فؤاده العراقيه
بعد ان وجدت تعليق الألف حرفا لا يفي لغرضي في الرد على مقال الزميل نعيم ايليا في مقاله المعنون (في رحاب المطلق) المنشور على صفحات الحوار المتمدن والذي تضمن بربما نقد او مدح فهو كان كخليط غير متجانس من الأثنين حاول ان يدسهم بمقال واحد , وهذا رابط مقاله http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=329168
فارتأيت ان اكتب مقالي هذا ردا على ما جاء في مقاله والذي كان بخصوص مقال الدكتورة نوال السعداوي الذي اشادرت لأسمي فيه وهذا ايضا رابط مقال الدكتورة نوال السعداوي ليطلع عليه من يرغب الى ذلك http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=328158
بداية لم افهم معنى ما كتبته عزيزي نعيم , وهل انت متذمر كون الدكتورة نوال السعداوي التفتت لتعليقاتي وعطفت على شخصي على حد تعبيرك الذي لم يروق لي ابداً كوني لم افهم معنى للعطف في كلامها اكثر من كونه التفاتة ذكية من سيادتها كتعبير عن فرح ينتابها عندما تجد صدى لأفكارها من البعض ممن قرأ لها وآمن بها بعد ان اقنعته بحججها وتجاربها الواقعية التي خبرتها , أو ربما كتشجيع منها لمن تراه يحتاج لهذا , ولا ادري ما علاقة تلك الألتفاتة التي هزت كيانك كونها لم تأتي (كحدث فجائي لك) حيث وصفته بالحدث الغير مفاجىء !!, فلا ادري ما علاقة هذا بما جاء ببقية المقال من امور تناولتها انا في بعض من تعليقاتي أو مقالاتي القديمة حول المطلق والنسبي والخ …..وكأن ما ذكرته في اعلى المقال مفصول تماما عن ما جاء في اسفله ولا علاقة لأحدهم بالآخر .
بالأضافة الى انني لا اعتقد بحاجة للعطف بقدر حاجتي للتعلم من هنا وهناك , التعلم وليس التقليد , حتى وان كنت أقصد هذه الأنسانة الرائعة التي أكن لها وافر الحب والتقدير كونها قريبة لذاتي وفكري وشعوري كونها تمثل لسان حال المرأة العربية المضطهدة من خلال كشفها وتنويرها لهن ,ووضع افكارها وتجاربها امامهن بطبقها الذي لا يقدر بثمن , علهن يجدن ضالتهن بما تقدم هي من فكرها وابداعها والذي كان له اثر كبير على الكثيرات من بنات جنسها.
بين طيات كلماتك المنمقة والمادحة تارة للدكتورة نوال السعداوي في وصفك لها , تدس بين الحين والآخر وباسلوب مراوغ وواضح للعيان حين تقول (لا يحبط جهودها الفكرية أو يشينها , ثم ترجع لتشينها انت نفسك في قولك 0تورطت في اوحال السياسة الفاتك حين يؤججه الطموح الى الأعتلاء ببرنامجه ومنفعته الى قمة الهرم ولو على جثث الملايين !!!) .
أيضا لم افهم جملتك بأن الدكتورة نوال السعداوي تورطت في اوحال السياسة !!!, ولا اظن بانها جملة تحمل من التهذيب الكثير أو انها تليق بأنسانة وشخصية كنوال السعداوي , فهل تعني بأن السياسة اقتصرت على اناس دون غيرهم ؟ وأن كنت تعني هذا فباعتقادي انها ملمة بالسياسة وتتفوق على الكثيرين من الرجال الذين تقلدوا مناصب كبيرة , وأرى ان في ربطك للجمل التي جائت في مقالك لغز لم استطيع التوصل له ربما هو ناتج عن تشويش فكري انت تعاني منه , فماذا تعني ب (ولو على جثث الملايين !!!) وكثرت علامات التعجب , ثم تصفها بنقاء الفكر وصفائه !!.
اما في ما ذكرته بان الدكتورة توسمت بي حمية لا تفتر لنصرة المرأة واندفاعا يكاد يحاكي اندفاعها…. فيا سلام على هل الحكي شو نزل على قلبي مثل الماء المثلج كونه شرفا لي لا يضاهيه شرف ولكن مع الأسف الشديد لم تكتمل فرحتي كون عقل خصيب كعقل هذه العظيمة والذي لا اعتقد أنني سأصل الى ربعها في يوم من الأيام .
