محي الدين حسين
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
صدق الله العظيم.
أما بعد،
إلى شيوخ الأزهر الشريف الذي أصدر بياناً يرفض، بل يشدد فيه على رفض انفصال “المناطق الشمالية من جمهورية العراق”. ألم يعلمنا دين الحق أن نسمي الأشياء بأسمائها؟ أم استكثرتهم أن تقولوا في بيانكم أن هناك شعباً يريد نيل حريته، اسمه “الشعب الكردي”؟
تتحججون في بيانكم بأن استقلال كردستان “سيؤدي إلى زيادة فرقة الأمة العربية”، ألا تعلمون أننا لسنا جزءاً من هذه الأمة؟ نحن قوم آخرون لدينا لغة أخرى وثقافة أخرى وتاريخ مشترك يختلف عن التاريخ العربي، رغم تقاطعهما أحياناً لأننا نعيش على أرضنا التي قسمتها القوى الاستعمارية في اتفاقية سايكس بيكو ليتم حرمان الكرد من كعكة الشرق الأوسط رغم تثبيت حقوقهم في معاهدة سيفر.
تقولون إن “الاحتلال البغيض…عمل على إثارة النعرات الطائفية والعرقية”، فإذا كنتم تقصدون اتفاقية سايكس بيكو للقوى الاستعمارية فأنا معكم، لكن لماذا تقفون ضد شعب يريد أن ينهي هذه الاتفاقية، ليستعيد كل ذي حقّ حقه؟
تأسفون، حضرتكم، “لما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من رفع أعلام الكيان الصهيوني ومشاركته في احتفالات الانفصال”، ولا تأسفون للعلاقات المباشرة بين حكومة البلد الذي تتواجدون فيه وإسرائيل؟
الشيخ أحمد الطيب رفض في مستهل فترته شيخا للأزهر التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى حينذاك، وعلل موقفه بأن تنديده لن يسفر عن جديد يذكر، فهل سيأتي رفضكم للاستفتاء في كردستان بجديد؟
طالبتم في الآونة الأخيرة بالتحرك من أجل إيقاف الجرائم التي ترتكب ضد مسلمي الروهينجا. ألا تعلمون أن الشعب الكردي ذاق مرارة ما يعانيه مسلو الروهينجا الآن، وذلك في عهد صدام حسين، الذي يعتبره مفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ نصر فريد واصل بـ”الشهيد”؟ ألا يعلم الشيخ نصر الذي يدرس في جامعتكم حالياً أن صدام حسين قد قتل آلاف الكرد بالكيماوي، وشرد مئات الآلاف منهم؟ تطلبون من الكرد ألا يرفعوا علم إسرائيل احتراماً للقضية الفلسطينية، فهلا راعيتم مشاعر الملايين من الكرد بعدم فتح جروحهم عن طريق مدح صدام؟
الشيخ أحمد الطيب كان قد قال ذات مرة إن أبناء الأزهر لديهم الاستعداد لقبول الخلاف في الرأي طالما أن ذلك يتم في إطار الاجتهاد، إذن لماذا لستم مستعدين لقبول رأي شعب آخر وتعارضون اجتهاد الكرد في الخروج من دولة أصبحت مركزاً للنعرات الطائفية. ألم تنددوا بالجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحشد الشعبي ضد السنة في الأنبار؟ ألا تعرفون أن العراق العريق أصبح ولاية إيرانية؟
هل سبب معاداتكم للكرد هو أن صلاح الدين الأيوبي الكردي كان قد أهمل مسجدكم في عهد الدولة الأيوبية؟ أم أنكم تريدون تعزيز ثنائية العروبة والإسلام؟
يخبرنا القرآن الكريم أن الرسول الكريم بُعث رحمة للعالمين، وليس للعرب فقط، كما يقول لنا إن ديننا يستوعب التنوع، فلماذا ترفضون إلا أن تعتبرونا عرباً؟ هل السبب هو السلطان؟ أظن أنكم تعرفون أكثر مني أن شيوخ السلاطين لا يفلحون أبداً؟
لكن هل تعرفون، أنا لم أتفاجئ ببيانكم أبداً، فقد فعلتم قبل الآن ما أعتبره أعظم من هذا، وهو تشبيهكم للإخوان المسلمين بداعش والقاعدة في مؤتمركم الذي سميتموه “مؤتمر الأزهر في مواجهة الإرهاب”؟ فإذا كنتم تعتبرون إخوانكم إرهابيين، فما الذي يمكن أن يتنظره منكم الجار؟
صحفي كردي سوري
المصدر ايلاف
وهل الأخوان مش ارهابيين بعيدا عن موضوعك وأكن هم ارهابيون حتي النخاع