دعاء اطرش بالزفة

doaanewاليك يارب العالمين نشكوا همنا وعسرنا في عيشينا وبحثنا عن الامان في بيتنا.
اليك ادعو وانا اعرف تماما انك لاتصغي الينا فنحن من نكنحتى يصغي الينا رب العزة،الهمام الرحيم ،الجبار المتكبر. ومع هذا،فنحن اذلاء اليك ومازلنا نشكوك منذ الآف السنين ولا من صاغ الى اوجاع قلوبنا.
منذ الآف القرون اجتمعنا نحن الفقراء وقررنا ان نتوسل اليك لتخلصنا من هذا المدعو حمورابي،وقلنا لك لو كان هذا الحاكم عادلا لما سن قانون العين بالعين والسن بالسن،وبدلا من ان تصغي الينا امرت مريديك ان يمجدو اسمه في المدارس ويصنعوا له التماثيل في كل مكان حتى بات اشهر من اعظم موسيقار في الارض واعظم فقهي في الشرق والغرب.
وسامحناك على ذلك لآنك اعطيتنا ميزة الحب والتسامح وقلنا،نحن الفقراء، سيآتي اليوم الذي يعود الحق الى نصابه.
وجاءنا هولاكو ومعه المغول والتتار وسحقوا اطفالنا وسبوا نساءنا وسفكوا دماء شبابنا وشيوخنا وكنا ننتظر منك ان تمد يد العون لنا ولم تفعل.
وصبرنا كعادتنا حين تلم بنا الملمات وتعصرنا المكائد والاهات فقد علمتنا ان الصبر مفتاح الفرج.
ثم جاءوا ليزرعوا وطنا يهوديا في ديارنا وكنا ننتظر منك مفتاح الفرج،وبدلا من ان ترميه لنا صحت بنا،هؤلاء شعبي المختار وحذارى من الاحتكاك بهم فانهم وقدسيتي اشرف من الشرف نفسه حتى ولو كان تخريب البلاد طريقا لمسارهم.
وسكتنا، وزدنا تمسكا بالامل حين غنت لنا ام كلثوم اغنيتها عن الامل،لم لا وهي الناطقة باسم كل النائحين واللطامين والمعربدين والبكائين والملعونين الى يوم الدين.
وكنا ننتظر منك ان ” تشمر لنا المفتاح”.
وفي كل مرة تقول لنا ،لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم،ونتعجب من ذلك وانت الحكيم الجبار المتكبر،كيف لنا ان نغير انفسنا؟ واذا كنا نملك القدرة على ذلك فلماذا نستعين بك؟.
اذن الصورة واضحة،نملك القدرة ونغير الى مانريد وندير وجوهنا عنك لأننا عرفنا الطريق.
فهل هذا يرضيك يارب الارض والسماء ومابينهما؟.
ايرضيك الا نجد من نلجآ اليه الا انفسنا ونعيش بعد ذلك في غياهب الجب نرسل ضحكات الشماتة الى اصحاب اللحى من اليهود والنصارى والمسلمين؟.
اذا كان يرضيك ذلك فنحن من هذه الساعة سنعمل على:
1- محاسبة السارقين والسارقات وطردهم من خارج البلاد بعد سحب الجنسية منهم.
2- نجمع كل اطفال العراق ليسيروا في مشية ” طويريجية” من اربيل الى ابو الخصيب وهم يغنون للعراق فقط.
كل الاغني انتهت الا اغاني الناس.
3- الدعاء ل” داعش” بالقوة والسؤدد منتظرين منهم ان يقفوا على ابواب المنطقة الخضراء وبيدهم سلاسل ليربطوا ايادي الذين نقلوا رولارات خزينة الدولة الى بيوتهم.
4- لا نريد الحوريات من الدواعش بل نريد لكل ارامل العراقيات ان يتزوجن على حساب الدولة وتخصيص ميزانية مستمرة الى مدى العمر وعلى عناد كل الكتل السياسية لآنها ستكون تحت اشراف القاضي منير الحداد الذي استطاع ان يزيح مدحت المحمود ويحل محله ليعطينا اطنانا من الاوكسجين النقي.
اللهم نرجوك آخر رجاء ان تهب لنا من لدنك اصباغا ملونة ليس فيها اللون الاخضر لنزيل الوان المنطقة الخضراء.
اللهم انا نلوذ بك من كل داعية اسلامي وكل من وضع عشرين محبسا في خنصره ومسبحة في اطراف اصابعه بل وكل من شج رآس طفل باسم الحسين في شهر عاشور.
آمين يارب.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.