رسالة سرية جدا الى الشبوط

rodenyبعد الديباجة اياها.
أكون حسن الحظ لو يعثر الاخ محمد عبد الجبار الشبوط رئيس شبكة الاعلام العراقي “سابقا” على هذه الكلمات ليقرأها بعناية دون حس تآمري منه او من المذيعين،حفظهم الله، وعشمي في ذلك حسن النية واليه المآب.
معظم المذيعين،استاذ الشبوط، يريدون تأسيس مدرستين جديدتين في الالقاء الاذاعي وهم في ذلك يتسابقون في الغيرة من بعضهم دون ان يضعوا مخهم امامهم ليسالوا هل يستمع الينا المشاهد ونحن في هذه الحالة أم لا؟.
المدرسة الاولى،واسمحوا لي باطلاق اسم المدرسة الخيشمية عليها،تضم مذيعين يتكلمون بخياشيمهم وكأنهم اصيبوا بنزلة برد مستمرة ماداموا داخل الاستديو،فتراهم وقد رفعوا خياشيمهم الى الامام واغلقوا افواههم لتنهال منها كلمات لتغطي ماتسمى “العراقية نيوز” ولاندري لماذا كتبت كلمة نيوز باللغة الانكليزية.
ماعلينا….
وحين يتمعن المشاهد في خيشم هذا المذيع يراه وقد تنفس من فمه،كيف لا والانف هو الذي يتكلم بدلا منه،وتتعاقب الكلمات وهي مشحونة “بالخنين”،ولا أحد يدري من اشار عليهم بهذه البدعة ولكنهم على أية حال يريدون ،كما قلنا، تأسيس مدرسة خيشمية جديدة في الالقاء التلفزيوني.
اما المدرسة الثانية فقد تطوع مريدوها بنشر عدوى “حرق” الاعصاب،فهم مثلا يطيلون باصواتهم الكلمات الاخيرة من فقرة الخبرفمثلا لوكان الخبر بالنص التالي:(تقدمت قواتنا البطلة للسيطرة بالكامل على حصيبة الشرقية وتم رفع العلم العراقي فوق اعلى مبنى فيها) فهو يقرأ بالشكل التالي من قبل مذيعي هذا الزمن الاغبر،طبعا بمصاحبة اوركسترا الخنات الرائعة،(تقدمت قواتنا البطللللللة للسيطرة بالكامللللللللللللل على حصيبة الشرقيييييييييييييييييييييية وتم رفع العلممممممممممممممممم العراقي فوققققققققق اعلى بنايةةةةةةةةةةةةةةة فيهااااااااااا).
عذرا ايتها السيدات والسادة فهذه الكلمات لاتضم تقنية تسجيل الاصوات وانما خصصت للكتابة فقط وعليكم شحذ خيالكم.
لا أحد من اولاد الملحة او اولاد الخايبة يعرف بوجود دائرة للتنمية البشرية او التطوير البشري وهي موجودة تقريبا في كل مؤسسات الدولة في عالم الكفار،وبما اننا مسلمون فلا يجب ان نقلد هؤلاء “البطرانين” بل نسعى بجهودنا الجبّارة الى خلق الابداع في قراءة الخبر على طريقتنا الخاصة و”طز”بالمشاهد.
ولاندري هل اوعز الشبوط او من حلّ محله الى من يهمه الامر في دائرة التنمية البشرية باجراء مسح ميداني لمعرفة مدى اقبال المواطنين على مشاهدة القناة العراقية الغراء.
لا أعتقد ان شجاعا في شبكة الاعلام العراقي يمكن له ان يبادر للقيام بذلك لأنه سيعرف ان نسبة المشاهدين لاتتعدى اصابع اليد المقطوع فيها الابهام والخنصر.
ومهما حاولت دائرة المتابعة هناك من حشر الاغاني الوطنية من اجل “تعبئة” الرأي العام فانها تظل،هذه القناة، تذكّرنا ب”العهود الغابرة ايام حرب المجانين مع بعضهم.
رحم الله الذي ابتكر “الريموت كونترول” لطرد هذه القناة من صالون البيت وتعطير الجو باغنيات هيفاء وهبي وبنت عجرم ادامهما الله ذخرا للامة العربية.
فاصل طيحان حظ:اللي مايعرف يهلهل لايقرأ خبر وصول قوة سودانية مدعومة بآليات ومدرعات عسكرية إلى . عدن للعمل ضمن قوات التحالف العربي في اليمن
عيني “بشوري” أشكد قبضت؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.