تناقلت وسائل ومواقع الانترنت رسالة موجهة لاجتماع الأمم المتحدة تحت صورة شخصية لـ (الشيخ معاذ ) وتوقيع عشرة أشخاص آخرين، ليس بينهم سوى سيدتين محترمتين ( منتهى الأطرش وفداء حوراني) اللتين على الأغلب تم توريطهما بدون علمهما …
هذه الرسالة البيان، ليس فيه أية إدانة للاحتلال الروسي، بل وهو يتحدث عدة مرات عن (النظام السوري والنزاع السوري والدولة السورية)، متجاهلين إعلان رأس قمة النظام الطائفي الأسدي المريض (المعتوه ) ، تخليه عن هذه السورية ..واعتباره أن الأجانب ( الشيعة الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين ) هم السوريون، لأنهم يدافعون عن (سوريا الأسد )، ولا بد أن الروس سيكون لهم سيادة وطنية على سوريا وسيسكنون في بيوتنا نحن الملايين السوريين (الخونة) الذي طالبنا بالحرية والكرامة لسوريا، وخرجنا على النظام الشرعي المنتخب وفق توصيف المافيوي البلطجي بوتين …!!!.
البيان الذي أصدره الشيخ الكيماوي (الخطيب) الذي يبريء الجزار بشار من استخدام الكيماوي ،لأن أهالي دمشق أرادوا إحراج بشار فقتلوا ابناءهم كيماويا لإحراجه دوليا وفق توصيف وصيفات النظام الأسدي وحيزبوناته…
حيث يصف (الشيخ الكيماوي) الثورة السورية حسب (تبصيره واستخاراته) بأنها “حركة احتجاج “تسببت” في قتل مئات الآلاف أي حركة الاحتجاج هي التي تسببت وليس نظام التشبيح الأسدي…ومسؤولية النظام في ذلك هي “استخدامه للقوة المفرطة ” التي طالما أقلقت (بان كيمون )، ومعه الأخوة فريق شركاء الشيخ (معاذ )….الذين يناشدون المجتمع الدولي التدخل، وهناك بين الطاقم فريق العمل الموقع على بيان الشيخ معاذ، العديدون بما فيهم شيخهم (معاذ نفسه ) من كانوا يدينوننا لأنا كنا نحمل المجتمع الدولي مسؤولية قتل الشعب السوري لعدم تدخله في كف عصابة الأسد عن الذبح ..ولقد تباهى الشيخ نفسه برفضه القبول بالتدخل !!!!
بل ويسمون خروج النظام على الشرعية الدولية وتحديها الفاجر، “نجاح النظام” في ابطال جميع القرارات الأمم المتحدة وتفريغها من مضامينها …
ونظرا لذلك يدعون إلى انهاء “النزاع السوري” وليس حرب عصابات النظام الأسدي وحلفائه من الإيرانيين والروس والطوائف العميلة على الأرض السورية، وكأن (النزاع ) هو مجرد (حركة احتجاج وتنازع بين بيت الأسد وبيت الخطيب وفريقه الموقع معه على البيان) ……..
ولهذا فهم يدعون في بيانهم المخجل وطنيا وأخلاقيا لمساعدة سوريا على أن “لتستعيد الدولة السورية عافيتها ” من هذا الزكام الحاد والانفلونزا، الذي كلف سوريا (فقدان عافيتها ) على طريق فقدان وجودها المادي والبشري، وهكذا يتركون معالجة السرطان الأسدي لمعالجة الزكام …
إن فقدان سوريا لصفة الدولة يعود إلى لحظة ( حلول الوثنية الطائفية الأسدية ) محل العصبوية (البعثية ) الفاشية، التي أسست للدولة البعثية الشمولية على انقاض الدولة المدنية البرلمانية، بيد أن “الوثنية الأسدية الطوطمية ) حولت “شمولية الدولة البعثية” إلى (اعتباطية الشمولية الأسدية الفردية) التي أسقطت “الدولة” بصيغتها البرلمانية المدنية السابقة د، بل والدولة البعثية الشمولية اللاحقة ، لتصبح (الدولة الأسدية الطائفية العلوية المرتكزة على الجيش والمخابرات) وليس على المجتمع والشعب …
.
هذا الخطاب (المائع الرخو) في البيان، هو ذات الخطاب الذي تم تأسيسه من قبل هيئات أمنية دولية (أمريكية أوربية) بالتوافق مع المخابرات الأسدية لتتبناه المعارضة وفق الشرط الأسدي عند اللزوم أو الطلب، باعتراف كيري ذاته ، بأن كل معارض سوري سيحاور ينبغي أن يوافق عليه الطرف الآخر (الأسدي) …
ومنظومة فكر هذا الخطاب الهزيل البائس الموجه إلى الجمعية العامة، هي ذات المنظومة التي عبر عنها الفريق المفاوض في مؤتمر تونس منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي أخرجت الراحل سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عن هدوئه المعهو رحمه الله د، ليوبخ الوفد السوري المفاوض حينها، معتبرا أن خطاب المعارضة السورية في مؤتمر تونس، ليس فيه أي غضب للكرامة الوطنية السورية…تماما كمثل هذا الخطاب (الذليل) الموجه من الشيخ معاذ وحاشيته …