نشرت على صفحة شبكة مسيحيي سوريا لدعم الثورة السورية
يا من كنتِ ابنة عمي..
أرجو أن تجمعي أطفالك حولك ثم تبدأي بقراءة سطوري..
انظري جيداً في عين ابنك هل رأيت فيهما طفلاً جعل من الأرض الباردة حذاء له؟؟ وآخر يعانق رغيف الخبز وكأنه عثر على كنز بعد رحلة شاقة؟؟؟ وثالت مقطع الأوصال ورعم ألمه الابتسامة لا تفارق وجهه؟؟؟ ورابع يحتضن أمه الشهيدة ظناً منه أنها ستعود اليه إن شعرت بحرقة دموعه؟؟؟ أنا متأكدة من أنك لم ترِ أي شيء فكل ما تشاهدينه هو عين زرقاء ورثها عن أبيه …
تلمسي رأس ابنتك جيداً هل ما زال مكانه؟؟؟ ما هو شعورك إن جاؤوكِ به منفصلاً عن جسدها؟؟؟ تخيلي فقط ثم أجيبيني…
هل تأكدت من أن أطفالك تناولوا فطورهم كالمعتاد.. أم أنك شعرت بالعجز لأنك لم تجدي ما يسد رمقهم… ولو لقمة خبز!!
ألم تسمعي بمجزرة حلفايا أمس… أظن أنك كنت مشغولة بالترتيب لحفلة الميلاد..
نسيت أن أخبرك يا ابنة الزوات أن حبيبتي حمص تدمرت.. صحيح ولم تهتمي … لم يربطك بها شيء.. لم ترسمي يوماً خطوطاً على رصيفها لتلعبي (الحيز) مع أولاد الحارة.. ولم توصلي يوما (سكبة الأكل) للجيران ولم تتمشي في شوارعها اثناء مراهقتك ويسمعك أحدهم (تلطيشة) لترضي غرورك… ولم تعيشي أول قصة حب فيها… هل زرت يوماً السوق المسقوف وشممت تلك الرائحة العجيبة التي تذكرك بمن مروا به من آلاف السنين..
لقد تدمر كل شيء…
هل وصلك خبر أن الحماصنة الآن مشردين بين نازح ولاجئ وشهيد… يا لغبائي نسيت أنك لا تحبين سماع الأخبار الحزينة فقلبك الرقيق لا يحتمل…
وهلأ خلصت فزلكة بالفصحة وبدي احكي معك جوز كلام بالعامية… ثورتنا رح تنتصر.. ويكون بعلمك إنت مسؤولة قدامنا وقدام ربنا على كل شي صار بالبلد… وربنا رح ينتقم منك ومن كل ظالم.. ووقتها بحب خبرك اني ما رح ازعل أبداً… لأنو دمك ما بقى يعنيني… واذا بقدر غيّر دمي ما رح قصّر أبدا