محمد عبد الحياني
موقف العراق
حينما قامت حرب 5 إكتوبر – تشرين الثاني عام 1973 كان بقرار مصري – سوري نتيجة ضغط شعبنا العربي والجيش في هذين القطرين العزيزين على حكومتي أنور السادات وحافظ الأسد. ولولا هذه الضغوط الشعبية لما صدرت أوامر هذين الحاكمين…. وكان للعراق في هذا الوقت، وبإيعاز من الرئيس العراقي المرحوم أحمد حسن البكر، سربين من المقاتلات العراقية في مصر منذ عام 1972 وكان ذلك بطلب من الحكومة المصرية. وكانت هذه الطائرات ترابط في محافظة المنوفية…
وحينما قامت الحرب لم تُبلِغ الحكومتين، المصرية والسورية، العراق بهذه الحرب بل سمع العراق وكل العالم عن قيامها من إذاعات العالم. فعقد المرحوم أحمد حسن البكر إجتماع عاجل لكوادر الحزب والدولة وأبلغهم بقراره في إرسال القوات العراقية ويشكل عاجل إلى جبهة القتال للمساهمة بحرب التحرير هذه…. ثم أعلن قرار هذا الإجتماع على الشعب، فخرجت الجماهير إلى الشوارع مؤيدة هذا القرار ومعلنين الإستعداد للتطوع…فدفع العراق الفرقة المدرعة الثالثة ولوائان جبليان وآخر من المشاة علاوة على الغرقة السادسة وأربعة أسراب من الطائرات المقاتلة (ميك 21 وسوخوي)
موقف الكويت
كان العراق في أيامه الأولى من تأميمه للنفط، ولم يتسنى له بعد أن يجهز الجيش بناقلات الدروع، وكان العراق يعلم بأن الكويتيون يمتلكون هذه الناقلات، وطلب العراق إستعارتها من الكويت مبيناً السبب، الذي يقضي بنقل مدرعات الجيش العراقي بسرعة إلى جبهة القتال، ولكن الكويتيون رفضوا الإعارة، مما دعى ذلك أن تتحرك الدروع والدبابات العراقية على السرف من مواقع إنطلاقها في العراق وحتى جبهة القتال السورية….
سير المعركة
تحركت دبابات الجيش العراقي على السرف وقطعات المشاة الجيش العراقي على عجل بإتجاه الجبهة السورية، كما إنطلقت طائرات العراق المقاتلة تقصف أرتال العدو الصهيوني المتجه نحو دمشق، على محور القنيطرة ـ دمشق المحاذي لسفوح هضبة الجولان السورية المحتلة من قبل العدو الصهيوني… هذا وقد إنطلقت مع ساعة الصفر المقاتلات العراقية المرابطة في مصر بجانب الطائرات المصرية لتقصف مواقع العدو الصهيوني في سيناء وعلى خط بارليف الذي بناه الصهاينة ليمنع أي قوة مصرية لتحرير أرض سيناء… إما المعارك الأرضية لجيش العراق على الجبهة السورية ؛ فإن الجيش العراقي حينما وصل إلى محور تقدم الجيش الصهيوني المتقدم نحو دمشق إشتبك مع جيش العدو ودمركل ما وقع أمامه من قوة لرتل العدو، وشطر هذ الرتل إلى نصفين، فعزل مؤخرته عن مقدمته، ومنع عن المقدمة أي إمداد لها من الخلف… وكانت مقدمة الرتل الصهيوني تكاد تحتل دمشق، إذ صدرت الأوامر من حافظ الأسد بإنسحاب الجيش السوري مما جعل الرتل الصهيوني على بعد 15 كيلو متر من دمشق. وحين وصل مندوب العراق إلى الحكومة السورية (المرحوم الشهيد طه ياسين رمضان) وجد الحكومة السورية تهيء نفسها لنقل النقل العاصمة إلى حلب. وبعد أن دمر الجيش العراقي مقدمة أرتال الجيش الصهيوني ووصلت الإمدادت العراقية باشرت القوات العراقية، الأرضية والجوية، بملاحقة مؤخرة أرتال العدو المنهزمة ’ وباشرت في التوجه لتحرير هضبة الجولان المحتلة من قبل الكيان الصهيوني. وكان في هذا الوقت قد صدر قرار مجلس الأمن 338 القاضي بإقاف القتال على الجبهتين المصرية في غروب يوم 22 تشرين الثاني ـ أكتوبر. فوافقت الحكومتين المصرية والسورية بتنفذ هذا القرار، إلا أن الكيان الصهيوني رفض تنفيذ هذا القرار… وفي هذه الأجواء طلب العراق من الحكومة االسورية بعدم تنفيذ هذا القرار بإعتباره حماية للكيان الصهيوني، بالإضافة إلى تمكن الجيش العراقي قد أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحرير هضبة الجولان، ولكن حافظ الأسد أصر على تنفيذ هذا القرار… في حين في حين لم ينفذ الكيان الصهيوني هذا القرار إلا بالقرار اللاحق 339 بعد أن شعر بأن حاقظ الأسد قد رفض طلب العراق يالإستمرار لغاية تحرير هضبة الجولان السورية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني
هذا وقد بلغ عدد شهداء الجيش العراقي في هذه المعارك 460 شهيد، دفنوا في منطقة السيدة زينب
ملاحظات أخيرة
1) لم يكن للسادات فخر أو منة على الشعب العربي المصري في عبور الجيش المصري لقناة السويس وإستعادة أرض سيناء بل الفخر في صناعة هذا النصر للشهيد المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر الذي بنى الجيش المصري بعد إنتكاسة 5 حزيران 1967. ونظم حرب الإستنزاف الذي خلخل وأضعف قوى العدو الإسرائيلي في سيناء. وبعد إستشهاد الرئيس عبد الناصر إستثمر السادات مابناه الشهيد لغير الصالح المصري والأمة العربية وحول هذا النصر إلى نكسة من خلال إجتماعه برئيس الكيان الصهيوني بوساطة الرئيس الأمريكي في كامب ديفد (الذي أطلق عليه الشهيد معمر القذافي إسم إسطبل داوود) في عام 1978 والذي أدى كوارث لمصر والعرب، عندما زار السادات القدس المحتلة حينما أعلن الكيان الصهيوني إعتبار القدس المحتلة عاصمة أبدية للكيان الصهيوني. وعقده معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في عام 1979 مما سبب نقل الجامعة العربية من القاهرة بدعوة من العراق رفضاً من الدول العربية لقرار السادات للإعتراف بالكيان الصهيوني وعقده لمعاهدة السلام معه…
2) إما حافظ الأسد فكما قرأتم أعلاه كيف كان مستعداً لتسليم دمشق للصهاينة ورفضه مبادرة العراق في تحرير الجولان من الإحتلال الصهيوني….
3) إما دور حكام الكويت فكان موقفهم من أخس الأدوار في موقفه برفض طلب العراق منه الناقلات التي كانت تحتاجها حرب التحرير….
والله من وراء القصد….