ذكريات..يوم رفض فرنجية حياد لبنان

في الأسبوع الأخير من عام ١٩٨٥ كان الصديق جورج حاوي قد دعانا الى مؤتمر يقيمه الحزب الشيوعي اللبناني في مدينة طرابلس ودعي اليه احزاب اشتراكية في المنطقة ودعي وفد من الحزب الشيوعي السوفياتي وخصص لي محاضرة عن التيارات الدينية المعارضة بوصفي رىيسا لوفد حركة الاشتراكين العرب في سورية
استقبلنا بحفاوة وبذكاء من جورج حاوي اختار لنا الإقامة في فندق بيلمونت بعيدا عن باقي الوفد السوري الرسمي وعن مخابراته فتيسر لنا لقاء الكثيرين من الرفاق والاصدقاء وخصصوا لنا سيارة وساىق للتنقلات اسمه ( جورج المسيح) فكنت حين تنتهي الجلسات واخرج من القاعة يسألوني عن اسم ساىقي لينادوًعليه فأقول : المسيح فينادون بالميكروفون
المسيح الى المدخل.
اثناء الموتمر تلقيت دعوة من الصديق الرىيس فرنجية على العشاء وكتب بخط يده عبارة ( ومن تشاء ) كان الى جانبي الاستاذ محرم طيارة فسألته فوافق مسرورا على المشاركة .
في تلك الجلسة عرضت على الرىيس فرنجية كحل لمشاكل لبنان هو ان يكون ( عربي دوليا محايد عربيا ) فقال كيف يكون عربيا ومحايدا فقلت مع دول العالم هو عربي ومع العرب ومع العرب اذا اتفقوا واذا اختلفوا يكون على الحياد ولا تناقض ويمكن إقرار ذلك بقرار لبناني وبتصديق من الجامعة العربية والصحافة عليها ان تحترم هذا الحياد لان لبنان يعاني من هجمة الخلافات العربية الى ساحته والناي عنها عبر الحياد طريق للخلاص من تبعات الخلافات العربية وقلت في عداء العرب ضد اسراىيل لبنان مع العرب ومعهم دوليا وليس محايدا
انتقل الرىيس فرنجية الى الحديث عن التدخل السوري في لبنان وكيف ان السفير الاميركي جاء ليبلغه باستعداد الاساطيل الأميركية ان تنقل لللبنانين لان قوات الحركة الوطنية والفلسطينية صارت على مشارف بكفيا وقال اتفقنا انا وبيير الجميل وشمعون على طلب التدخل السوري واتصلت بالرىيس الاسد ووافق ودخل السوريون وأوقفوا الحرب وقال انا لا أغدر وانا مع سورية ومستعد حتى للوحدة معها. عندها فهمت انه بلباقة يرفض فكرة الحياد فقلت ضاحكا ( فخامة الرىيس بلا وحدة والله
بتخربوا سورية ) وضحكنا ودعانا للمبيت عنده فقلنا له نحن عندك في. اهدن وأهداني اركيلة وتنباك فاخر. كان رجلا شهما وكان رجل المهمات الصعبة رحمه الله وانا حتى أليوم اعتقد بصلاحية لبنان عربي دوليا محايد عربيا
وجاء السوريون