اللاذقية ، هالمدينة اللي الجميع كان معتقدها مدينة آمنة وديعة على شط بحر هوا المتوسط ، و النايمة على سفوح جبال و تلال من الصنوبر و السرو و الأرز ، هالمدينة اللي ما حدا زارها الا خرج منها عم يقول رح ارجعلك يا لادقية ما شبعت منك ، و لا اكتفيت من طيبة اهلك ..
ما كان حدا بيعرف شو في مخبّا ورا حيطان بعض بيوتها الظلماء ..
بيوت لعائلات من نفس الكوكب ، و بيشربوا من نفس مياه نهر السن ، و بياكلوا خبز من نفس الطحين المستخرج من قمح الشرق ، بيوت لعائلات بَارَكت لأولادها لبس البدلة العسكرية القميئة، و انتعال البوط العسكري صباحاً قبل وضعوا ليلاً على رؤوسهم و على مخادعهم ، باركت لأبناءها التجعّب بكمية من الحقد و السلاح ، و الذهاب الى كل مرامي سوريا الآمنة، و جمع كل هالأحقاد في براميل متروسة بالكره و الديناميت و المواد المتفجرة الأخرى ، و رميها فوق رؤوس الأطفال و الشيوخ و النسوان لحماية ما اعتقدوا انها مكتسبات لابد من تحليل أي شيء بغية الحفاظ عليها..
ورا حيطان هالمدينة تآوى كل مجرمين الارض ، و كل الهاربين من العدالة ، و كل الملاحقين دولياً .. من اوجلان لمعراج أورال ، من قُصي و عدي ، الى هانيبال القذافي ..
ورا حيطان سودا ، خرّجت سليمان الاسد ابن ابيه هلال قوّاد ميليشيات العلويين ، و فواز الاسد صاحب اكبر تاريخ إجرامي في تاريخ سوريا ، و أبناء رفعت و احفاد جميل ، و صيّادي لقمة عيش اللادقاني البسيط ..
هيدي هيَّة اللاذقية .. مدينة المعجزات ..
فاعجازها نابع من قدرتها على الصمود رغم كل الحثالات اللي حوتها..
إعجازها بأنها مدينة الأبجدية اللي انطلق منها الحرف ، و حافظت على حرفها عالرغم من محاولة تدنيسوا..
إعجازها في عنادها على ان تبقى مدينة الفن ولو شوّه لونها نعاق علي الديك و زمرتو..
إعجازها في تناحتها على ان تستمر المدينة اللي خرجت غابي سعادة و منذر مصري على الرغم من تمييع فكرها بثقافة البوط العسكري..
هيدي هيّة اللاذقية ..
مدينتي اللي ما بقي إلي فيها شي إلا كلشي ، مدينتي اللي رح تبقى ملكي عالرغم من مصادرة كل أملاكي فيها ، مدينتي الصابرة الصابرة الصابرة، و العائمة على صفيح ساخن يشتعل من تحتو رماد كل الحاقدين ..
هيدي هية اللاذقية ، و انا اللادقاني .. اللي رح يرجع يرمم جراح هالمدينة بعدما تنقشع غيمة الجراد من سماءها..