اثناء انعقاد مؤتمر المحامين العرب بدمشق تعرفت على اثنين من الإخوة من السودان هما با بكرعِوَض الله وفاروق ابو عيسى, الاول كان قوميا عربيا ديمقراطيا والثاني كان يساريا قريبا من الحزب الشيوعي ولكن تقاربا لأنهما تزوجا أختين من مصر, وعلى ما قال لي بابكر ان فاروق طلق اليسار وأمضينا وقتا جيدا
وأخذتهما في رحلة الى بلودان وتبادلتا الأحاديث السياسية عن الهم العربي.
بعد أشهر قامت ثورة شعبية أطاحت بالحكم العسكري وصار بابكر عِوَض الله رىيسا لجمهورية السودان الديمقراطية وصار فاروق ابو عيسى وزيرا للخارجية, فسررت بنجاح الديمقراطية وابرقت للرىيس مهنئاً وحذرته من العسكر.
في تلك الفترة عينت سورية الاستاذ حافظ الجمالي سفيرا في السودان, واستقبله الرىيس بابكر وقبل أوراق اعتماده(فروى لي الاستاذ الجمالي ما تم بينهما )
( بعد قبول أوراق الاعتماد دعاني الريس الى جلسة وهناك سألني عن احوال سورية وحين علم انني من حمص سألني هل تعرف الاستاذ ادوار حشوة, فقلت طبعا, فقال لي الاستاذ ادوار بعث لي برقية تهنئة ودعم
للثورة الديمقراطية وحذرنا من عودة العسكر, لان اميركا لا تريد حكما عربيا ديمقراطيا وترتاح للعسكر, وقال الاستاذ بابكر ارجو ان تبلغ الصديق ادوار ان الديمقراطية بخير وتتمتع بدعم شعبي ًقوي)
هذا ما نقله لي الاستاذ الجمالي, ولكن بعد أشهر اطاح جعفر النميري بالحكم ورحل بابكر عِوَض الله وفاروق ابو عيسى الى مصر وتبين انني كنت على حق .