دول مجلس التعاون ..قراءة سياسية
تستطيع دول الخليج بزعامة السعودية أن ترغم قطر ولو مؤقتا للانصياع لسياسة السعودية التي تمارسها في الشرق الاوسط و على رأسها الموقف من مصر خالية من الاخوان اضافة الى نهج السعودية بمواجهة الارهاب ( داعش ) و رؤيتها الى الحل في سوريا والعراق ( الرؤية الامريكية لحل النزاع ) و الموافقة على قائمة الجماعات الارهابية التي كانت الامارات اكثر جرأة من غيرها من الدول بتسمية تلك الجماعات والعمل على محاربتها .
هذا الموقف السياسي الجديد تبلور بعد اجتماعات الرياض وسيتضح اكثر من خلال اجتماع مجلس التعاون الخليجي بحضور ملوك وامراء الخليج العربي منتصف الشهر القادم بالدوحة والمتوقع حضور الرئيس السيسي كنوع من مباركة جماعية من دول الخليج لحكومة السيسي وعدم مساندة خصومه السياسيين وعلى رأسهم الاخوان المسلمين كما كانت تفعل قطر
المملكة ترى بهذا الموقف توحيدا لقوى مجلس التعاون في وجه التعنت الايراني و الارهاب ولكن يغيب عن المملكة امورا كثيرة من اهمها :
أن الخطر الايراني يأتي من الشرق والشمال و مصر لايمكن أن تشكل سدا منيعا يحد من الامتداد الشيعي هذا المد يسعى الى احتلال دول الخليج أذا تمكن من العراق و سوريا بشكل نهائي فالمراهنة على مصر شرطا لازما ولكنه ليس كافيا للحد من طغيان ايران ناهيك على أن المد الشيعي الفكري داخل مصر بدأ يطفو على السطح وقد لا يبدو بعيدا أن يتحول هذا المد الفكري داخل مصر ليصبح له لوبي سياسي يدعو الى احياء الدولة الفاطمية قريبا خصوصا وأن حكومة السيسي انشغلت بالصراع مع الاخوان المسلمين على حساب التمدد الشيعي بداخلها وانشغلت عنه و ايران تلعب بمصر وتستغل الوضع الاقتصادي المتردي لأغلبية المواطنين لتمرير سياساتها باختراق المجتمع السني فكريا وسياسيا
كما أن ايران بدأت عملية الحصار للمملكة فالحوثيون اصبح قوة فاعلة في اليمن ويمكنهم في اي وقت فتح باب الصراع مع المملكة من خلال طلب استرجاع بعض المناطق في جنوب السعودية والمتاخمة للحدود اليمنية بدعوى انها اراضي يمنية و يسكنها الياميون وهم جزء من الحوثيون
قراءة قطر اكثر حيوية من قراءة المملكة للوضع في الشرق الاوسط فـقطر ترى أن تركيا اقدر على معالجة الصلف الايراني من مصر وقادرة على الردع وقطع حبال التمدد الشيعي الي دول الخليج عبر العراق و سوريا كما ان تركيا قادرة على انهاء الجماعات الارهابية التي على شاكلة داعش و هذا ما ليس بمقدور مصر أن تقدم به شيئا يذكر
الارتباط مع مصر مكلف ماديا و سيحمل دول الخليج اعباء ضخمة فالوضع بمصر يزداد سوأ و الوضع الداخلي مازال على صفيح ساخن وتصور المملكة أن قطر هي السبب الوحيد وراء الاحتجاج الشعبي المستمر بمناهضة حكومة السيسي وأن الاخوان هم فقط وراء هذا التجييش هو تصور خاطئ فحكومة السيسي مازالت بنظر العديد من التيارات الحزبية حكومة لا شرعية وتعتبر ما حصل هو انقلاب عسكري مكتمل الاركان
هذا الوضع في الداخل المصري لايمكن لدول الخليج التعويل عليه بان يكون مستقرا وداعما وسندا لدول الخليج مهم تم اغراقه بحكومة السيسي بالمال لأن الازمة الاقتصادية اكبر من عمليات الترقيع التي تقوم بها دول الخليج حاليا
بينما تركيا ليست بحاجة لأية عمليات تمويل فلديها اكتفاء ذاتي و محاولة اقصاء تركيا واستبعادها عن المشاركة في ازمات الشرق الاوسط سيكلف دول الشرق الاوسط وفي مقدمتهم دول الخليج الكثير من المتاعب في المستقبل
قيادة المملكة اصبحت هرمة بالقياس للقيادة بقطر وان غياب الملك السعودي و ولي عهده و وصول قيادة شابة ليس بالأمر السهل مما يعني في هذه الحالة أن السعودية ستنكفئ على نفسها عدة سنوات حتى يستقر الوضع في داخلها لحكومة مستقرة تفرض سلطتها على الجميع
هنالك 4 دول من دول الخليج تعيش حالة ترقب و حذر و مستقبل مجهول حال غياب قادتها الحاليين الذين سيغيبهم الموت نتيجة تقدم السن لثلاثة منهم والرابع الحالة المرضية التي يعاني منها والتي تنذر بتفكك ولاياته الخمس في حال عدم الاتفاق على خليفته المنتظر هذا الوضع القلق لم يؤخذ بعين الاعتبار كما يجب
دول الخليج اخطأت بالماضي عندما جعلت من العراق خصما لها فسعت للإطاحة به مما ادى الى سقوط البوابه الشرقية التي نفذت منها ايران الى العراق ولم يتبقى امامها سوى سوريا حتى تطبق على الخليجي شرقا وشمالا و جنوبا
وألان تكرر دول الخليج نفس الاخطاء بمعالجتها لما يجري بسوريا فمعاداتها لأغلب قوى الحراك الثوري بسوريا و اتهامها بالإرهاب و تبعيتها المطلقة للنهج الذي تسلكه ادارة البيت الابيض قد يجهض الثورة و يقدم سوريا على طبق من فضة لإيران لاستكمال حجز الزاوية بالحلف الشيعي القوس الذي سترمي به دول الخليج عاجلا لا اجلا وتصيب منهم مقتلا
دول الخليج بحاجة الى اعادة قراءة الوضع السياسي بالمنطقة بأكمله وعدم المكابرة و تغليب مصلحة الوطن على مسالة الثأر السياسي من خصومات شخصية وعدم تجاهل واستصغار الرؤية القطرية السياسية للمنطقة و العمل على اقامة جسور تعاون وتفاهم استراتيجي مع تركيا الحليف الاصدق والأقدر قبل فوات الاوان
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **
أحدث التعليقات
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح