ذكريات من حارة الغارة

في حمص منطقة سكن عشواىي بنيت بدون تراخيص وسكنها فقراء من الريف ومن عسكرين اغلبهم من الساحل ولم تبادر البلدية إلى هدمها لان احد موظفي البلدية كان لديه مخطط للتوسع لم ينفذ بعد فقام بتقسيم ارض مملوكة لعائلة حمصية بيت سيده وعليها الشوارع النظامية ومع عدم قانونية البناء الا الهدم لم يتم ولا فرضت غرامات لتسوية الوضع بل قامت البلدية بتزفيت الشوارع و مدت لها الكهرباء والماء وأنشأت المجارير وطالبت ال سيده بالشرفية كانت الخلفية الفقيرة وكون أكثرهم لهم اقرباء نافذون في الجيش قد منعت اي اجراء لتسوية الوضع وصار الشاغلون يتبايعون الشقق عن طريق أوراق خاصة خارج الطابو الرسمي لان الملكية لآل سيده
عجزت الدولة عن حل عن طريق استملاك المنطقة وتقسيمها وتسجيل الملكيات فيها وتقاضي رسوم الترخيص
في ذلك الوقت وكان فؤاد العبسي محافظا حدث ان احد أعضاء قيادة فرع الحزب اشاد بناء سكن على طريق طرابلس في منطقة ممنوع البناء فيها ثم باعه لعبد الخالق سباعي الذي تقدم بطلب تسوية مالية عن المخالفة فقرر المجلس البلدي فرض غرامة تسوية غير معقولة لانها تجاوزت قيمة الارض والبناء مرات الامر
انتهى الى شجار بين عبد الخالق ورئيىس المجلس البلدي شوقي توكل ويونس عبود عضو المجلس الامر الذي دعا المجلس الى مقابلة المحافظ لاتخاذ اجراء ضد عبد الخالق واعتقاله عرفيا
في ذلك الوقت ولم أكن على علم بوجود المجلس لدى المحافظ حين طلبت مقابلته لامر خاص لم يشأ المحافظ ان يعتذر عن استقبالي وحين دخلت قال للمجلس الاستاذ ادوار قد يكون لديه حل قانوني ففوجئت وكنت اعرف ما حدث
فقلت له انا ضد ان يخالف اي مواطن أصول البناء وان يبني ويخالف وانا مع إجراءات صارمة لهدم المخالفات لا تسويتها بالمال ولكن يا سيادة المحافظ لكي تطبق هذا عليك ان تبدأ ذلك من حارة الغارة اولا لا ان تطبق الهدم والغرامات على عبد الخالق وتترك عشرات الأبنية المماثلة بدون تسوية او هدم او غرامات لان خيار وفقوس في دولة القانون لا يجوز .
هنا انفجر المحافظ وقال يا عيني بدك تعلقنا مع العسكر وقال للمجلس ياعمي حلوها وخفضوا الغرامة
وانا قلت وعندي انا أتدخل مع عبد الخالق ليعتذر وبقيت الغارة غارة حتى الان !