دعاء سخيف الى من يهمه الامر

لا اعتقد ان دعائي سيكون مستجابا فصاحب الامر “مطنشني” انا والفقراء من امثالي،اما لماذا لم يفعل ذلك فهو في طي doaanewالمستور وفي قائمة العسكر التي يكتبون على مناطقهم” ممنوع التصوير منطقة عسكرية” رغم ان الغادي والرايح يعرف كم واحدا ذهب الى حمام هذه المنطقة العسكرية ويمكن لأي خبير لم يتخرج بعد من مركز محو الامية ان يسجل كم مصابا بالاسهال او الامساك او كليهما معا في هذه المنطقة او تلك.

وليّت امري ووجهت روحي وقلت عسى ولعل ان يستجاب دعائي فليس عندي غيره انا الذي يقولون عنه في بلادي العبد الفقير الى ربه.

ياصاحب الفخامة ويامن وليت عنا وجهك وابتسمت الى اصحاب الكروش منا وزدتهم لحما وعظما ودولارا على دولار لا نريد سوى الستر والامان وان نموت ونحن مكفنين برداء ابيض،فانت تعلم ان لحومنا تتشطر في الشوارع وعند تقاطعات المرور ولاسبيل الى جمعها الا ماندر،وكما تعرف ليس لنا معرفة بهذا الذي يسمونه”دي ان آي” واذا وجد فهناك عشرات العمائم تصدر فتوى بتحريمه وتقول ان الباري عز وجل يعرف كل حي وهو يحيي العظام وهي رميم.

هل سمعت مرة عن جسد مفخخ اراد اولاد الملجة ان يجمعوه في قماش كالح اللون فجاء الرأس لشخص واليدين لآخر والساقين لثالث ولم يعرف هوية هؤلاء الثلاثة.

مرة صلينا على جسد نثره التفخيخ وما ان انتهت صلاتنا عليه حتى جاء رجل ذو شارب حاد لايعرف وجهه الابتسامة وقال دعوني افحص وجه المتوفي لعله يكون اخي،واخذ رجلا كان معه عينة من عظام فكه واختفيا عن الانظار.

سمعنا بعد اسبوع ان الشخص المكرش كان يسأل عن مكان القبر حيث الذي دفناه كان اخيه.

يامن له سلطة لاتدانيها عقولنا نريدك ان تزيد ثرائهم فوق ثراء ولكن لاتدع الاطفال يأكلون من الزبالة وان تهيىء سكنا ليس عشوائيا لاكثر من 4 ملايين شخص بينهم اطفال وكبار سن.

انت يامن اتوجه اليك ،اخبر الذي فتح ابواب السموات في ليلة القدر ان يفتحها لنا في هذا اليوم، يوم ميلاد ابنه لندعوه عسى ان يرق قلبه وهو يرى حالنا يشبه حال الذي قالوا عنه” حالك ورا بيت مطوى” الذي لانعرف تفسيره اذا سألوا اطفالنا عن معناه.

دعائنا ليس طمعا في دولار فاصحابه لهم رب يحميهم وانما نريد الستر والامان ولاشيء غير ذلك.

لاتدعهم يفجروا اطفالنا وهم يذهبون الى المدارس ولا كبار السن وهم يستقلون” الكيا” ولا الارامل وهن يوقدن التنانير.

هل يعود مليون نازح من الانبار الى دهوك واربيل والسليمانية؟سؤال اجابته عند من يهمه الامر واذا لم يهمه فسنظل ندعوا حتى يرق قلبه وينطق حكمه وهو لاينطق عن الهوى.

شفت يابعد عيني،دعائنا بسيط وممكن تحقيقه فنحن لا نبحث عن الدولارات ولا مناصب وزارية ل”مسح الجوخ” ولاسكن محترم مثل بقية الناس،فقط يا من يهمه الامر نريد الستر والسلامة فهل هذا كثير علينا؟.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, يوتيوب. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.