الـدّكـتـور صـبـاح الـنّـاصري
في عـام 1932 دعـا الـشّــاه مـحـمـد رضـا الـشّـاعـرالـهـنـدي رابـنـدرانـاث طـاغـور لـزيارة إيـران ، وكان طـاغـور أوّل أديـب شــرقي حـصـل عـلى جـائـزة نـوبـل لـلآداب في 1913.
و أراد مـلـك الـعـراق فـيـصـل الأوّل أن يـكـرم طـاغـورهـو الآخـر، فـبـعـث لـه بـدعـوة لـزيـارة الـعـراق. وقـد تـوجـه عـدد مـن كـبـار الـمـوظفـيـن والأدبـاء والـمـثـقّـفـيـن الـعـراقـيـيـن ، وعـلى رأســهـم الـشّــاعـر جـمـيـل صـدقي الـزّهـاوي إلى خـانـقـيـن لاســتـقـبـال طاغـور، وعـادوا بـه بـالـقـطـار إلى بـغـداد في 20 أيّـار.
وقـد أقـام طـاغـورفي فـنـدق يـطـلّ عـلى نـهـر دجـلـة عـشـرة أيّـام ، وكـانـت مـعـه زوجـة ابـنـه ، الـسّـيـدة بـراتـيـمـا ديـفي.
زار طـاغـور مـعـالـم بـغـداد وذهـب إلى الـمـتـحـف الـعـراقي الّـذي كـان يـديـره عـالـم الآثـار الألـمـاني يـولـيـوس يـوردان (1)، وكـانـت دهـشـتـه كـبـيـرة لاكـتـشـاف كـلّ الـكـنـوز الّـتي يـحـتـويـهـا الـمـتـحـف ، ودعي إلى حـفـل أقـامـه لـه الأدبـاء الـعـراقـيـون قـرأ فـيـه الـزّهـاوي بـعـضـاً مـن أشـعـاره وأجـابـه طـاغـور بـكـلـمـة ألـقـاهـا في الـحـفـل، ثـمّ تـوجـه إلى الـقـصـر الـمـلـكي الّـذي اسـتـقـبـلـه فـيـه فـيـصـل الأوّل وكـبـار رجـال الـدّولـة.
وزار طـاغـور دار الـمـعـلـمـات وألـقى فـيـهـا بـعـضـاً مـن شـعـره ، ثـمّ دعـاه وزيـر الـمـعـارف إلى حـفـل عـشـاء ألـقى فـيـه طـاغـور مـحـاضـرة عـن الـتّـعـلـيـم الـحـرّ .
وعـنـدمـا تـغـدّى في الـغـد مـع الـمـلـك ، تـكـلّـم طـاغـور عـن رغـبـتـه في زيـارة الـبـدو، فـأعـدّ لـه الـمـلـك سـفـرة إلى مـضـارب عـشـيـرة أعـراب على بـعـد حـوالي 25 كـلـم. عـن بـغـداد ، واسـتـقـبـلـه شـيـخـهـا تـحـت خـيـمـة واسـعـة ودعـاه لـتـنـاول الـثّـريـد مـعـهـم.
واســتـمع إلـيـه الـبـغـداديـون يـقـرأ أشـعـاره بـالـبـنـغـالـيـة، ثـمّ يـتـبـعـهـا بـتـرجـمـتـهـا الإنـكلـيـزيـة كـمـا أقـيـمـت تـكـريـمـاً لـه حـفـلات مـوسـيـقـيـة غـنّـت فـيـهـا الـسّـت جـلـيـلـة ومـحـمـد الـقـبـانـجي.
وقـد وصف طاغـور رحـلـتـه في كـتـابـه :
” Journey to Persia and Iraq: 1932 ” (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Julius Jordan
(2) Orient Black Swan 2003
© حـقـوق الـنّـشـر مـحـفـوظـة لـلـدّكـتـور صـبـاح الـنّـاصري