طلال عبدالله الخوري 30\7\2014 مفكر دوت اورج
عندما نقول بان النظرية العلمية التاريخية تقر بأن أي ايديولوجية دينية كانت او يسارية او قومية هي بالواقع منتج سياسي اقتصادي, تم خلقها بشرياُ من اجل خدمة من بيدهم السلطة بالتزامن مع نشوئها, فهذه حقيقة علمية لا تختلف عن نظرية فيثاغورث في الهندسة, او انشتاين بالفيزياء, ومن ينكرها هو كمن ينكر كروية الارض كما يفعل شيوخ الوهابية لانها تتعارض مع معتقداتهم الغيبية المنزلة, فيجعلون من انفسهم ومعتقدهم مثاراً للسخرية والتندر.
لكي نعرف من انتج داعش, بطريقة علمية منهجية, فيجب علينا ان نعرف من هو المستفيد سياسياً واقتصادياً من ظهور داعش, هكذا وبمنتهى البساطة.
لقد ادمى السياسيون الاميركيون والاوروبيون, وانضم لهم مؤخراً اليابانيون والكوريون, في الاجتماعات والمناسبات ووراء الغرف المغلقة منذ عدة عقود, كاهل الزعماء العرب حول غياب التنمية الاقتصادية, وتأخر الجامعات العربية وتخلفها عن صناعة الانسان العربي وصقله وتطويره, وعدم احترام حقوق الإنسان العربي في الحرية الديمقراطية والكرامة, وقد زاد هذا النقد والتقريع بعد بداية ثورات الربيع العربي, فكان رد الحكام العرب الكاريكاتوري هو: شماعة اسرائيل, وأن الشعوب العربية متخلفة ومتطرفة دينيا ولا يناسبها الحرية والديمقراطية, وعليه فان انظمتهم الحالية هو الخيار الافضل للغرب!؟ … مما جعلهم مثارأ للسخرية والتندر بين اقرانهم من زعماء العالم وخاصة المتحضر منهم, وقد كتبنا مقالا مفصلا حول ردود الزعماء العرب على تساؤلات الدبلوماسيين الغربيين وهذا رابطه: بحث السيسي وفضح خيانة الحكام العرب , وقلنا وقتها بان الزعماء العرب حققوا سبق سياسي لم يحدث بتاريخ البشرية وهو شتم شعوبهم لكي يستجدوا من العالم دعم انظمتهم الحالية.
عبقرية الزعماء العرب تفتأت عن انشاء جماعات اسلامية متشددة ترتكب الموبقات بحق شعوبهم, ف”يصيدون عصفورين بحجر واحد” كما يقال, الاول اثبات للغرب ما يقولونه وما يشتمون به شعوبهم بالغرف المغلقة. والثاني اخافة شعوبهم والغرب من بدلائهم, وكلنا يعرف مصطلح:” فزاعة الاسلاميين”.
ولكن ماذا عن نظام ولاية الفقيه بايران؟ أيضاً تفتأت عبقرية الفقيه الايراني عن حيلة مشابهة للزعماء العرب وهو ايضاً انشاء الجماعات السنية والمتشددة لكي يسوقوا نظامهم الثيوقراطي وجماعاتهم الدينية التي انشأوها على انها خيار الغرب الافضل مقارنة بالخيار السني, وهكذا تطابقت مصالح الولي الفقيه والزعماء العرب بالرغم من عداوتهم وتنافسهم باستجداء قبول الغرب لهم.
اذاً: نستطيع ان نلخص سياسات الزعماء العرب والفقيه الايراني تجاه النقد اللاذع لانظمتهم من قبل الغرب, هو خلق الجماعات الاسلامية السنية المتطرفة كبديل سئ لهم, لكي تظهر انظمتهم على انها الافضل مقارنة ببدلائهم. نقطة على السطر انتهى.
احب هنا ان اذكر بأن الاخوان المسلمين استخدموا نفس الاسلوب عندما وصلوا للحكم بمصر, حيث قاموا بدعم السلفيين وتضخيمهم, لكي يستجدوا دعم اميركا لهم بحجة ان بدلائهم السلفيين اكثر تطرفا منهم وان العلمانيين ليس لهم اي وزن بالشارع المصري ولن يصلوا قط للحكم.
من هنا, نستطيع ان نعرف بان البترودولار هو من مول داعش من دون ان نرى الشيكات التي تم تحويلها من السعودية للمالكي تعويضا عن ابقاء بنوك العراق تحت تصرف داعش بعد تمثيلية هروب جيش العراق العرمرم والمدعوم ايرانياً, امام بضعة الاف من مرتزقة داعش البدائية والعديمة الخبرة والكفاءة والتدريب!؟
من هنا نعرف بان المخابرات الايرانية مخترقة لتنظيم داعش وتمده بالعناصر وما يحتاجه من خبرات وكفاءات واسلحة, من دون ان نرى باسبورات القادة التي تتحكم بمفاصله من وراء الستار.
من هنا نعرف بان نظام المجرم بشار الاسد في سوريا والمالكي بالعراق هم من سهل امور داعش وفتحوا لها الحدود ومكنوهم من ابار النفط وعائداته, لكي يرتكبوا الفظائع بحق السوريين والعراقيين, لكي تتمسك شعوبهم بهم خوفا من البديل.
نعم حققت الانظمة الخائنة اهدافها ولكن الى حين فشعوبنا قد تعلمت الدرس وكسرت حاجز الخوف والانترنت كسر حاجز العزلة, والشعوب تنتصر بالنهاية
مواضيع ذات صلة: