جاء فشل الولايات المتحدة الشهر الماضي في دعم جهود جماعة سورية معارضة معتدلة تعرف باسم «الفرقة 30» كحلقة ضمن سلسة الفشل التي تذكرنا، إلى حد ما، بالفشل الذي مني به الجيش الأميركي في خليج الخنازير عام 1961.
يمكن استخلاص بعض الدروس الواضحة والمزعجة من الفشل الكارثي لـ«الفرقة 30»: عدم استعداد هؤلاء المعارضين لمهمتهم بالشكل الكافي، ونقص المعلومات الاستخباراتية الكافية عن الأعداء المحتملين داخل سوريا، واعتماد الولايات المتحدة بشكل زائد على تركيا ونقص الخطط الواضحة حول كيفية الرد الأميركي في حال تعرض المتمردين لهجوم، وأخيرًا تأخر الولايات المتحدة في إرسال الدعم الجوي.
تعتبر «الفرقة 30» أول دفعة من المعارضة السورية تم تدريبها بمقتضى خطة «التدريب والتسليح» الأميركية بميزانية بلغت 500 مليون دولار والتي اعتمدها الكونغرس العام الماضي. تعتبر الخطة برنامجًا معلنًا تديره قوات «العمليات الخاصة» بالجيش الأميركي، وهو برنامج مستقل عن برنامج آخر تديره وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. ويهدف البرنامج إلى تدريب أكثر من 5000 مقاتل سنويا للمساعدة في القضاء على متطرفي تنظيم داعش في سوريا ثم بسط سيطرة السوريين على الأرض.
رحب بالفكرة كثير من المحللين السوريين، فمن خلال إيجاد منطقة آمنة في شمال سوريا، بمقدور القوة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتوفير الأمن للسكان المقهورين، إضافة إلى طرد المتطرفين والإرهابيين. غير أن الفكرة لم تلقَ دعمًا قويًا من البيت الأبيض الذي تعامل بحساسية مع فكرة التدخل في سوريا.
اتضح أن «الفرقة 30» وقعت في الفخ بمجرد وصول الفريق المكون من 54 مقاتلاً، والذين تلقوا تدريباتهم في الولايات المتحدة ودخلوا سوريا في 12 يوليو (تموز) الماضي للانضمام إلى زملائهم في منطقة عزاز، جنوب بلدة كيليس الحدودية التركية. حضر عناصر من جبهة النصرة المتطرفة، إحدى أذرع تنظيم القاعدة في سوريا، بالقرب من تلك المنطقة، ولم تتوقع قوات الكوماندوز القريبة هجومًا من جبهة النصرة. غير أن توقعهم خاب، إذ اعتبرهم متطرفو النصرة «عملاء للولايات المتحدة»، حسب تعليق جبهة النصرة على الإنترنت. قامت جبهة النصرة باختطاف سبعة مقاتلين من «الفرقة 30» في 29 يوليو وهاجمت مقراته بمنطقة عزاز في 31 يوليو، وبعدها بأيام قليلة اختطفت خمسة مقاتلين آخرين على الأقل، وشنت الولايات المتحدة غارات جوية لم تسفر عن أي شيء.
وفى تعليق على الإنترنت، تفاخر مقاتل ينتمي إلى جبهة النصرة يدعى أحمد شهيد قائلا: «حصلت للتو على بندقية آلية إم 16 كغنيمة من الفرقة 30، هاها»، حسب موقع «إنتلجنس غروب».
أظهرت أزمة «الفرقة 30» المشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة في تعاملها مع تركيا. شملت «الفرقة 30» مجموعة من المعارضين السوريين التركمان تم تجنيدهم من منطقة شمال حلب. وكانت الولايات المتحدة قد فضلت خطة لإشراك مقاتلين أكراد وغيرهم من السنة القريبين من مدينة الرقة، التي اتخذها تنظيم داعش عاصمة لدولته المزعومة، بيد أن الأتراك اعترضوا على القرار.
ربما تباهى المقاتلون في «الفرقة 30» بصلتهم بالولايات المتحدة، إذ عرض حساب للفرقة على موقع «تويتر» صورًا لمعركة «أيو جيما» التي جرت بين الولايات المتحدة واليابان عام 1945 وإلى جوارها علم المتمردين السوريين، في حين عرض مقاتل آخر صورة للنسر الأصلع الأميركي محاطًا بألوان العلم السوري، ونشر آخر صورة للنسر الأميركي بعرف بلون علم المقاتلين المعارضين.
