عشنا عمرنا كلو في سوريا و نحنا السنّة عم نحاول نثبت للآخر و بالأخص المسيحي انّو نحنا جماعة مودرن و منفتحين ، من اجل إثبات ما يخالف تهمة الانغلاق على الذات و عدم المشاركة في سباق ما يسمّوه التطور الاجتماعي داخل مجتمعنا المحافظ و الضيّق..
اللي بدي احكيه اليوم بعرف انّو بيجرح، و ممكن يزعج كتير ناس سنّة و مسحيين و لكن لأسباب مختلفة..
علمتني الثورة انو احكي الشي اللي بعتقدو مشكلة، منشان تشخيص المرض و محاولة الثورة عليه لتغيير محفزّات هالمرض..
مرض بيتحمّل مسؤليتو السنّة و المسيحيين و لكن بنسب متفاوتة ، و اليوم رح احكي عن مسؤولية السنّة في ظهور هالظاهرة الشاذة في مجتمع تحوّل شاذاً مع مرور الوقت..
المسيحي في سوريا و من منطلق تاريخي و لأسباب غير مفهومة شكلاً ، بيعتقد انّو هوّة مميز ثقافياً عن باقي مكونات البلد، و منفتح اجتماعياً بنسبة اكبر بكتير عن باقي الطوائف، هالشي اللي جعلو بينظر نظرة فوقية احياناً ، او نظرة عنصرية بأحيان اخرى..
و لأنّو سوريا بلد بيشكّل فيها السنّة تلات أرباع المجتمع ، فظاهرة تعاطي المسيحي باستخفاف تجاه السنّي واضحة و بشكل ما بيترك مجال للشك..
المسيحي بيتعامل مع السنّي باتجاهين و بحسب توجهات السنّي نفسو:
– السنّي اللي بذل جهد كبير في تغيير قناعاتو ، و الخروج عن تقاليد المجتمع اللي كبر فيه ، و الانكفاء عن تعاليم الدين اللي ربي عليه اباّ عن جد، لخلق شرخ في النظرة الدونية للمسيحي تجاهو..
فمنشوف السنّي اللي خلق في بيت محافظ ،لأب بيمارس كل الطقوس الدينية و لأم محافظة و محجبة ، عم يشارك اصدقاءو المسيحيين و عم يزاود عليهون بكتير من الأحيان في سهرات الشرب المسموح اجتماعياً و دينياً عند المسيحي، لإثبات انو هوّة انسان منفتح و بيستاهل الدخول في دائرة المصنفين بالشباب المودرن و اللي خرجوا عن تقاليدهون للاندماج بمجتمع من الأساس رافض اجتماعياً التعاطي معهون..
أمّا الصبية السنيّة اللي ما بتسترجي تمسك نربيج الاركيلة في بيت أهلها على سبيل المثال لا الحصر، بتلاقيها عم تفاخر فيه و بالسرقة عن أهلها بالمطاعم و بالمحلات العامة لإثبات انها تنازلت عن معتقداتها و عقيدتها ، مقابل الاندماج بمجتمع بينظر بدونيّة مطلقة تجاهها من الأساس و لا يعير لتنازلاتها اي قيمة بل بيوصفها بالرخص في كتير من الأحيان..
سألني صديق مسيحي بيوم من الايام اذا كان عندي مشكلة اجتماعياً انو اتزوّج من بنت مسيحية، فكان جوابي اللبق و الدبلوماسي و اللي اتدّربنا عليه طول عمرنا : اكيد ما عندي اي مشكلة فنحنا بالأخير أخوة و متل بعضنا..
و لما سألتو نفس السؤال كان جوابو التلقائي و اللي اتدرّب عليه كل عمرو : اكيد ما بتزوّج مسلمة ، ليش قلّة بنات مسيحيين عندنا !!!
– اما السنّي الاخر اللي بتلاقيه متمسّك بعاداتو و تقاليدو ، و ملتزم بالشي اللي فرضوا عليه دينو، عم يزاود بممارساتو و بسلبية واضحة غير مذكورة لا في القران و لا في الحديث و لا بكتب الاجتهاد ، و خصوصاً تجاه تكفير تعاليم الدين المسيحي ، الشي اللي بيجعل المسيحي ينظر الو بنظرة خوف و عدم ارتياح بالتعاطي معو و بالتالي الوقوع في فخ العنصرية أثناء وصفو للسنّي البسيط..
ُسئل قدّامي احد الخوارنة في كنيسة مار مخاييل باللادقية عن الفرق بين المسيحي الفقير و السنّي الفقير، فكان جوابو و بكل وقاحة و عنصرية، انّو بيقدر هوّة بكل سهولة تمييز بيت المسلم البسيط عن بيت المسيحي البسيط بمجرّد وقوفوا قدّام الباب و شم الرائحة اللي جاية من داخل البيت..
كيف عم نطلب منهون احترامنا اذا نحنا ما منحترم عاداتنا، و على العكس تماماً بتلاقينا عم نتسابق لممارسة عاداتهون اللي مننتقدها في غرفنا المسكرة!!!
كيف عم نطلب منهون احترام ديننا، اذا نحنا بعملنا عم نزاود بممارسة ما يخالف طقوسنا و نتراكض لمشاركتوهون ما يعتقدون انّو لا يخالف تعاليم دينهون !!!
بتسأل مسيحي و مسلم لوين رايحين ؟
بيجاوب المسيحي رايح اشرب، بينما بيجاوبك المسلم رايح أسكر كنوع من المزايدة عالمسيحي..
بشكل عام و من الآخر:
اذا بدنا ياهون يحترمونا،لازم نحترم أنفسنا و عاداتنا و تقاليد أهلنا و تعاليم دينّا بالأول ، و بعدين لكل حادث حديث..