رانيا الخليلي – أحببت رجلاً متزوجاً

صاحب النص: رانيا الخليلي: رسالة حبdancepergo

أحببت رجلاً متزوجاً. لم يكن الأمر سهلاً علي، تحديداً أن زوجته كانت صديقتي، لم تكن تشعر أن زوجها الذي تتدثر معه بوشاح واحد آخر الليل، يدثره وشاحي أيضاً، كان يقول: فاكهتي ألذّ.

لم أرض يوماً بما لدي، كنت أحب دائماً الأشياء التي لا تخصني، و كنت أثابر للحصول عليها بكل قوتي، كنت أحب المحور، أردت أن أكون محور كل شيء، وأردت أن أحصل على كل شيء، حتى ما لم يكن لي، كنت انتزع الألعاب من أيدي الفتيات الصغيرات و أتركهن يبكين ألعابهن، بينما أستمتع بها أنا دون أن يجرؤ أحد على أخذها مني.

أحببت زوج صديقتي ووهبته جسدي وأنا مطمئنة، لم يكن لدي ما أخسره، غير أن أبي أقسم علي ألا أتزوج و أن أموت عذراء. أصابعه كانت ناعمة على جسدي مثل غيمة، وكان لهاثه حول سرتي يحملني الى عالم آخر لا يشبه عالمنا النتن مثل تبغ أبي. بمناسبة التبغ، أنا أحب رائحته، لكني لا أحب رائحة تبغ أبي، كانت رائحته نتنة الى حد لا يُطاق.

حملت في أحشائي نطفة الرجل الذي انتزعته من فراش صديقتي و احتويته في فراشي، النطفة التي تحولت الى جنين تكوّر في رحمي، تسببت بقتلي، أبي الذي أقسم علي يوم ولدت أن أموت عذراء أرداني قتيلة وترك الطفل الذي كان يداعب أحشائي بهدوء يموت بداخلي.

أكتب هذا النص من الجحيم، لم أجد متسعًا لي ولبطني المنتفخ في الجنة. هنا في الجحيم الكثير من الإناث اللاتي يحملن ذات القصة. المقلق أنه لا يوجد بيننا أي قابلة لتساعدنا في ولادتنا، كلٌ منا مسؤولة عن ولادتها الخاصة. أحياناً يدخل علينا بعض الملائكة ويبللون وجوهنا بالماء المثلج، لكن الله يأمرهم بالخروج فوراً ليزيد من حرارة النار، أجنحة الملائكة لا يمسها سوء عندما يدخلون علينا من البوابة الحديدية التي لا تنصهر، أحياناً يشفقون ويتركون الباب مفتوحًا، في كل مرة يُفتح الباب أندفع للمقدمة بحثاً عن أبي في الجنة، أبي الذي قتلني لأني حبلى. لكني لم ألمحه أبداً، نحن النساء الحوامل هنا اعتدنا على الأمر وما أن يزداد عددنا حتى تموت امرأة ووليدها فننقص، دوري في الموت بعد أيام. اليوم بحثت في الدرك الأسفل من النار، في الحطمة، لظى، سقر، و الهاوية، وجدت أبي هناك، أبي الذي قتلني.

يوم حانت ولادتي، كان أبي جائعًا لشيء ناعم، كانت معدته تبكي لكثرة ما ابتلعه من أشواك جهنم، كان يبحث عن شيء طري ليؤكل وكانت جهنم متحجرة بكل ما فيها من أجساد، ولم يكن لدي خيار لأنقذه غير أن أطعمه صغيري الذي أنجبته، لم يشبع أبي، فأكلني أنا أيضاً. من معدة أبي أكتب هذا النص، لا شمس هنا، المكان معتم جداً، صغيري المأكول بجانبي، لا يجيد البكاء. الصورة ارشيفية لأمراة حامل

موارضيع ذات صلة: أنا قحبة

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.