(الكتاب غذاء روحي لا يمكن الإستغناء عنه، انه كالعسل يغذي العقل البشري، لكن البعض يدسون فيه السم).
بعد مرور عام واحد على إحتلال العراق عام 2003 أقيم معرض إيراني للكتب في العاصمة بغداد، وقد وجه لي أحد الأصدقاء دعوة خاصة لحضور المعرض، فذهبنا سوية. قبل إفتتاح المعرض ألقى عمار الحكيم كلمة بالمناسبة، ولم تخرج الكلمة عن الطروحات الحالية للحكيم في الإشادة بالدور الإيراني في دعم المعارضة العراقية قبل الغزو وبعده، ومعالم الثورة الإسلامية في ايران ودور الخميني فيها، وإختتم كلمته بالترحم على روخ سيده الخميني، ويبدو ان عمار الحكيم حضر نيابة عن أبيه في إفتتاح المعرض، فلم يكن يشغل حينها أي منصب سياسي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية. بعد الكلمة مباشرة توجه عمار الحكيم لقص الشريط، وإفتتاح المعرض، في البداية دخلنا أصحاب الدعوات الخاصة مع عمار الحكيم، وبعد أن مر بخفة السحاب على المعروض من الكتب وخرج بسرعة مع حمايته ـ كانوا من الإيرانيين فقط ـ ثم فتح المعرض أبوابه لعامة الناس.
كالعادة تدفق الزوار وأكثرهم من أصحاب المكتبات كالسيل الجارف وحجزوا الكثير من الكتب الرائجة والمطلوبة من قبل القراء. ووزعت الكثير من الكراريس مجانا على الحضور وكانت عبارة عن أدعية ووصايا وكلمات للخميني، ومعظمها تفوح منها الروائح الطائفية. وكانت اكثر الكتب المعروضة تتعلق بمؤلفات الخميني وبقية الآيات الفارسية، علاوة على كتب المذهب الرئيسة للطوسي والقمي وكتاب الكافي للكليني، وبحار الأنوار للمجلسي التي تزيد عن مائة مجلد بيعت بسعر لا يتجاوز قيمة عشرة مجلدات، لغاية لا تُخفى عن لبيب.
انحصرت أفضل الطبعات الإيرانية المزوقة بشكل بديع ومميز على عناوين مثيرة، أولها المثنوي، والشاهنامة، كلستان، رباعبات الخيام. السفرنامة، والحقيقة أن أغلفة هذه الكتب الأنيقة وطباعتها المميزة تغري القراء على إقتنائها علاوة على رخص اسعارها التي من المحال ان يتناسب سعر التكلفة مع سعر البيع، بمعنى إنها مدعومة من قبل الحكومة. في الحقيقة لم يجذبنا أي عنوان من الكتب المعروضة سوى الطبعات التي سبق أن نوهت عنها، ليس بمحتواها وإنما لإناقة طبعها وهي تحفة لأي مكتبة تضمها، لكننا عزفنا عن الشراء. مما يُلفت الأنتباه في ذلك المعرض أنه لا توجد طبعة واحدة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة سواء مزوقة كالشاهنامة ورباعيات الخيام أو بأغلفة عادية. بينما في معارض الكتب الأجنبية غالبا ما تشاهد نسخ من القرآن الكريم باللغة الانكليزية أو الفرنسية أو بقية اللغات الأجنبية. في حين حظيت كتب الإساءة الى الدين الإسلامي والعرب بطباعة عالية الجودة وبديعى الزخارف والصور الملونة. بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يفسر هذه الظاهرة بأنها عفوية وغير مقصودة. ولكن عندما يعرف المرء ان القرآن الكريم وعلومه لا يدرسان في حوزات قم ومشهد والنجف سوف يدرك جانب أحادي من الحقيقة.
أول الكتب التي نفذت من المعرض كتاب الشاهنامة، وهذا أمر مثير، ان يحظى كتاب يسيء للعرب بمثل هذه القبول من قبل القاريء العربي. صحيح ان الكتاب بطباعة مميزة، لكنه مثل الأفعى جلد جميل ظاهره، وترياق قاتل باطنه. هذا الكتاب تضمن إساءات كبيرة للعرب ووصفهم بشكل لا يصدق ولا يعقل، فهو يمجد الملوك المجوس ويسيء للعرب، بدلا من الإشادة بالعرب الذين حملوا شعلة الإسلام في بلاد فارس وأنقذوها من ظلمات المجوسية، كان جزاء العرب نكران الجميل، والإساءة اليهم، والطعن في محررهم، الذي نور قلوب البعض منهم بنور الحق والإيمان. بل إنهم كدولة إسلامية يرفضون التقويم الإسلامي ويأخذون بالتقويم المجوسي لأن عمر القاروق هو الذي سنٌ التقويم الإسلامي، وهذا ما تجدة في كتبهم وتواريخ طبعها، فجميعها مؤشرة بالتقويم المجوسي.