قولك تقلدها (جدتها) حيث لا اعلم مغزاك من هذه الكلمة , والتي لا اعتقد ان من اللياقة واللباقة ان تدس مثلها كلمة بمقال فكري يتناول نظرتك الى شخصية معروفة بابداعها , فلا اعتقد أن بكلمة (جدتها) فائدة أو حسن اختيار لك بها , أما عن كلمة تقلدها , فببساطة شديدة أنا امتلكت فكري الخاص بشخصيتي وليس بأي شخص آخر , نعم تأثرت بأشخاص واشعر بقربهم لفكري الى حدِ كبير , كما حدث مع الدكتورة نوال , ولكني امثل شخصي وقناعتي ,هذا بالرغم من عظمتها وضآلتي امام ذكائها النادر وقدراتها وظرفها , لكني امتلك مُثلي ومبادئي الغير مطلقة والتي اصبحت خاصة بي ومقتنعة ومؤمنة بها لكن دون ان اتزمت بها , اي غير مطلقة وغير ثابتة عليها حيث ابحث عن ان اطورها واتعلم اكثر واغير منها نحو الأحسن .
فيما جاء ايضاً في الجزء الأسفل خاصتي , فأعتقد بأنه لا يجديك نفعا البحث بين طيات السطور عن اي هفوة او زلة غير مقصودة او على حد تعبيرك بريئة , فلست انا من تزعم بعدم وجود المطلق , في قولي ( نحن جميعاً نعلم أن لا وجود للمطلق) فجملتي كانت هفوة بسيطة وواضحة لا تستحق العناء في انتقادها , ولو دققنا بكل كلمة تقال لما انتهينا ولبددنا اوقاتنا التي هي من المفترض ان نسخرها لما هو اجدى من هذا .
كلمة جميعنا كانت للتأكيد ليس ألا ولكني اعترف بانها كانت غير دقيقة المعنى وكنت اقصد بها بأن غالبية الواعين لهذه الفلسفة يعلم بعدم وجود المطلق , ونفس هذه الغالبية تعلم بنفس الدرجة بأن من هو مقتنع بوجود المطلق لم يكن باليقين الذي وصفته انت ,حيث لا وجود لليقين المطلق لفكرهم ولم يتوصلوا لقناعة ثابتة بأفكارهم تلك ولكنها قابلة للتغيير وليست مطلقة فمن الممكن ان يغيروا قناعاتهم وليس كما تفضلت وقلت (بأن هو على يقين من وجود المطلق)
أما كونك ربطت قولي بعدم وجود للمطلق بقولي الآخر (بأن كل شيء يتغير , ما عدا التغيير لا يتغير ) فهذا يثبت قولي الأول بعدم وجود المطلق , فهو تغيير دائم بالحياة , بمعنى عدم السكون والمطلق فيها , فهو لم يكن شطبا لموقفي السالف بل اثباتا له وبعيدة كل البعد عن المخاتلة التي لصقتها بي في ان للوجود نهاية أو حتى بداية .
حتى لقوانين الوجود من جاذبية وحركة والخ..جميعها تتبع لقانون النسبية حيث لا وجود لحقيقة مطلقة اين ما أتجهنا , ثم ترجع وتقول (بإنَّ الكثير من الآراء يقول بنسبية الحقائق والمعارف والمبادئ عند الإنسان) وهنا اقول لك ليس الكثير بل جميع الحقائق لا تستقر على حال (جميعها ) ولكن حتى هذه الفكرة فكرة شروق الشمس ومركزية الأرض هي غير ثابتة , فربما بعد مليارات السنين حيث لا نعلم ما هو ممكن حدوثه حينذاك من تغيير, فربما حتى فناء لهذا الخلق بأكمله والذي يبدو لنا الآن ثابتاً , فحياتنا عبارة عن متضادات تكمل بعضها البعض , ولكل مادة لها وجهان الخارجي حيث سكونه المطلق كما يراه السذج ممن هم يعيشون الحياة على سجياتهم دون التعمق بها , والوجه الآخر وهو النسبي حيث حركة كل ذرة من ذراته بالكتروناتها , حركة مستمرة وبلا توقف .
أبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية