كنت أستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك بعزلة أتفرغ فيها لنفسي وأستغفز الله سبحانه وتعالى فيها على تقصيري عن واجباتي تجاه ما كلفني به وأغتنم الأوقات التي تتجلّى فيها رأفة الله بعباده لأستغلها بشكره وحمده على نعمه التي غمرني بها وتوفيقه لي الذي عشته بل ولمسته في حياتي … ولكني فوجئت اليوم بمقال عن شهر رمضان المبارك فيه من التعدي الصارخ على حدود وأحكام الله تعالى وفيه إساءة بالغة وتعرّض وتعدّي صريح على ما يعتقده المسلمون فيما يخصّهم من أمور العبادة التي تلقوها من الله عز وجل عن طريق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تحديداً والذي اختاره الله تعالى ليكون رحمة للعالمين ويبيّن مانزّل اليهم من ربهم ويفصّل لهم الأحكام وكيفية أدائها وما تستلزمه من شروط وأركان مع كلّ الجزئيات المتممة لذلك … والمقال الذي أنا بصدده اليوم يتحدث عن وجوب صيام شهر رمضان على الحائض والنفساء وبالأدلة الشرعية ؟… ويصدر عن كاتب يدعي دراسته للحقوق وموظف بمهنة مستشار … ومن خلال قراءة المقال نرى أن هذا الإدعاء ينهار ويتساقط تلقائياً لعدم قدرته على التمييز حقوقياً وقانونياً بين مفهوم التعسف في استعمال الحق وبين مفهوم التعدي ؟ وغاب عنه حكم ماينتج عنهما ؟…. ناهيك عما كان يتكلم عنه بصيغة أدبية المرفوضة قطعاً بالمرافعات الحقوقية ؟… ثم يظهر وبشكل جلي عدم امتلاكه للغة وعدم تمكنّه منها وأيضاً عدم استيعابه لدلالتها وفقهها وبلاغتها وخصائصها ووظائفها الإجتماعية والنفسية والتنظيمية والتفاعلية والإستكشافية ….. وغاب عنه أيضاً إتقان ومعرفة مرونة الإشتقاق فيها والذي يعدّ من الخصائص النادرة في اللغة العربية كالترادف والتضادّ ناهيك عن خاصية الأصوات فيها والتي بلغت الكمال والإعجاز في صفة
الصوت ؟ أضف إلى ذلك عدم إدراكه لمقاصد الشريعة التي ينصّب من نفسه مدافعاً وغيوراً عليها …. وجهله المطبق في معرفة كيفية استتباط الأحكام الفقهية من مظانها ؟… ثم ينقضّ على قضية يمتهنها بعض مشايخ الشوربة والرز بحليب لينظّر فيها ويبدع بتوصيفها باعتبارها شغله الشاغل وهمّه في هذه الحياة .. كيف لا ؟…. وهو يريد أن يطبق أحكام الحيض والنفاس على الرجال أيضاً ؟…. ولكنه يفشل في توظيف اللغة لمعالجة هذا الموضوع الذي يغرق فيه وتتقاذفه الأمواج … وذلك لعدم قدرته علي تحديد دلالة الألفاظ بدقة لأنه يفسر اللغة على إطلاقها ولا قدرة له على فهمها حسب مقتضاها ومقتصياتها …. ثم يختم مقاله بقوله ( أذكر لكم ذلك لأطهر نفسي ) وطهارة النفس لها أصول متبعة و أفعال معلومة في كتب الفقه ؟…. والطهارة لاتكون بكتابة كلمات لامعنى لها ؟…. والله تعالى يقول ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) والطهارة في القرآن الكريم لها شروطها وحيثياتها وكان الأجدر به العودة لتلك الشروط واستنتاجها من كتاب الله تعالى … ورغم بذل جهده وجهوده لدرجة الإجهاد الذي بدا واضحاً عليه فإنه يفشل في إقامة الدليل على ادعائه بوجوب الصوم على الحائض والنفساء … ثم لاتتمخّض جهوده تلك التي أجهد نفسه بها إلّا عن مسخ غير قابل للحياة ….. رحم الله ذلك الصحفي الذي صدّر كتابه بإهداء قال فيه :
إلى أطفال البوسنة …
لاتنتظروا منّا شيئاً …..
فإنّنا في عصر .. تحيض فيه الرجال ….
عصر فيفي عبدو ….
مواضيع ذات صلة: صيام الحائض والنفساء
كلامك ليس فيه معنى يا سيد برازي وردك على المستشار كلام ركيك ليس فيه ادلة وبراهين سوى مدحك لرسولك وفرانك .الكلام الجيد يجب ان يكون قريبا من المنطق والواقع كيف تقولون ان الاسلام وإلهكم كرم المرأة ما ذنب المرأة بان لا يقبل صومها عندما تحيض وما علاقة الصوم بالحيض لماذا الرجل يستطيع الصوم طيلة الشهر والمرأة لا .اي اله عنصري يقبل ذلك .قليل من العقل كفى تخلف