شاء حظي العاثر أن أشاهد هذا الصباح برنامج نقطة حوار عن التفاوض مع الدولة الإسلامية أم لا؟؟؟؟ بعد إنقطاع شبه كامل عن مشاهدة الأخبار.. مررت خلاله بصراع كبير.. صراع بين رفضي التام لأي حرب في أية بقعه في العالم فما بالك حين تمس هذه الحرب أناس أنتمي إليهم.. وأحمل همومهم.. وبين ما أقرؤه في بعض الصحف العربية من تهليل للدولة الإسلامية والتقليل من خطرها.. وبين سطور كلماتهم أشعر بمساندتهم التامة لها…
ما بين مؤيد للحوار والتفاوض.. وبين رافض بوضوح.. راعني سماع أحد المشاركين وهو يتخبط خوفا في أفكاره.. بحيث جاءت مساهمته كخلط فكري يصل إلى مستوى تبرير جرائم هذه الدولة المزعومة.. و لكنني ومرة أخرى لسوء حظي أقرأ ما جاء في العدد الأول لمجلة الدولة الإسلامية “دابق”.. بتاكيد التنظيم على منح نساء وأطفال الإيزيديين كغنائم حرب لمقاتليه.. وبيعه البعض منهم كعبيد وأن هذه أول عملية إستعباد واسعة النظاق بحق العائلات المشركة منذ ’ترك العمل بهذا الحكم الشرعي.. إحياء لجانب من الشريعة الإسلامية وإعادته لمعناه الأصلي وأشار المقال.. إلى أن الناس من أهل الكتاب أو أتباع الديانات السماوية مثل المسيحية واليهود لديهم خيار دفع الجزية أو إعتناق الإسلام.. ولكن هذا لا ينطبق على الإيزيديين؟؟
وعليه لدي سؤالان لنفسي و للقراء.. هل إستعباد البشر جزء من الشريعة؟؟ والثاني.. كيف نحاربهم فكريا أو عسكريا؟؟
بالنسبة للعبودية والإسترقاق.. وجدت خلال بحثي التالي:
“”حصر الإسلام مصادر الرق التي كانت قبل الرسالة المحمدية في مصدر واحد وهو: رق الحرب الذي يفرض على الأسرى من الكفار وقد أكرمهن الإسلام في رقهن عما كنَّ يلقينه في غير بلاد الإسلام ، فلم تعد أعراضهن نهباً مباحاً لكل طالب على طريقة البغاء ، وكان هذا هو مصير أسيرات الحروب ( الإمات ) في أغلب الأحيان ، وإنما جعلهن ملكاً لصاحبهن وحده ، وحرَّم أن يشترك معه أحد في جماعها حتى لو كان ابنه.
وقنن الدين الجديد هذه الظاهرة.. حين جعل الرق محصورا فقط برق الحرب.. وأن تكون الأسيرة من الكفار.. أيضا حين جعل هذه الأمه ملكا لصاحبها وحده وحرم أن يشترك في معاشرتها أحد حتى لو كان إبنه.. ولا يعاشرها إلا بعد أن تحيض ليتاكد من عدم الحمل!! ولا يجوز إجبارها على المعاشرة “”!!
“” ولكنه وفي ذات الوقت لا يجوز للسيد أن يتزوج أمته لأن عقد الملك أقوى من عقد الزوجية؟؟؟؟
كما ويحرم على العبد ان يتزوج من سيدته.. ولأنه يتنافى كونها سيدته مع كونه زوجها ؛ لأن لكل منهما أحكاماً.. وإشترط لهذا الزواج أن يدفع لها مهرا “”!!!
وبرر فقهاء الدين ذلك وفقا..
“”معنى قوله تعالى =او ما ملكت ايمانكم= يعني ما ملكت أيمانهم من إمائهم
يعني ان الاسلام قد اباح للرجل أن يجامع أمَته سواء كان له زوجة أو زوجات أم لم يكن متزوجا
كما وأكدوا على ان الحرة لا يمكن أن تصبح أمة إلا إذا كانت من كافرة من دولة محاربة للمسلمين وتم لهم الإستيلاء عليها..
ولكن الدين الجديد كان رحيما بها حين حرّم وطئها وجماعها بالإجبار؟؟
كما وأن الأمه لا يجوز لها التشبه بالحرائر كما جاء في مقولة عمر بن الخطاب فيم الإماء يتشبهن بالحرائر؟؟ ثم يخلع عنها الغطاء..
’يعترف بالأبناء من الجارية وتحرر بعد وفاة مالكها وسيدها و’يعترف ببنوة الأبناء.. ويحملوا نفس ألقاب السيد المالك “”.. كما في حالة ملولك السعودية الأوائل. وكما في حالة النقاش الذي دار في مجلس الأمة الكويتي بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد حين دخل النقاش في أحقية الأمير سعد العبد الله في أن يكون ولي العهد أم لا.. واستقر القرار على حقه نظرا للإعتراف ببنوته…
كما وأكد بو بكر شيكاو زعيم تنظيم بوكو حرام بعد خطفه الطالبات المسيحيات.. وقال “سأقوم ببيعهن في السوق وفقا لشرع الله…
من خلال السطور في أقوالهم.. نجد أنهم يطبقون ما تعلموه عن شرع الله.. كما جاء في فقه الذمي.. الذي لا يزال ’يدرّس في مناهج في بعض الدول الخليجية.. وفي الأزهر؟؟؟؟
والسؤال من هو المتطرف الأكثر خرابا.. هل هو الشخص المنتمي للدولة الإسلامية.. أم الشخص الذي روّج لهذا الفكر من سنين؟؟؟ ثم ومرة أخرى أعود لأتساءل.. الحل العسكري يدفع ثمنه الأبرياء من أطفالنا وبلداننا؟؟؟ والإحتمال الأكبر ان يزيد من التعاطف معهم؟؟؟ أما وعن الحوار الفكري.. فالنتيجة معروفة.. لدينا نتيجة تجربتي الحوار.. مع الدكتور الراحل فرج فودة.. ونصر أبو زيد وكيف ’كفّروا و’قتل الأول وهاجر الثاني؟؟؟ وكيف لنا نشر الفهم الحقيقي للدين إستنادا إلى روح الله.. بينما يغالط فقهاء الدين بتفسيراتهم وتبريراتهم لكل معنى اخلاقي للدين؟؟؟
لقد وصلنا إلى مستوى جرائمي في حق أنفسنا وأبنائنا في خلط فكري ما بين الدين والقيم والأخلاق.. ولا بد من إستراتيجية واضحة وصريحة تستند إلى القيم العالمية للحقوق… ’تطبّق خلال فترة زمنية محددة.. لا تتجاوز 5 سنوات.. يتم خلالها إصلاح المناهج التعليمية.. وتغيير الثقافة المجتمعية من خلال قوانين قضائية رادعة تتماشى مع الحقوق العالمية للإنسان والمرأة..
أما الحرب على الدولة الإسلامية من عدمة فأترك لكم حرية الإختيار. لأنني أيضا ما زلت مضطربة في الخيار.. ولكني واثقة من الحل…. فصل الدين عن الدولة…
بصيرة للحقوق الإنسانية للمرأة
المصدر ايلاف