيذه من صراط الضالين الذين هم عبدة الأصنام. وإذ قد تعوَّذت من صراط المجوس وصراط اليهود المغضوب عليهم وصراط عبدة الأصنام الذين هم الضالون، فما بقي إلا صراط المنعَم عليهم الذين هم النصارى، وهو الصراط المستقيم وهداية رب العالمين المنعَم عليهم بالمعرفة الكاملة بالله وكلمته وروحه عز وجل، وبالسنن الحسنة والشرائع الروحانية. وما قلتُ شيئاً لا تفهمه، وإنما ذكرتك بما تعلمه. وإلا فهل تقدر أن تجحدنا حقنا هذا الذي في أيدينا وهو نور الإنجيل وهدايته، ما أقرّ لنا به صاحبك في كتابه ولم ينكره؟ فأمعِنْ النظر في هذا الفصل من كتابنا فإن النصيحة واجبة على الناس جميعاً، وهي على المرء لنفسه خاصة حق، والحق أحقُّ أن يُتَّبع. فلا ينبغي أن تبخس الحق حقه. أرشدك الله إلى الخير، وهداك إلى الصراط المستقيم بحوله وقوته.
[ما عندي من أمر ديني]
وأما قولك أن أكتب بما عندي من أمر ديني لتبصر فيه وتجمعه إلى ما في يدك، فما أولاك بذلك وما أجدرك بفعله، لأن الحجة عليك أوجب منها على غيرك، لما قد فضَّلك الله به من العقل والتمييز، ولما عرفته ودرسته من الكتب. والحق أهم أن تفضّله ذوو العقول على الأمور كلها. ونحن نسأله أن ينير عقلك ويفتح عين نفسك لتنظر في ما يمليه علينا الروح القدس، نظراً ينفعك الله به في العاجل والآجل. كما نسأله عزَّ وجل أن يفعل ذلك أيضاً بكل من ينظر في كتابنا هذا.
فلنبدأ الآن بتطهير قلوبنا وأسماعنا وتقديس ألسنتنا بالإخبار عن أسباب البشارة الطاهرة المقدسة، ونصدر بعض شهادات الأنبياء الذين استودعهم الله سرّه وكلمهم بوحيه، وأمرهم بأن يخبروا الناس بما سيكون من إكمال نعمه عندهم وإتمام تفضّله عليهم، ببعث ابنه الحبيب الذي هو كلمته الخالقة، فاتخذ منهم جسداً بشرياً وصار إنساناً يجب له بذلك المجد والسجود والطاعة.
(يتبع الى الجزء الثامن)