دكاكين المعارضة

syrchild*** دكاكين المعارضة ***
على مدى عامين والمعارضة السياسية بالخارج تسعى بعد أن فشل الائتلاف من خلال قيادته القاصره وتجمعه الهش الى ايجاد اجسام سياسية بديلة عنه و تحاشي التصادم المباشر معه الى أن تجاوز عدد تلك التجمعات الاكشاشك في سوق الجمعة ولم يستطع اي تجمع أن يطفو على السطح او أن يناهز الائتلاف مطلقا والامر لايعود هنا الى قوة الائتلاف وتماسكه لا بل بسبب افتقار كل تلك الاجسام المخلقة مؤخرا الى استيعاب وفهم المجتمع الدولي و قدرتها على اجتذاب الداخل و افتقارها الى الدعم المالي وبقاء الائتلاف يبقى عاملا مهما كان ضعيفا لاسقاط اي جسم يحاول ان يحبو في درب المعارضة السياسية كون العاملين في الائتلاف يتصورون انفسهم أنهم ام الصبي والاوصياء على الثورة سواء قبل بهم الثوار او لم يقبلوا
والغريب أن كل نصوص ادبيات تلك الاجسام لا تختلف عن ما نصت عليه ادبيات الائتلاف اذن فالاختلاف هو بالتطبيق و السلوك والالتزام بتلك الثوابت التي نظريا يجمع عليها الجميع
اذن مشكلتنا مع الائتلاف هي مشكلة من يتصدر العمل بالائتلاف وليس بناء الائتلاف و نهجه وميثاقه على الرغم من التحفظ على نظامه الداخلي و طريقة الولوج اليه الذي وضعت بطريقه تشبه الى حد بعيد مجموعه مغلقة على نفسه تقصي الاخرين
من هنا يصبح واضحا أن لا حياة لاي جسم سياسي جديد بوجود تلك الزمرة الفاسدة تتحكم بالائتلاف و تقود مسيرته بعيدا عن اهدافه و تحارب بما اكتسبته من تعاطف دولي اي كيان جديد ولو على حساب تجاهلها لصراعها مع النظام السوري
لذلك كان يجدر بتلك القوى السورية المعارضة أن توجه جهدها نحو الائتلاف بارغام من يعمل فيه على فتح ابواب الائتلاف ولو قسرا واعادة هيكلة الائتلاف و تصحيح مساره واعادته الى حاضنته الشعبية بالداخل والخارج و اقصاء الفاشلين والمقصرين والفاسدين
أن انشاء اجسام جديدة هو اضاعة للوقت و تشتيت للعمل الثوري و عمل يجعل الداخل ينفر من كل طروحات المعارضة السياسية و يسفهها و يعطي للمجتمع الدولي صورة سيئة عن المعارضة السياسية و السياسيين
المجتمع الدولي لن ينظر اليكم بعين الرضا ولن يلتفت لاي تجمع تقومون بتأسيسه والداخل لن يبايعكم مالم يرى انجازات حقيقة لكم على الارض ولن تتوفر لكم تلك الامكانيات لتقديم شيء يلفت الانظار و تصور أنكم جميعا من الشرفاء والعقلاء و الخبراء تصور لايتعدى رؤيتكم انتم بينما الداخل السوري لايملك الوقت لاختبار سيرتكم الذاتية ولن يسير وراءكم خطوة واحدة مهما كانت بياناتكم السياسية قوية وصارمة وذات بنية لغوية جذلة
توجهوا نحو الائتلاف انتزعوا دفة التحكم فيه ممن تسلطوا عليه فالائتلاف مظلة لكل المعارضة السورية بالداخل قبل الخارج و حتى لو لم يستصيغ المجتمع الدولي لهذا الانقلاب في الائتلاف ولكنه بالنهاية سيرضخ لان الائتلاف مؤسسة سورية والسوريون وحدهم من له الحق بانتخاب قادتها ومجالسها والعاملين فيها
كل ما اخرجنا جسم سياسيا جديدا في المعارضة كلما اطلنا عمر النظام اشهرا
كلما ا نتجنا جسما سياسيا جديدا كلما فقدنا جزء جديدا من الحاضنة الشعبية بالداخل
كلما ظهر جسم سياسي جديد في المعارضة كلما ازداد المجتمع الدولي قناعة بأننا لسنا اهلا لقيادة الوطن نحو مستقبل يسوده الامن والامان
يامن تنادون باسقاط النظام الائتلاف امامكم ولن يسقط النظام مالم يسقط ممن هم في داخل الائتلاف فمن يعجز عن تصحيح الائتلاف و اعادة هيكلته هو حتما عاجز عن اسقاط النظام واضعف من ان يواجهه او يقارعه
من يتصور ان تعدد تلكك الاجسام ظاهرة صحية هو مخطىء تماما فهذا التعدد يكون مقبولا بعد نجاح الثورة كشكل من اشكال الديمقراطية و تعدد الاحزاب بينما في حالة حرب التحرير
لابد من حركة وطنية تجمع لاتفرق تخلو من المناكفات السياسية والانتهازية وهذا لايمكن تحقيقه الا من خلال مظلة واحدة جامعة الا وهي مظلة الائتلاف بعد أن يتم اعادة هيكلته و تصحيح مساره و تنظيفه من الداخل
أنها عملية اسهل من انشاء جسم سياسي جديد لا طائل منه ولا فائدة ترتجى منه

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.