أذكر ؛ في الصف السابع أن استاذ القومية و في حديث عام عن تخليد الشهداء قال : و خلاصة القول أنهم أكرم من في الدنيا و أنبل بني البشر , فتلاه أحد الطلاب و قال : صلى الله عليه و سلم ,, تلبك قليلاً الأستاذ و رد : عليه الصلاة و السلام ليل نهار يا ابني بس هاد قول مأثور للأمين العام للحزب الرفيق حافظ الأسد و ليس حديث شريف ,,
في بيئة متوسطة من حيث التشدد او الثقافة الإسلامية , طبيعي ما حدث , و أن تختلط أقوال الأسد مع الأحاديث الشريفة لدى ذاكرة الطلاب بالتحديد ,, كيف لا و هم يشبّون في المدارس و الملاعب و الحدائق و الشوارع و حولهم اقوال الأسد أينما التفتوا ,, طبيعي ذلك و سلّم تصحيح مادة القومية يحاسب على الحرف و خاصةً بسؤال الخطاب , و ذلك كله يتدرج مع الطالب منذ الأول الإعدادي حتى دراسته الجامعية , و علامة المادة مؤثرة ليست كعلامة التربية الدينية , التي يحوي كتابها على ثلاثة أحاديث بحفظهم مع الثلاث آيات تضمن النجاح بها بطريقة شكلية لا تقدم و لا تؤخر ,,
حاول الأسد الإبن بضغوط دولية التخفيف من ذلك و لغى المادة العسكرية و لبس الطلاب للبدلة العسكرية , لكنه أبقى على مادة القومية التي تنشئ الجيل بفكر سياسي فارغ حيث يحفظ واحدنا و يكبر على مفاهيم لا تطبيق لها , لا بل تناقض الواقع ,,
و اصبح كالااسطوانة المشروخة ذكر أن الثورة قامت لهدم تلك الأسس البالية , و التي انهارت من تلقاء نفسها عندما أفرغ الجيش السوري و معه قوى المقاومة رصاصهم على شعبهم عندما طالب بإحدى أيقونات الشعار الخالد : وحدة حرية اشتراكية ,,
قومية 2
اليوم تتداول على صفحات المواقع صور من كتاب مدرسي أصدرته المعارضة و في الغالب الإئتلاف و هو الجهة الوحيدة التي عدّلت في المناهج و وزعتها على بعض المدارس في المخيمات و خاصةً في تركيا ,, و للأمانة في النقل ؛ لا تأكيد إن كانت الصور من منهاج تم اصداره أو أنه مجرد ( بروفا ) و لم يصدر بعد ,, و لكن من التنضيد و المظهر العام فأنه ليس فبركة أو فوتوشوب , بل هو فعلاً بمظهر كتاب مدرسي , ربما الصور من كتاب معدّل للمادة القومية , أو أنه مادة ثقافة ثورية أو قد يكون تاريخ حديث ,, لا يهم تصنيف الكتاب , المهم هو ما ورد في الصفحات من تفصيل لخطاب معاذ الخطيب في الجامعة العربية / دورة قطر 2013 ,,
لا ننكر أنه كان خطاباً جيداً نطق بلسان الحال , و حدث بارز أن يحضر علم الثورة في القمة العربية لأول مرة ,, و لكن هل هذا يبرر أن يورد الخطاب كاملاً و يصبح منهاجاً إن كان للثقافة أو التعليم ؟ و هل كان خطاب انتصار لنقول أنه يستحق التخليد و تحفظه الأجيال ؟ أو على الأقل ؛ هل كان خطاباً مفصلياً لرجل أحدث الفارق بالثورة ؟ و حتى لو كان وروده إضاءة كما نوّه ,, فلا أظن أن الإضاءة تكون بهذا السرد الكامل ! فعصرنا السريع و اساليب التعليم الحديثة و تجربتنا التي نعاني قد قطعت تلك الموروثات الحجرية ,,
قومية 1
إن المعارضة بشخوصها الحاليين و بـ ” مؤسساتها ” القائمة , لم تترك لنا الخوف من المستقبل السياسي معها و حسب , بل تثبت يوماً بعد يوم أنها لا تعدُ عن كونها نسخة عن النظام الحالي مع بعض الرتوش ,, فهي خشبية مصمتة و إلى اليوم لم تنجح في اختصاص يذكر , و حتى في المنهاج أصدرت هذا الكتاب – إن صحّ – فهو دليل على فقر فكري و تخطيطي لدى القائمين عليه , خال من الإبداع , و الذي شكل شرخاً كبيراً بين ثوار و نشطاء الداخل قليلي الحيلة و المواد , و بين معارضة الخارج الأكثر أمناً و دعماً و مالاً ,, و لا أظن أن شماعة قطر و بندر و السفير فورد لها مكان هنا ,,
العزاء الوحيد لطلابنا الأعزاء , أن تكون الصور مجرد تجربة و لم تنجح , أو تكون المادة غير ملزمة , و إلا فمخرجهم بأن يقرّ الإئتلاف بأن سلّم التصحيح ليس حرفياً , و يمكن الاستعانة على الجواب بشواهد من بوستات ” الدكتور ” معاذ الخطيب في صفحته على الفيس بوك , و دمتم تك ,,
و حال طلابنا اليوم : الله لطف فينا ,, خطاب معاذ الخطيب و لا خطابات جورج صبرا !
الثـورة بـعون الله منتصـرة ,,
منـار حيـدر
المندسة سورية