أن الوطنية ليست اكتساب بالحث او التأثير انها انتماء وارتباط تتعمق بثقافة الانسان ووعيه
وتعلقه بوطنه اصل وجوده ومبعث نموه واحتضان طفولته وصباه وصيرورة شبابه وطموح عقله و لايمكن ان يتحقق الانتماء والتعلق الا بقلب عاشق لتربته مخلصا لانتمائه مضحيا في سبيله , احيانا تلبد الغيوم وانعدام الرؤى يفقده الصورة الحقيقية لمرآه وتغيب عنه صورته لفترة قد تطول
او تقصر ليرجع لعقله ويحاسب نفسه ان كان يمتلكه ويحسن التصرف به , وانا اكتب هذه المقدمة
عماسمعته من اخبار وتعليقات ولقاءات صحفية وتصريحات نارية من مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والتي اصبحت غذائنا اليومي لينبري القاصي والداني في احديث لاتحمل أجابة او في طياتها حل والتي لاتنم على روح المواطنة وقوةالتمسك بالبلد للبعض منهم حتى لانظلم احدا بين داعية لفتنة او حامل مشروع طائفي أو فضح مفسد وتسقيط سمعة ونشر غسيل
لانه لايجدي نفعا ولايصلح حالا لما نحن فيه لان النظر بعين واحدة للامور المرئية يجعل من
الصعب بيان وضوحها والاستدلال على حقيقتها والاحداث اليومية في ساحة بلدي من حلقات الشر المترابطة جدليا بين العنف والفساد والتناحر تستهدف الجميع بدون استثناء واثبتته العمليات
الارهابيةالاخيرة لمناطق محدده ب(14) اربعة عشر مكانا في بغداد تحديدا وكأن العراق مجتمعا فيها مع عدم احتساب الاماكن الاخرى ونتيجة لذلك وتعبيرا عما يجول بفكر ومايفرزه من
مكنونات مخزونه من كلمات وتعابير ساعة حدوث العمل تكون غير منضبطة وبعيدة عن المسؤولية بدواعي العشائرية مرة وطائفية اخرى ودعائية تمجيدا للانا واخرى حرصا وطنيا
خالصا وهذا مايزيدالطين بله تتولد عنها ردود افعال آنية بدون مراجعة النفس او تغليب لغة الخير والتسامح على الشر والاذى و اول من ينقاد لهذه الافعال عض القادة ومن كل الاطراف
المحسوبة على العمليةالسياسية حتى يثبت لجمهوره انه حريص على دماؤهم مدافعا عن آذاهم متفاعلا مع مشاعرهم , ونسوق مثلا قريبا شاهدا لهذه الساعة في تظاهرات الاخوة في الانبار وما يخرج من تصريحات وتهديدات علنية كما صرح بذلك النائب احمد العلواني وبصريح اللغة (( سنقطع رؤوسهم )) (( صفويين )) ((عودوا لبلادكم )), ((سنزحف اليك يابغداد )) ولم يسجل حضورا لاجتماعات مجلس النواب منذ حين ونسى انه ممثلا لكل الشعب بعد ان ردد القسم
القانوني ولم نلاحظ او نسمع ونقرأ ردة فعل من قبل كتلته لردعه او نقده او استنكار تصريحاته
وهذه مثلبة عليها تسجل في صفحات نقدنا , اذن مالغريب عندما يصرح السيد البطاط اوالنائب عدنان الشحماني بانهم سيشكلون قوة او جيشا او اي مسمى اخر لردة الفعل التي تحدث في
مناطقهم وتنال من جمهورهم الا وتنهال التصريحات المندده والمستنكره والناقمة على من اطلقها وبعبارات بعيدة عن الذوق واسلوب النقد غير الجارح , سؤال يدور في الذهن هل حددوا تصريحهم ضد من وتصفية احد او الثأر من كتلة او قبيلة او مكون مقصود ؟ الجواب لاوبالامكان
سماع خطبهم والتأكد من ردود فعلهم انما تكلموا بشكل عام لاننا نعرف ان الارهاب حلقة من
ثلاث كما ذكرناها لايستثني طائفة او مسمى انما يستهدف جميع مكونات الشعب والدليل ماحدث
من تفجيرات اخيرة في كردستان والتي راح ضحيتها الكثير وكنا نعتبرها ألامن والآمان لنراجع
انفسنا ونوحد خطابنا تجاه العدو الحقيقي ومن يقف وراءه ويدعمه ويخطط له . أن الشعب
والوطن هو هدف المجرمين وبائعي الضمير وعلينا ان نعمل بجد لنفعل القانون بالاقتصاص
منهم وقطع رقابهم لنستقر ونعيش بامان , ونباشر عملنا تحت قبة البرلمان لننتج خيرا يضاف
لبيدرالوطن من خير وفير وثروات لاتعد وامكانيات لاتحصى بقوانين تخدم هذا المنهج وتصب في خدمة الشعب ونبتعد عن التهديد والوعيد لانها تجلب الخراب والدمار لبلد يمتد تاريخه لعمر
الانسانية , ولا يمكن ان يكون هناك دم رخيص واخر ثمين لان العراق واحد ولايمكن تجزئته
الكاتب والاعلامي / صبيح الكعبي