من جملة ما تضمنه كتاب الشاهنامة في الإساءة إلى العرب” من شرب لبن الإبل وأكل الضب بلغ الأمر بالعرب مبلغا، أن يطمحوا في تاج الملك فتبا لك أيها الزمان وسحقا”. وأيضا” الكلب في أصفهان يشرب ماء الثلج، والعربي يأكل الجراد في الصحراء”. كما قال ناصر خسرو” هذِه الصَّحرَاء من مصر إِلَى الْحَبَشَة وَذَلِكَ من الشمَال إِلَى الْجنُوب وعرضها من بِلَاد النّوبَة حَتَّى بَحر القلزم وَذَلِكَ من الغرب إِلَى الشرق وَيُقِيم بهَا البجة وهم لَيْسُوا أشرار فهم لَا يسرقون وَلَا يغيرون بل يشتغلون بتربية ماشيتهم وَيسْرق الْمُسلمُونَ وَغَيرهم أَبْنَاءَهُم ويحملونهم إِلَى المدن الإسلامية ليبيعوهم فِيهَا”. (السفرنامة/118). ويضيف ناصر خسرو” في الحسا (الاحساء) تبَاع لُحُوم الْحَيَوَانَات كلهَا من قطط وكلاب وحمير وبقر وخراف وَغَيرهَا وتوضع رَأس الْحَيَوَان وَجلده بِقرب لَحْمه ليعرف المُشْتَرِي مَاذَا يَشْتَرِي وهم يسمنون الْكلاب هُنَاكَ كَمَا تعلف الخراف حَتَّى لَا تَسْتَطِيع الْحَرَكَة من سمنها ثمَّ يذبحونها ويبيعون لَحمهَا”. (السفرنامة/144). هذا نزر يسير مما جاء في كتبهم. وسنتحدث عن النظرة الفارسية الدونية للعرب في كتاب قادم، سننشره قريبا بعون الله.
لا تختلف نظرة الفرس حاليا عن نظرة سلفهم الدونية للعرب، فقد إعترف المفكّر الإيراني والأستاذ بجامعة طهران (صادق زيبا) خلال مقابلتين أجراهما مع أسبوعية (صبح آزادي) الإيرانية، عن نظرة الإيرانيين الفرس تجاه العرب والشعوب الأخرى يقوله” أعتقد أن الكثير منا سواء أكان متديناً أو علمانياً يكره العرب. كما أن الكثير من العرب يكرهوننا أيضاً. للأسف أنا واثق من أن الكثير منا – نحن الإيرانيين- عنصريون، فلو نظرتم بإمعان إلى ثقافات الشعوب الأخرى تجاه سائر القوميات والشعوب والإثنيات وأخذتم ظاهرة النكت كمقياس لوجدتم أننا أكثر إساءة من خلال النكت، فانظروا كيف نسيء إلى الترك واللور، أعتقد أن الكثير من الإيرانيين يكرهون العرب، ولا فرق بين المتدين وغير المتدين في هذا المجال”. وهذا ما يتجسد بوضوع في قصائد أشهر شاعر إيراني (مصطفى بادكوبه ئي) الذي وصف العرب بوابل من الشتائم والعبارات المسيئة في مقطوعة شعرية تحت عنوان (اترك الحج) نشرها موقع (مشكين سلام)، زعم فيها أن الله ليس في كعبة العرب، وأنه إذا كنت إنساناً، فلاتذهب إلى الحج، وطالب الشعب الإيراني أن يترك الحج ويحول قلبه إلى بيت الله الطاهر، في إشارة غير مباشرة إلى عدم طهارة الكعبة على حد زعمه. ويخاطب الله تعالى” هل سلب الشيخ (السعودي) عزتك؟ هل اقتادك إلى قصر جهله؟ أصبح الشعب الإيراني أسير الفقر والجهل. ويعتز العرب بدولاراتهم، ويتحرشون باولادكم. الله ليس سجين العرب، ولا يُحصر الله بالجمل والرطب (التمر الطازج). وأنت من الأصل (العرق) الإيراني، عار علي! هل ليس لديك شيء من عزة النفس؟ عار علي. خذني يا اللهي إلى أسفل السافلين !أيها الاله العربي شريطة ألا أجد عربيا هناك”.
وبعدها أنتشرت الأغنية الإيرانية (كش عرب/ قاتل العرب) وهي أغنية مرخصة رسميا من قبل الحكومة، حاولت وزارة الثقافة الإيرانية في البداية إنكارها والتنصل منها، لكن شيوعها وإنتشارها أفشل محاولتها البائسة. أتخذ المغني إسما مستعارا (بهزاد بكس) وهاجم العرب بشدة، ودعا إلى فرض حظر عليهم، والحج إلى إيران بدلا من الكعبة. وللأغنية مدلولات فارسية واضحة، مجد فيها الملك الفارسي قوروش. تقول الأغنبية إن “لقوروش جيش في كل مكان، هذه هي إيران يا أيها الحمقى (يقصد العرب)، هذا هو جيش قوروش”.
الأمر المثير الآخر في المعارض الايرانية، ان دور النشر طبعت موسوعات عراقية دون الأخذ بنظر الإعتبار حقوق الطبع، وأخذ موافقة خطية من أصحاب أو ابناء الكتاب في حال وفاته: منها على سبيل المثال كتاب (تأريخ العراق بين إحتلالين) لعباس العزاوي، و(لمحات من تأريخ العراق) لعلي الوردي. كما أنها تلاعبت بعناوين ومضامين كتب عراقية أخرى، فحذفت ما يضرها وأضافت ما ينفعها. ومنها على سبيل المثال كتاب عبد الرزاق الحسني (تأريخ الثورة العراقية) الذي نشرته مطابع العرفان بصيدا عام 1934. فقد غيروا في الطبعة الايرانية عنوان الكتاب الى ( الثورة العراقية الكبرى)، وإدعوا ان الكتاب يُطبع لأول مرة، وقد نشرته دار وهمية لا وجود لها بإسم (مؤسسة المحبين)، وبلا تأريخ نشر. وفي الوقت الذي أهدى فيه المؤلف كتابه الى السيد علوان الياسري وزينه بصورته، نزعوا الصورة ووضعوا بدلا عنها صورة المجرم (ابو كلل)، بل أضافوا للكتاب صورة لمجلس لكاظم الأزدي، وهو الذي سلم الثوار النجفيين الذين لجأوا الى بيته للإنكليز فأعدموهم! وقد نقد السيد حمزة الكرعاوي هذا الكتاب نقدا بليغا، ويمكن الرجوع الى مقاله المهم.
لم نجد في المعرض أي كتاب يتحدث عن الأحواز او الأكراد أو الأذريين الإيرانيين تأريخيا أو جغرافيا أو معلومات أخرى، ولا أي كتاب في التأريخ العربي بما فيها لمؤلفين من أصول فارسية. غالية الكتب تتعلق بالفقه الشيعي سيما الكتب ذات النفس الطائفي الذي تدعوا الى الفتنة والحقد والكراهية والشقاق. ولا يوجد كتب للمعارضين الإيرانيين كمنتظري والموسوي وغيرهم ممن كانوا على خلاف فكري مع الخميني. بل أن كتب د. علي شريعتي لا يوجد لها أثر في المعارض الأيرانية رغم شهرته. إنهم بشكل عام يحتقرون العرب وهذه حقيقة يجب ان يعرفها كل عربي، وهذه الكراهية تثير أكثر من علامة إستفهام في وجوه العرب من موالي وعبيد ولاية الفقيه. كيف يوالي الإنسان من يحتقره؟ ربما نجد الإجابة عند علماء النفس!
لذا عندما رأينا عناصرا من الجيش العراقي وغيرهم يدلكون أقدام الزوار الفرس في زيارات العتبات الشيعية وينظفون اقدامهم ويمسحون اخذيتهم، والبعض الآخر تجاوز كل القيم الأخلاقية والوطنية بتقبيل أقدامهم، حزٌ في قلوبنا هذا التعامل الحقير، وعرفنا أحد الأسباب في النظرة الفارسية الدونية للعرب، عندما تهين نفسك بهذا الشكل، فلا تتوقع من الآخر أن يحترمك.
علي الكاش
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **
أحدث التعليقات
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح