ليلة باردة أخرى, والحزن يحاصر ذاتي, أحاول أن اكتب شيئا ما, عن بلدي وبالتحديد عن مدينتي الحزينة “بغداد”, لم يرعاها من أعطي الحكم, بقيت أسيرة للفوضى, حيث تمكن ثلة من اللصوص, من سطو على الحكم بعد زوال الطاغية, وإذا بهم يسرقون كل شيء حتى ماء دجلة والفرات, لتتحول الى مدينة للخرائب, بيوتها تحوي ألاف الأرامل والأيتام والجياع, يمتزج ليلها بصراخ الجائعين والمظلومين, أحيانا استشعر أن عذابا ما سيقع من السماء, على المنطقة الخضراء ويحيلها الى ارض سوداء, لعظيم جرم أهلها بحق الشعب.
فجر الليلة الباردة مر طائر القنبرة, ليصيح صيحته المشئومة, عندها تزاحمت في مخيلتي كل أحزان المدينة المنسية.
لكن بقية الذاكرة شاخصة على مشهدين, المشهد الأول “السنك” وانفجار الانتحاري النتن, ومصرع العشرات من الفقراء, في لحظات كانت الناس تستعد للاحتفال بليلة رأس السنة, أما المشهد الثاني فكان في مدينة الصدر, حيث فجعت العوائل الفقيرة بانفجار, فعلته عصابة الشيطان, عبر انتحاري قذر فجر سيارته, ويكون الضحية فقط عمال البناء, وليحمل الانفجار ألاف الأحلام البسيطة, وآلاف الوعود , من قلوب حرمت من حقوقها في عهد الدكتاتور صدام, ثم تحرم من جديد في عهد رجال الديمقراطية, الملعونين على لسان الأجداد والأحفاد.
بالمقابل فان فئة واسعة جدا من رجال البرلمان ونسائه, في هجرة نحو بيروت ودبي وبلاد الغرب, للاحتفال برأس السنة الجديدة, واغلب الوزراء والوكلاء والمدراء الأبالسة ومعهم عوائلهم, في رحلة نحو الخارج للتمتع بأموال العراق, فالتفجيرات فقط من استحقاق الفقراء والبسطاء من الشعب, هكذا ميزان الاستحقاق في عراق الديمقراطية, الأموال للطبقة السارقة للمناصب, والسحق والمرض والتفجيرات من حق الشعب.
ولم تهتز ضمائرهم للتفجيرات والخروقات الأمنية الكثيرة, أو للدم العراقي الذي لا يتوقف, بل كانت شهواتهم مقدمة, وهي الحق الواجب أكماله, وبعدها يعودوا لافتراس ما بقي من خزينة الدولة, تحت عناوين رواتب وايفادات وعلاج ومنح وقروض, فهي حلال لهم, وحرام على أبناء العراق.
كتبت الكثير عن الخلل في منظومة الأمن, وشخصها قبلنا البقال والفلاح والاسكافي, بأنها تتمثل في بعض القيادات الفاشلة وأخرى بعثية, وفي الخطط البدائية المتبعة, وفي التسليح البائس, وفي اختراق البعث والإرهاب للمؤسسة الأمنية, لكن دوما كانت أذان الحكومة والمسئولين صماء لأي نداء للتصحيح, فلا تسمع الا صوت طبول الرقص وقهقهة الغواني.
ختام القول أن يقيننا تام, بان بعد كل ليل يأتي نهار, وها نحن ننتظر النهار الموعود.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- Download Movavi PDF Editor 3.2.0 With License Keyبقلم أبو العلاء المعري
- EAZ Solution Eazy Fix 12.9.2710678376 Download 2025 Editionبقلم أبو العلاء المعري
- Download StudioLine Web Designer 5.0.6 Full Installerبقلم أبو العلاء المعري
- Driver Genius Platinum 23.0.0.137 Download Free For PCبقلم أبو العلاء المعري
- SysTools Image Viewer Pro 5.0 Free Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- VenueArc Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- Silverbullet 0.7.6 Download For Windows PC Freeبقلم أبو العلاء المعري
- Symantec Endpoint Protection 14.3.12154.10000 Download For Windowsبقلم أبو العلاء المعري
- Pinnacle Imaging HDR Expose 3.7.0.13816 Download Free For Allبقلم أبو العلاء المعري
- Articulate Studio 13 Pro V4.11.0.0 Download Free Portable Versionبقلم أبو العلاء المعري
- DMS-Shuttle 1.4.0.130 Download For Windows (Cracked)بقلم أبو العلاء المعري
- Oasys Frew 20.0.10.0 Free Version Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- Download Russian Visual Vocabulary Builder 1.3.1 For Windows Freeبقلم أبو العلاء المعري
- IPixSoft Video Slideshow Maker Deluxe 6.0.0 Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- Cisdem AppCrypt 3.5.1 Download With Patchبقلم أبو العلاء المعري
- O\u0026O BlueCon 22.0.13009 2025 EXE Download Linkبقلم أبو العلاء المعري
- Digital Video Repair 3.7.1.2 (2025) EXE Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- GBurner Virtual Drive 5.2 Offline Installer Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- Trisun PC WorkBreak 10.1.038 (2025) EXE Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- SysTools Excel Recovery 4.1 (2025) Download For PCبقلم أبو العلاء المعري
- Download Movavi PDF Editor 3.2.0 With License Key
أحدث التعليقات
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح