أصدقاء سوريا الحرة الغاليين،
اتصل بي اليوم هاتفيا رئيس الحكومة السورية المؤقتة السيد غسان هيتو ليطلب مني المزيد من الالتزام في خدمة وطننا الجريح. يقول المثل “لا توصي حريصا… “! فسوف أخدم بكل ما فيّ من طاقة بعون الله فلا أطلب من مقابل سوى الحصول على الجنسية السورية …
إني أبايع اليوم حكومتنا المؤقتة وأطلب التوفيق والوفاق لسياسيينا الأشراف الأوفياء الأسخياء.
تحدثت مع رئيس الحكومة السورية المؤقتة عن موضوع المطرانَين المخطوفين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي. وقد وجهت نداءاً على قناة الجزيرة طالبا الإفراج عنهما وعن كل المخطوفين. إن عملية الخطف ليست متوافقة مع غايات ثورتنا ولا مع شرف شهداءها.
فإذا كان من قام بهذه العملية هم مسلمون صادقون فإني أذكرهم بأن رسول الله (ص) أمرهم بحماية النصارى وبحسن الجوار معهم … نعم، كثيرا ما خضع رجال دين من المسيحين والمسلمين للنظام الطاغي وكلنا نعلم درجة الضغط عليهم وشدة المراقبة … طبعا سوف تحكم المحاكم العادلة والمستقلة لسوريا الحرية على من تآمر مع النظام ضد ثورة الحرية والكرامة وتعاطى مع المخبرات وجلاديها . أمّا الآن الحاجة هي إلى توسيع حلقة المعارضة وإلى الحفاظ على السلم الأهلي أيضا بالاحترام لرعاة الطوائف وفتح المجال للتوافقية الوطنية.
وإذا كان اللهم هؤلاء الخاطفون من المأجورين أو من الباحثين عن الكسب المادي الحرام أو من خدام النظام، فالوطن يطلب منهم أن يعودوا إلى الصح والضمير ويتوبوا. إن باب الرحمة مفتوح دائماً لمن يعود تائبا، فأفرجوا إذا عن المخطوفين يغفركم الله ويعفو عنكم الوطن.
أيها الأحرار السوريين والسوريات الكرام في الداخل والخارج، إن قد نجح النظام في تجنيد كل المتآمرين على حقوقنا في المنطقة والعالم واستخدم نفوذه لدى المافيات الدولية وفعّل المصالح المشتركة مع أوسخ الزبائن وحقق طموح الذين يعتبرون من مصلحتهم الإستراتجية التقاتل السني الشيعي، فيا له من رهان خاصر …
فعلينا أن نحمل مسؤولية تأريخية أكبر من حجمنا وأصعب من ما كنا نستطيع أن نتصوره… ولكن لا يمكن الرجوع إلى الوراء فحقولنا امتلأت من قبور شهدائنا وشعبنا يتألم في المعتقل عن يد أوحش الجلادين وأولادنا مشردون في المخيمات وبين الأخربة وماذا عن الأمهات والأخوات…
نطلب من الله القوة مع الشرف لمجاهدي الحقوق والحريات ونطلب منه تعالى الحكمة والنظرة الإنسانية الواسعة والواقعية والطموحة للمسؤولين السياسيين في الخارج والداخل… فعلينا أن ندخل إلى البلد فورا ونعمل لإعادة بنائه لا بل لبنائه الجديد الصحيح…
والسلام عليكم من القلب
باولو دالوليو (الراهب بولص)