وساهمت مقابلة شخصية عاصفة أجرتها جنان موسى مراسلة قناة «الآن» العربية مع أبو إسكندر، وهو مقاتل أردني ويعتبر أحد قادة «الفرقة 30»، في قرية شمال حلب الخميس الماضي، في رسم صورة واضحة للوضع. وفي ترجمة بالإنجليزية أرسلتها لي مراسلة القناة، قال القائد العسكري: «فوجئنا بهجوم (جبهة النصرة) لأننا كنا قد نسقنا سلفًا معهم». وأضاف أبو إسكندر أنه «منذ أربعة أشهر أظهرت جبهة النصرة إعجابًا كبيرًا بمشروعنا التدريبي، إذ قالت (النصرة) اذهبوا وأحضروا السلاح ثم عودوا لنقاتل (داعش)».
وقالت جنان موسي إنه على الرغم من ادعاء أبو إسكندر أنه ما زالت فرقته تحتفظ بـ33 مقاتلاً تلقوا تدريباتهم على أيدي القوات الأميركية، فإنها لم ترَ سوى ثلاثة منهم. «لم يبدُ على القائد العسكري أي إحساس بالمرارة، ولا يضمر أي كراهية للولايات المتحدة وإخفاقها في المهمة»، حسب جنان موسي. وتضيف: «المفاجأة أنه كان متفائلاً وقال إنه سوف يصل إلى سوريا نحو 17,000 مقاتل ممن تلقوا تدريباتهم على يد القوات الأميركية».
وفى ضوء تاريخ الولايات المتحدة مع الفشل في إدارة دعمها العسكري للجماعات المعارضة لعقود كثيرة، فإنه من العجيب أن ترى أشخاصًا مثل أبو إسكندر ما زالوا يسعون إلى ضم متدربين جدد، فعندما قامت الولايات المتحدة بعملية إنزال للمتمردين الكوبيين في خليج الخنازير عام 1961، فشلت الولايات المتحدة في وضع خطة ملائمة وفي توفير المعلومات الاستخباراتية، وتوفير غطاء جوي ودعم سياسي. وحسب كتاب إيفان توماس الذي نشر عام 1995 تحت عنوان «أفضل الرجال»، قام شرطي كوبي تجاهلته القوات الأميركية على الشاطئ بعد أن أنزلته هناك بلعن مدربه في آخر رسالة لاسلكية قائلا: «وأنت سيدي، ابن …..».
يشعر كثير من السوريين بنفس الغصة، بيد أنهم ما زالوا يتطلعون لمساعدة أميركية. يتطلب الكابوس السوري استراتيجية أميركية أكثر تماسكًا، من بينها دروس جديدة مستمدة مما حدث لـ«الفرقة 30».
*نقلاً عن “الشرق الأوسط”
ألاخ العزيز طلال المحترم
هذا أيضا مقال للنشر وليس تعليق ، وشاكر لك تفهم مشكلتي ، وتحياتي للإخوة في إدارة الموقع رعد وشامل والأديب سلام
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: الصورة ليست كما يرسمها البعض في مخيلتهم ومنهم الكاتب المحترم ؟
٢: هل يعقل أن يزج بقائد فرقة مع مجموعة صغيرة من قواته قرب قطيع من الإرهابيين دون معلومات مسبقة وتنسيق ، أم كأنو مجرد قوة إستطلاع للمنطقة ووقعو في الفخ ربما عن معلومة مسبقة ؟
٣: كون القوة تركمانية فهذا يجعلك أن تفترض الف سؤال ، وأحدهم قد يكون للتشهير بقدرة الأمريكان على إدارة الصراع في الداخل السوري ، وقد يكون متعمد لإعطاء رسالة بأن لا نفع من المعارضة السورية مدنية كانت أو عسكرية ولإدخال الاحباط من جديد الى نفوس وقلوب السوريين المنتظرين الفرج من الباب العالي ؟
٤: وأخيرا …؟
ليس أمام الغرب من خيار غير دعم الكورد لتطهير المنطقة من رجس هؤلاء الصعاليك الجبناء بدل الاعتماد على زيد أو عبيد وهدر الأموال ، وتباً لشجاعة وقيم تحلل قتل الأسير ، لقد سجنت ثلاثة أشهر تقريبا في … لمنعي من ضرب أسير إيراني سقط بين أيدينا في قاطع الطَّيِّب في العمارة ولولا لطف ألله والصدف لكنت ألان من الجيف ، سلام ؟