الحكم الذي أصدرته محكمة سعودية بإعدام الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بتهمة الترويج لأفكار إلحادية وسب الذات الإلهية يفضح طبيعة هذا النظام الارهابي ، الذي تسوده عقلية قرون محاكم التفتيش البائدة. هذا قرار بالقتل اتخذته مؤسسة مختلة متسترة بمظهر ديني لا علاقة بينه وبين أي قانون أخلاقي او حقوقي او حضاري او ديني.
ان من حكموا بقتله تجاوزوا حتى الفكر الديني الذي يدعون تمثيله!!
ان تكون ارهابيا في السعودية فأنت ممثل للفكر الرسمي الذي اقيمت عليه هذه المملكة العجيبة في عالمنا. من المحبذ ان تكون ارهابيا يستمد تطرفه وإباحته لدماء الآخرين من الفكر الرسمي السائد المدعوم من الدولة وان لا تتردد في سفك دماء المسيحيين واليهود والشيعة والصائبة والكرد وغيرهم، بهذه الحالة انت تستحق هبات مالية بملايين الريالات من ملوك الإرهاب السعوديين وشيوخهم الذين لم يوفروا حقدهم الدفين أيضا على كل من نهج بما يتناقض مع محدوديتهم العقلية. طبعا أمراء العائلة المالكة يقيمون حفلات خمر ودعارة لم تعد سرا على الإعلام العربي والدولي وهذا لا يرونه ولا يسمعون به في دولة العجائب.
حقدهم أيضا من نصيب ابناء الشعب السعودي، وخاصة النساء منهم، لأنهن غير مصنفات مع بني البشر، والويل لمن يقلد الغرب بقصة شعره او بعدم اطلاق لحيته الشعثاء، الشرطة الدينية المسماة ب “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن ألمنكر” التي يقودها رجال من العصر الحجري تقف لهم بالمرصاد مع العصي الغليظة والقيود الحديدية وكله بعلم السلطات وتشجيعها، ولها صلاحيات مطلقة في الضرب والعقاب لأي شخص وسجنه واتهامه بما يتفتق عنه أذهان رجالاتها ألمريضة، هذا يسمى حفظا للدين والنظام وتنفيذ مشيئة الذات الالهية، كأن تلك الذات لها مكتب في قصر ملوك السعودية وشيوخها يشاورونها وتشرف على عمل تلك الهيئة المتخلفة.
ان صمت الشعب السعودي هو صمت الخوف الذي لا بد ان ينفجر يوما ويكنس كل القاذورات الملكية وشيوخهم الذين جعلوا دينهم وعبادتهم مقياسا لريالات العائلة المالكة.
الارهابيون يطلق سراحهم بمكرمة ملكية رغم كثرة الدماء التي سفكوها. لم يعد سرا الدعم الذي تقدمه السعودية ودول مارقة أخرى للتنظيمات الارهابية في سوريا وغيرها من الأقطار العربية ودولا اخرى في العالم. تنظيم “القاعدة” في وقته تلقى من السعودية والولايات المتحدة ما يزيد عن 20 مليار دولار لمحاربة الاتحاد السوفييتي، وها هي النتيجة. تنظيمات داعشية أكثر تطرفا وعنفا من القاعدة وأشد تخلفا من النظام السعودي تعيث خرابا في العالم العربي. حولت الربيع العربي الى اشد عهد ظلامي عرفه شعب من الشعوب عبر التاريخ، لدرجة اننا صرنا نرى بأنظمة فاسدة واستبدادية مثل النظام السوري أقل شرا.
ان عشرات الاصلاحيين السعوديين يقبعون في سجون النظام ولا يحظوا حتى بنصف ما يحظى به الارهابيون من مكارم ملكية وإطلاق سراح.
هل مستهجن اذن ان يصدر حكم شيوخ أغبياء بقتل شاعر فلسطيني من وطن اللاجئين، المضطهدين والمشردين الى كل اقطار العالم العربي والمقموعين ليس اسرائيليا فقط، بل القمع العربي هو أكثر قمع إرهابي يواجهونه و”ظلم ذوي القربى أشد مضاضة” .. فرضوا الحصار على المخيمات وتاجروا بقضيتهم وبرروا تخلف دولهم بحجة اسرائيل واحتلالها.. قهل من قيمة لحياة فلسطيني لاجئ حتى لو كان شاعرا؟
ان حرية الرأي هي ابسط اشكال حق الانسان بالتعبير عن نفسه. هل يظن حكام السعودية انهم يحكمون بوحي من الله ؟ يقررون ما يجب ان يقال؟ ما يجب ان يكتب؟ وكيف يجب ان يتصرف ألمواطن وهل يظنون ان ايمان الانسان بكروية الأرض عكس النهج الرسمي السعودي يعني الكفر وحق اعدامة بعد محاكمة قضاتها من اكثر الناس تخلفا وغباء وانحطاطا في الأرض؟
السعودية ليست دولة بقدر ما هي معسكر اعتقال إرهابي اندمج فيه الارهاب السياسي بالإرهاب الديني ــــ الطائفي ضد الأقليات كالشيعة السعوديين مثلا!!
من حق الانسان ان يؤمن او لا يؤمن ، ان يكون متدينا او علمانيا أو حتى كافرا. لكن ليس من حق أي حثالة حاكمة او متنفذة ان تقرر ما يجب ان يفكر به وما يجب ان يتصرف على أساسه وما يجب ان يقوله وكل من ينحرف قيد أنملة عن فكرهم الإرهابي ألقروسطي يستحق الموت.
يجب اطلاق سراح الشاعر الفلسطيني أشرف فياض، ولا بأس ان يجد له ملجأ في دولة عربية أخرى وربما في دولة اوروبية تحترم على الأقل الانسان لكونه انسانا أولا!!
ولتذهب كل هذه الأوطان المسماة عربية الى الجحيم اذا كان حق التعبير يقود الانسان الى الحكم بالسجن والجلد الوحشي والمقصلة ونحن في القرن الحادي والعشرين، قرن غزو الفضاء الكوني ، قرن تطور العلوم والتقنيات، قرن العولمة والهايتك حيث أضحى العالم قرية صغيرة، بينما عقول النظام السعودي وحكامه في العصر الحجري .. او ما قبل ذلك بكثير!!
الحرية للشاعر أشرف فياض!!
majdalawisaid@gmail.