في الحرب العالمية الأولى مرت فرنسا بمرحلة حرجة، وكان الجيش الفرنسي يتراجع على الجبهات، والوضع الداخلي معقد وصعب، والإقتصاد في وضع خطير.
وكان رئيس الجمهورية “بوانكاريه” يتبادل الكراهية والحقد إلى الدرجة القصوى مع السياسي الفرنسي المعروف “جورج كليمنصو” (نمر فرنسا)، وكانت كراهيتهم لبعضهم معروفة للجميع، وقد صنفتهم وسائل الاعلام بأنهما أكثر سياسيين في التاريخ يحقدان على بعضهما…
لكن “بوانكاريه” ورغم كراهيته ل “كليمنصو” وصعوبة الموقف عليه، كان يدرك أنه الشخصية الأصلح لرئاسة الوزراء في هذا الظرف العصيب، فلم يتوقف أمام مشاعره الشخصية وقام بإستدعاء كليمنصو.
وعندما حضر خاطبه قائلاً :
“جورج ، بالتأكيد تعرف كم أكرهك، ولكن مصلحة فرنسا أجبرتني على استدعائك والطلب منك ترؤس الحكومة”.
فرد عليه كليمنصو :
” أنت ايضاً سيدي الرئيس بالتأكيد تعرف كم أحقد عليك، ولكن مصلحة فرنسا تفرض علي قبول وتلبية طلبك”.
عندما تتغلب مصلحة الوطن على المشاعر والمصالح الشخصية تنهض البلاد من كبوتها وتتجاوز محنتها …