في عام 1981 و في عز توحش وتغول (سرايا الدفاع) التي أسسها رفعت الأسد، شهدت دمشق جريمة مروعة، ارتكبها أحد ضباط المليشيا المذكورة في ملهى (سمير أميس).. وأدت إلى مقتل (30) شخصاً، بينهم المطربة (سحر) وجرح (27) كان من بينهم عازفي الفرقة الموسيقية.
الأديب خيري الذهبي، تذكر هذه الحادثة على صفحته الشخصية على (فيس بوك) فكتب يقول:
“هل تذكرون الفنان المرحوم خالد تاجا؟ وهل تعرفون أن زوجته السابقة كانت المطربة الحموية المرحومة سحر؟ والتي كانت إحدى ضحايا سرايا الدفاع .كانت السيدة سحر تغني في ملهى السمير اميس, وكان بين الجمهور جندي من سرايا الدفاع وقد شرب حتى الثمالة, فأخذ يعربد واضطرت المسكينة الى تجاهله, ولكنه لم يحتمل أن تتجاهله, فهددها إن لم تغن اغنية لم ترد السيدة فضيلة “سحر” أن تنحط الى غنائها, وعربد ثانية, وصرخ الحاضرون يطلبون اليه الصمت ليستمعوا الى ما جاؤوا لسماعه.
كبر الأمر على الفيلد مارشال الجندي في سرايا الدفاع: وهناك في المدينة الراكعة أمام سرايا الدفاع من يجرؤ على تسكيته؟ فانتصب وصرخ كالذبيح إن لم يخرسوا جميعا فسيفجرهم ويفجرها بقتبلة يدوية انتزعها من خاصرته ….و لما لم يكترثوا لتهديدات السكران حرر الصاعق ورماها على المسرح, وكانت الكارثة في تمزق المطربة وإصابة عدد من عازفي الفرقة الموسيقية بالجراح …..ولم يجرؤ أحد على سؤال مسؤولي المجرم: كيف سمحوا له بدخول الملهى يحمل قنابل يدوية في خاصرته!!! وخسر الفن مطربة لا بواكي لها!!!”
كلمات الأستاذ خيري الذهبي، أحيت ذاكرة بعض السوريين إزاء الحادثة فكتب الأستاذ غسان عبود مقدماً معلومات أخرى: “أستاذ خيري المطربة سحر واسمها الكامل (سحر مقلي) وهي من مدينة ادلب. والقصة صحيحة وكان اخوها زميل مقعد دراسة وفعلا كل مدينة ادلب نعتها بصمت”.
السيدة حزام زهور عدي علقت بالقول: “تلك المطربة عاشت طوال عمرها بمأساة مستمرة ..حتى الاعلام الفضائحي في الدول العربية كافة لم يذكرها بكلمة رحمة، والنادر من الناس من عرف الحقيقة، شكراً أستاذ خيري نحن بحاجة لتذكر المظالم التي وظفها آل الأسد لإذلال الناس وإخضاعهم …”.
أما بسام معلوف فعلق قائلا: “القصة لحالها سبب للثورة. عربدة ال الأسد والعصابة الحاكمة لم تترك أحداً من شرها”.
يشار إلى أن الصحافة الفنية في حينه، اخترعت قصة عشق و(غرام وانتقام) كي تغطي على الجريمة الجنائية ذات البعد السلطوي المرتبط برفعت الأسد وسراياه، كما يتضح في الصورة المنشورة.