خيبة الثورة السورية بالثورة الفلسطينية ورموزها السياسية والثقافية

Abdulrazakeidدأبنا نحن المثقفون السوريون عندما نلتقي بالمثقف أو السياسي الفلسطيني أن نتعامل معه بروح المكاشفة والأخوية والثقة الأخوية السورية، حتى ولو لم يكن يعيش بسوريا، بل كنا نثق بزملائنا وأخوتنا الفلسطينيين (مثقفين أو سياسيين ) أكثر من زملائنا المثقفين السوريين بسبب شبهاتنا وشكوكنا بعلاقة الأخوة المثقفين السوريين بالمخابرات ..

وذلك نتيجة لقناعتنا أن الفلسطيني يحتقر ويزدري النظام الاستيطاني الطائفي الأسدي بفطرته الوطنية الثورية الفلسطينية ، مثله مثل السوريين ….بما لا يقل عن الاستيطانية الإسرائيلية …

.وهذا الأمر نفسه كان ينطبق على الأخوة الأكراد، ولهذا لن أكشف سرا إذا قلت أني شغلت يوما موقعا إداريا سياسيا مسؤولا في فصائل إحدى الفصائل اليسارية السورية، كانت لي صلاحيات ايفاد الشباب للدراسات الجامعية والعليا في الجامعات السوفيتية وأوربا الشرقية عموما، فكسبت غضب وعداوة الكثيرين من الشباب السوريين العرب، بسبب حذري الشديد من المخابرات البعثية أن تسرب لنا عناصر عربية مرتبطة بالبعث والمخابرات…

لنكتشف لا حقا أن نسبة المخابرات الأسدية في أوساط الفلسطينيين والأكراد ، ليست أكثر من نسبتهم بين مواطنينا العرب السوريين، وأكبر مثال على ذلك كرديا : (البي كيكي ) وفلسطينيا (الجبهة الشعبية القيادة العامة) …ومن ثم وجود عناصر للمخابرات داخل جميع المنظمات الكردية والفلسطينية (يسارا ويمينا وعلماونيا وإسلامويا)، لا تقل كميا ولا نوعيا عن عددهم بين مواطنينا السوريين …!!!..
.
سبب هذا الحديث، هو تجدد الحديث عن (الشيخ عدنان ابراهيم ) ابن غزة المقيم في النمسا …حيث تورطنا مع هذا الرجل مثلما تورطنا في تقويم شبابنا من قبل مع الشباب الفلسطينيين والأكراد العملاء للنظام الأسدي ….

لقد سبق لنا أن نوهنا بالبعد (التنويري)، لفكر هذا الرجل، فارسل لنا البعض حديثا لهذا الرجل يحمل فيه حملة شعواء على (معاوية ابن أبي سفيان )، فقلنا ربما أن الرجل يساري متورط بما ورط به اليسار الأمة بالحديث عن ( اليسار واليمين في الإسلام ) للمفكر اليساري المصري (أحمد عباس صالح)، وكان المقصود :أن عليا يمثل اليسار ومعاوية يمثل اليمين .. وكنا شبابا صغارا فتحمسنا لهذه الدعوة الثورية، وأتانا الشاعر مظفر النواب بشاعريته (اليسارية الطفولية ) في بداية السبعينات ونحن في جامعة حلب ، ليبلغ في يساريته حد تسمية علي بن أبي طالب بأنه لو أتى اليوم لسمي (شيوعيا ) …

فما كنا إلا أن ازددنا حنقا شبابيا على البورجوازي الدمشقي (معاوية ابن أبي سفيان )، كما كانت الفلاحية اليسارية الشعبوية (البعثية –الأسدية ) تريد أن تنقض على المدينة السورية وبعض زركشات حداثتها ولو الشكلية ومدنيتها بانها بورجوازية ورجعية وأن هولاكو الأسدي مدمر مدينة حماة، هو الوطني الثوريي الذي طهر حماة من (أهلها الرجعيين ) …

حاولنا أن نتأكد من حديث الرجل ونحن لسنا متفرغين له أو لغيره، فلم يظهر لنا من حديث عدنان ابراهيم عن معاوية سوى رجع صدى للعداوات الطائفية (الشيعية الإيرانية ) الرخيصة والمبتذلة التي لا علاقة لها لا بيمين ولا يسار، ولا ظلم ولا عدالة !!!
كتبنا بعض الكلمات التي نعتذر فيها للقراء عن تقريظنا للرجل (عدنان ابراهيم ) بأن حملة هذا الرجل على معاوية لم أفهم فيها أي بعد دلالي حداثي مدني ديموقراطي له علاقة بالعدالة الاجتماعية أو ما يشابهها، بل هي حملة طائفية قميئة سوداوية ومرذولة استمرارا للصراع الطائفي القميء … لأنه من المعيب عقليا وعلميا ومعرفيا أن نسقط قيم عصرنا على عصر علي ومعاوية …حيث نطالبهما بقيم ومباديء عصرنا بعد أربعة عشر قرنا، ونتوقع منهما مفاهيم ديموقراطية وعدالة ومباديء حقوق انسان وفق معايير عصرنا ….فهذا هراء ..

لكن أرسل لنا أصدقاء ، شريطا يقولون أن مديح (عدنان ابراهيم ) لإيران وللنظام الأسدي ولحزب اللات، وحملته الاعتباطية الطائفية على معاوية كانت قبل الثورة …فقبلنا هذا التفسير، لأنا وجدناه أكبر من أن يكون عميلا أسديا أو ايرانيا ….

لكن وصلنا اليوم للمرة الثانية حديث لهذا الرجل ليس قديما، بل هو جديد،على قناة الميادين (الإيرانية الطائفية الحاقدة المنحطة) ، يشيد به بالنظام الأسدي ووطنيته ، مما تأكد لنا أن هذا الرجل مرتزق “مرتد عن الوطنية والكرامة والحرية ” “قولا واحدا” ، بغض النظر اية قيمة علمية ومنهجية لأقواله …..بل وبغض النظر عن الموقف من القضية الفلسطينية ، ولقد قلنا لمجموعة من المثقفين برئاسة (عزمي بشارة) علنا وكتابة بعد أن قلنا لهم ذلك شفهيا ، من الذين شكلوا الوفد الفلسطيني الذي ذهب إلى سوريا، وزار مقر الجيفة الأسدي في القرداحة…

بأن قضية الحرية بالنسبة لنا كسوريين مقدمة على أية قضية للحرية لشعوب العالم والعرب بما فيها قضية فلسطين، وأن لا حرية لفلسطين بدون الحرية لسوريا، وحرية سوريا مدخل لا بد منه لحرية فلسطين …وهذا الكلام قلناه ونقوله ليس لعدنان ابراهيم كمثقف فحسب، بل ونقوله للسياسي الفلسطيني (منظمة التحرير )، التي تقف وراء ارجحة الجذع للشيخ عدنان ابراهيم بين النظام الأسدي البربري الأكثر وحشية من إسرائيل وبين الشعب السوري المذبوح، حيث لن يخسر هذا الشيخ احترام السوريين كمثقف، بل ستخسر منظمة التحرير كمؤسسة سياسية وطنية ممثلة للشعب الفلسطيني …أنتم منا ونحن منكم أيها الفلسطينيون …وليس بيت الأسد وخامنئي وحزب اللات …..الذين يلعبون على دمائكم وتضحياتكم منذ أربعة عقود …كفى …


About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.