وكأنما قالوا لهم نقتلهم وتصمتون
وصمودنا وترحيبا بالموت لاجل الحق يكشف عارهم
(درب .. وخياران)
*أشرف فرشيد
نودع اليوم يومنا الخامس و الثمانين من الإضراب عن الطعام مطالبة بإطلاق سراح الرهائن الأشرفيين السبعة..أكثر من 85 يوما من المقاومة، 85 يوما من الجوع والألم، 85 يوما يعلن فيها المئات من المضربين عن الطعام في برلين وجنيف ولندن واتاوا وملبورن يعلنون الى جانب المضربين في ليبرتي عن ارادة حق صلبة تستحق الحماية بمزيد من الالم والتضحية من أجل الإفراج عن الرهائن السبعة والحفاظ على حياتهم وضمان الأمن لسكان ليبرتي تحت إشراف الأمم المتحدة.
من المسلم به أن الإنسان لا يحتمل مشقة الجوع ولو يوما واحدًا ومن المسلم به أيضا أن أحدًا لايميل إلى خوض هذه المحنة وفي الغالب لا تكون خيارا اول في قائمة خيارات الاحتجاج لدى المظلومين والمضطهدين ممن وقع عليهم أشد الظلم غير أن من يختار خيار الإضراب هذا، يختار أكثر الخيارات ألما وخطورة لشدة مرارة المعاناة وأهمية المطلب.
عندما تقع جريمة، عندما يقتل أفضل أصدقائكم بدم بارد .. برصاص غدر وهم عزل مكبلي الأيدي، عندما لايجد الجرحى طريحي الفراش في المستشفى من يرحمهم ويسعفهم وينقذ حياتهم بل يجدون من يطلق عليهم الرصاص فيقتلهم ويقولو قتلوا برصاص الرحمة وفي الواقع ليس رصاص رحمة بل رصاص بربري همجي اطلق عليهم على أسرة المستشفى، عندما يتم اختطاف 7 أشخاص مظلومين منهم6 نساء ويقتادونهم بلاذنب كرهائن إلى مجهول .. أو عندما يتناسى الكثيرين خبر قصف كيماوي يؤدي إلى قتل آلاف من الأبرياء… في مثل تلك الظروف وهكذا أحداث هل للأحرار ان يتخذوا الى الصمت سبيل متغاضين مساومين متجاهلين حقوق المظلومين .. كلا لن نستطيع الصمت ولا المساومة؟ كذلك لا يمكن لعاقل منصف ان يجزم بعدم وقوع هكذا جرائم وتدعم التجارب قلقنا ومخاوفنا خصوصا عندما يكون الانسان رعية في كنف طغاة ومجرمين . . ! انه لمن الاجرام ان نقبل بهذه الجرائم ومن القبح ايجاد الاعذار لها تحت اي مسمى كان.. وقد تكون التصريحات الرسمية والمساعي غير الرشيدة لجهات بعينها كالامم المتحدة واميركا مجرد ايذانا للمجرمين بالمضي قدما في اجرامهم ؟! فهل يجوز القول وكما تتفوه الأمم المتحدة بتصريحاتها غير المسئولة بعد كل جريمة : ”كم نحن قلقون!“ ويجلسون بعدها غير مبالين ينتظرون قتل المزيد بطلقات الغدر مكبلي الأيدي؟!
وعلى هذا الحال ومواجهة لعار المساومة والإستسلام لا يوجد أمامنا سوى درب وخيارين : الوقوف حتى الرمق الأخير للدفاع عن االدرب والقضية والحق وراية العدل وحق الانسان في وجود كريم.. ولن نرضى بالذل بديلا عن عزتنا وكرامتنا ورايتنا. . وكما قال الزعيم الهندي الكبير غاندي : إنني أفهم حق الفهم وأحترم حقانية ومظلومية الإمام الحسين بن على عليه السلام في أربعة عشر قرنا مضوا لأنه عندما خيره يزيد بين خيارين صاح بأعلى صوته الذي لا ينسى عبر التاريخ هاتفا:”ألا وإن هذا الدعي بن الدعي قد ركزني بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة“
وقد وضعونا الآن بين خيارين وصرخنا بكل تكاليف الصرخة من دماء وتضجيات ومازلنا نصرخ بصوت عال: ”هيهات منا الذلة“..كما صدقت في ذلك صديقتي العزيزة ”صبا هفت برادران“ في 8 نيسان عام 2011 عندما واجهت هجوم قوات المالكي وكانت في آخر لحظات حياتها قائلة: نحن واقفون صامدون بكرامة وعز حت الرمق الأخير. هذا ليس كلامنا فحسب بل أنه كلام وشعار وتعهد كل من يريد أن يطيح بدكتاتورية الملالي.
من البديهي جدا بأن لا نصدق ادعاءات المالكي وحكومته بانه لا علم لهم بدخول واقتحام قوات مدججة بالأسحلة لأشرف وقتلها 52 من سكانه وهم مكبلي الأيدي واختطفاف 7 منهم .. واي حكومة هذه وايا كان العذر فهو اقبح من جرمها وقد نقبل عذر حكومة المالكي لو اعترف جملة وتفصيلا ان نظام املالي هو طهران هو من يدير العراق وانه هو باسمه نوري المالكي وصفته رئيس مجلس وزراء العراق لا سلطة له في بلده.. لو امتلك شجاعة لقول هذه الحقيقة سنقبل باعذاره. . والحقيقة هي انه مجرد والي يمثل النظام الايراني في العراق ويأتمر بأمره مطيعا ولا يشعر بالعار تجاه ذلك ولا يرى في في قتل أبرياء عزل جرما او ذنبا ما دامت الشرعية الدولية غارقة في صمتها! .. ولأننا نعرف انهم غارقون في عار الباطل نتساءل ألا يعرفون شيئا عن المخطوفين السبعة الذين مروا بعدة مراكز إعتقال سرية يشرف عليها مكتب المالكي شخصيا .. والأكثر أسفا في ذلك أن الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة لاتتحملان أية مسؤولية وتلتزمان بالصمت
اننا نواصل إضرابنا عن الطعام إلى حين تقتضي الضرورة وحتى آخر نبض في عروقنا.. ونقتدي بقول ”زاباتا“ الشهير حين قال:
”حريا بنا الموت شموخا على القدمين، بدلا من العيش المهين خضوعا وخنوعا على الركبتين“
ولاشك أن النصر حليفنا لأننا على الحق وهو المنتصر ..فالحق يعلو ولا يعلو عليه شيئ.. ولاشك ان صمودنا يبرز ويظهر عارهم.
*احدى المضربات عن الطعام في سجن ليبرتي