ذكريات: حول إلغاء ومصادرة المدارس الخاصة

كان النظام البعثي بعد انقلاب 8اذار ١٩٦٣, والذي بعد انقلابه على نفسه عام ١٩٦٦ حيث تربع جناح قليل الخبرة ادعى اليسارية الماركسية وفي محاولة لادعاء الوطنية قام تحت غطاء إلغاء المدارس التبشيرية بإلغاء كل المدارس الخاصة كلها والمدعومة من تعدديات طاىفية لكي يكسب رضى المسلمين ويصبغ على سلوك قادة البعث اليساري الوطنية, يومها هاتفني المطران جحا مطران الأرثوذكس بحمص, وكنت مستشاره القانوني المجاني طبعا, وقال لي ان الكاثوليك طلبوا اليه ان يعلنوا موقفا مضادا ويرفضوا تنفيذه, قلت له ان التصرف لقي قبولا من الراي العام المحافظ انطلاقا من الادعاء بان هذه المدارس تبشر بالدِّين المسيحي او تخدم الاتجاهات الغربية في السياسة وكلا الامرين لا تمارسه مدارسنا, وقلت اترك لي ان اتابع الموضوع مع وزير التربية سليمان الخش فوافق.
سافرت الى دمشق وطلبت مقابلة الاستاذ الخش وكنا على خلاف في السياسة وفورا استقبلني بترحاب ثم قال هل ستحدثني
في السياسة ام في المدارس, قلت في السياسة لا تحلموا وأما في المدارس نعم, وقلت فورا المدارس الغسانية في حمص لم تكن يوما ومنذ العصر العثماني تبشر بالمسيحية او تدعو لغير القومية العربية واغلب البعثين والقومين تخرجوا منها, نحن لا نعترض على تصرفكم اذا ثبت التبشير ولكن التعميم غير عادل ونحن نرفض توصيف مدارسنا بالتبشيرية, وقلت هذه المدارس وطنية وطلابها من كل تعدديات البلد والهدف منها تأمين تدريس فقراء الأرثوذكس مجانا او بربع قسط حسب الحال واذا آمَنتُم لهم الدراسة المجانية فنحن مستعدون للتنازل للتربية عن ملكية كل العقارات.
ساد صمت وقال نحن لا تستهدفكم والقرار صدر ولا يمكن التراجع عنه في زمن منظور, وقال لن نصادر مدارسكم وفقط نعين نحن مديرا لغسانية الذكور ومديرة للإناث واي اسمين تقترحون اقبل بهما, قلت مارأيك الاستاذ الجندي وختام كيشي فقال اقبل بهما واذا طلبتم في اي وقت تبديلهما اقبل , تكرم أستاذ ادوار .. وعلى راسنا
وتم هذا وبقيت شعلة المدارس الغسانية الوطنية وحصل الفقراء على التعليم المجاني.