تدور هذه الأيام مساجلات سطحية بين قناة العربية الهزيلة وقناة الجزيرة أستاذة الخبث الإعلامي حول أزمة قطر-دول الخليج. أعتقد أنه يحق لكل مثقف واع يستمع إلى هذه المساجلات أن يقول: هزلت. مساجلات مبنية على خرافة مفادها أن قطر دولة مستقلة القرار في سياساتها وممارساتها الخارجية.
ذكرتني هذه المساجلات بموضوعين إثنان. الأول، حكاية طريفة من التراث الشعبي الحلبي وثقها العلامة خير الدين الأسدي في موسوعته تشرح القصة وراء المثل الشعبي الحلبي “دافنينو سوا”. سأنقلها بعد قليل حرفياً من الموسوعة. أما الموضوع الثاني فهو حكاية رواها لي صديق منذ حوالي عشرين عاماً سأوردها بعد حكاية “دافنينو سوا” التالية.
من تهكماتهم: مو دفنّا الشيخ زنگي سوا
أصله: شخصين في سفر …مات جحشن في الطريق، قاموا حفروا وطمّوه وبنوا على قبرو قبّة وسمّوا المدفون الشيخ زنگي، وساووا عليه مزار للمعدّين، وواحد يلمّ والتاني برو لضيعة بجيب أكلاتن ولوازمن بالمناوبة. ذات يوم أجا اللي راح عالضيعة وقال لو: هات لنشوف أش ألله رزقنا اليوم!
-والله مااسترزقنا.
-شلون؟ هالشغل ما بصير.
-وحق الشيخ زنگي عم بحكي الدغري.
-ولَك مْو دفنّا الشيخ زنگي سوا.
وقد أوردها الأسدي بصيغة جميلة أخرى في موقع آخر من الموسوعة.
أما القصة التي رواها لي صديقي فهي كما يلي:
وجهو أسود
كان هنالك ثلاثة أصدقاء حمدو وعزو واصطيف. عاشوا صداقة رائعة دامت أربعين عاماً والتي ابتدأت منذ كانوا في الصف الأول الإبتدائي. بعد هذه الصداقة الطويلة لاحظ حمدو تغيراً في مشاعر عزو تجاهه. زار حمدو صديقه عزو في الدكان وحاول أن يفتح معه حواراً يفضي إلى معرفة سبب الجفاء فلم تفلح تلك المحاولة حيث استمر عزو في إجاباته الجافة القصيرة على كل موضوع يطرحه حمدو.
عاود حمدو المحاولة بعد حوالي اسبوعين لكنه حصد نفس النتيجة السابقة.
لجأ حمدو إلى اصطيف قائلاً: لك اصطيف هادا عزو بدو يعمل قطيعة معي ..وما عمبعرف السبب…والله ما عم بهون علي الخبز والملح… حاول انت بطريقتك تفهملي إشو السبب…خيو إذا أنا غلطت معو بشي شغلة..أنا مستعد أعتذر منو.
وبعد أسبوع اتصل حمدو بـ اصطيف… وبعد السؤال عن صحته قال له: اصطيف..حسنت تفهملي إش غيّرو لعزو تجاهي؟
اصطيف: لاوالله..نزّلتو كتير بالحكي..بس مارضي يحكي شي…على كل إلا ما أعرف.
تطورت بعد ذلك الغبرة بين حمدو وعزو لتصبح قطيعة.
وبعد حوالي سنتين اتصل اصطيف بحمدو قائلاً: هات البشارة…امبيرحة كنت سهران مع عزو … وكان في مشروب…وبعد تالت كاس باح لي عزو بسبب زعلو منك.
حمدو: هات لنشوف.
اصطيف: قال ياسيدي في جلسة بينك وبينو لمتو لأني ما عمبطلّع على خالتو مرت أبوه.
حمدو: سوّد الله وجهو…نعم هلق تذكرت هيك شي …نعم ذكّرتو بلطف إني أمو ماتت وهي عمتولدو واني اللي رباه وكبّرو هية خالتو مرت أبوه…وأنا وانت منعرف إني ماكانت سيئة معو… وبعد ما ماتوا اولادها التنين…هلق عمبتدور على بيوت أولاد اختها…هادا بيعطيها حق الدوا وهادا بيعطيها صدقة…إذا هادا اللي كسر خاطرو ألله معو…وسوّد الله وجهو.
تذكرت هذه الحكاية بعدما لاحظت تلكؤ دول الخليج في تقديم شرح دقيق للأخطاء التي اقترفتها قطر ضدهم.
أذكّر القارئ الكريم بتصريح رئيس الوزراء القطري: نحن فتحنا مكتباً في الدوحة لحركة طالبان بناءً على طلب من الإدارة الأمريكية. كما أن قطر عقدت منذ عدة أيام صفقة سلاح ضخمة من الولايات المتحدة.