خبر وفاة الصديق العزيز فالح عبد الجبار نغص علي سعادتي بانكسار المشروع الدولي التفكيكيكي لسوريا عبر مرتزقة عصابات البيكيكي الكردية الأجنبية التركية ، بعودة عفرين إلى بلدها الأم سوريا، وذلك بنجاح وانتصار الأكراد السوريين والعرب في الجيش الحر بتحريرها من (الغزاة البيككيين) ، وعودة بلدة (عفرين) السورية ذات الأغلبية الشعبية ( الكردية ) إلى تاريخها السوري…..
خبر محزن أن تتزامن وفاة المفكر الوطني الديموقراطي العراقي (فالح ) الذي غادرنا وهو يهجس بوحدة ( العراق الدولة / الوطن بكل تشكيلاته الفسيفسائية القومية والدينية والمذهبية) ، حزننا كأصدقاء سوريين على فالح أن يتزامن موته المفاجيء مع فرحة استعادة دولة سوريا كوطن من مخالب الاستيطان ( البيكيكي والأسدي والإيراني -الروسي الحليف) بتحريرعفرين ( الكردية السورية ) من قبل أبنائها السوريين الكورد والعرب السوريين …
كان حزني شديدا على فراق فالح لأنا مع كثرة أخبار الموت التي تأتينا من سوريا، لكن فالح هو الصديق الوحيد الذي رحل وكنت قد التقيته قريبا منذ شهور في برلين بندوة الذكرى الأربعين لراحلنا الصديق الكبير صادق جلال العظم ، حيث شاركت مع الراحل فالح بتقديم مداخلات عن فكر راحلنا ( العظم ) …وكان ذلك بعد أكثر من عشرسنين من مغادرتي سوريا التي التقيته فيها وتعرفت إليه من خلال مجلة (النهح ) في بداية الثمانينات ، ومن ثم مشاركته لي بالندوة الفكرية التي كتب مقدمتها، والتي كانت مع كبار المبدعين السوريين ( صادق جلال العظم – حنا مينه – سعدالله ونوس-خضر زكريا – عبد الله حنا – رزق الله هيلان ..)، التي أدرتها باسم مجلة النهج في العدد الفصلي سنة ،1985 ، وكان قد كتب مقدمتها الراحل فالح ….وكنت قد نشرتها في كتابي (ذهنية التحريم ام ثقافة الفتنة) المنشور في طبعتين : الأولى في سوريا والثانية في القاهرة سنة 2009 …
ومن حينها بدأت صداقتي الشخصية والأخوية والرفاقية (الانشقاقية ) مع الراحل ، حيث دعيته إلى ندوات أهلية في مدينتي حلب ، حيث كان يقيم في العاصمة دمشق ، لكن ما عزز هذه الصداقة فكريا وسياسيا هو قيام مجلة النهج ( مجلة الأحزاب الشيوعيىة العربية) بعقد ( ندوة البيريسترويكا عربيا ) حيث كنا والراحل في ما بعد منتصف الثمانينات الأكثر شبابا في هذه الندوة التي شاركت فيها جميع الأحزاب الشيوعية والاشتراكية العربية الذين كان معظمهم في طور الشيخوخة ، حيث كان يغلب عليها الموقف السوفيتي ( الستاليني – البربجنيفي المحافظ والموثق المعلن لخالد بكدش ضد البيريسترويكا بوصفه كبير القوم الشيوعي العربي حينها … ) …وقد كان يشاركنا بهذه الروح الشبابية المتحمسة للتغيير الديموقراطي في الاشتراكية الراحل المصري الكبير الذي غادرنا منذ فترة فصيرة رغم أنه يكبرنا جيليا وهو الكاتب المصري الكبير صلاح عيسى (تحية له ولروحه الرحمة )، رغم الحضور المعتدل لمفكرين وسياسيين يساريين معتدلين من الشيوخ يومها هما محمود أمين العالم وميشيل كامل … ) ….
وقد اتعكس علي وعلى المرحوم فالح هذا الموقف المحافظ من قبل الشيوعيين الذي كان مضمرا لكنه أعلن لاحقا ، وهو أني كسوري وخريج فرنسا التي كانت مستعمرة لسوريا فإني عميل للمخابرات الفرنسية ، وأن فالح بوصفه عراقيا ، والعراق كان مستعمرا انكليزيا ، فإن فالح عميل المخابرات الانكليزية ، وقد استعدنا هذه الذكريات الفولكلورية عن ( التكفير والتخوين اليساري) مع الراحل ضاحكين، ونحن بضيافة زوجته المناضلة والكاتبة الرائعة فاطمة المحسن في بيتهما على الغذاء بلندن ….
في آخر لقاء لنا في برلين منذ شهور، كان يلح الراحل فالح على أولوية (الحفظ على وحدة الدولة/ الوطن ) ، وأنا سعيد فكريا أن الراحل غادر العراق المدمر لكنه المحافظ على وحدته رغم مآسيه وتشتته، وأنه في اليوم الذي توفي به انهزمت أولى عوارض التآكل وانهيار سوريا ككل وطني، بهزيمة عصابات البيكيكي في عفرين بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق بانتظار الانصاف التاريخي بهزيمة الأسدية التي استدعت عضويا وبنيويا: البيكيكية والداعشية والولايتية الخمينية والمافيوية البوتينية …
لروح الصديق فالح الرحمة والسكينة والسلام ………. ومبروك لعفرين تحررها من الفلول الأجبية البيككية الفاشية الغازية المندحرة وعودتها إلى جسد الوطن السوري الأم على يد السوريين كوردا وعربا …