كان ياما كان ، قبل ما يجي الجرذان..
 كان في مدينة بحجم الأوطان..
 مدينة ريحتها ياسمين و وتدها قاسيون و ميقاتها محور للأزمان..
دمشق ..
 أول مدينة عربية مشي في شوارعها السيارات بدل عربات البعير و هوادج الحصان..
 دمشق ..
 اول مدينة عربية حكيت ديمقراطية و تشكّل فيها ندوة برلمان..
 دمشق..
 اول مدينة عربية استقبلت المصارف و أسست الجامعات و أخدت لقب مدينة الأناقة و العنفوان..
اجا آذار الجربان ..حامل معو الطوفان..
 انغمر الياسمين ، و جرد قاسيون ، و الوحل وصل للأذقان..
 انشال لقب الباشا عن مدحت، و ابواب المدينة حرستها القطعان..
 قطعان الجرب و الطاعون، و قمل الأبدان..
 انزرع في ساحاتها الأوثان..
 وثن لحافظ، و صنم لباسل فارس الفرسان..
نشفت مياه بردى و تحولت لكومة من الأطيان..
 طارت ريحة الياسمين ، و حل محلها رائحة السيان..
 هربت عائلات المدينة خلف أسوار المدينة و ما ضل بهالمدينة الا الحيطان..
 حيطان مليانة صور الجرذ الأكبر ، و أقوال ملك الزعران..
 الحميدية صارت الحيدرية، و البزورية مزارات لحجاج ايران..
 الست زينب صارت مركز المدينة، بعد ما كان الجامع الأموي و باب توما و زواريب الشعلان..
 انزرعت صورة الغازي فوق أيقونة المسيح ، في الكنائس، فوق الصلبان..
دمشق..
 يا سيدة الزمان..
رح ترجع هيبتك ، رح ترجعي الاولى ، رح ترجعي غصباً عن هالجحش الفلتان..
و رح اكتب قريباً :
 دمشق عاصمتي في خانة العنوان..
