خيار السيد ماكرون الرئيس الفرنسي يتقاطع مع خيار النخبة السورية الثقافية المستقلة المؤسسة للجان( إحياء المجتمع المدني السورية ) في تخطي اليمين واليسار التقليدي ….
سعدنا وصوت من لهم حق التصويت بيننا كسوريين للشاب المتألق (ماكرون) لرئاسة فرنسا، الذي كنا نبحث عن نموذجه (المتخطي لليمين واليسار) سوريا في ثورتنا السورية، أي الذي يبدأ من حالة تخطي لكل القوى التفليدية ( يمينية إسلاموية أو يساروية علمانية )، التي عتقت واهترأت وتآكلت وغدت مفوتة، بعد وعبر عدة عقود بدأت قبل الديكتاتورية الأسدية ( التي وضعت نفسها إلى جانب اليسار الشمولي الكوري الشمالي الذي كـان أكثر نموذج ” ميتافيزيقي –متأله” يشد لنموذجه زعيما طائفيا عسكريا متألها ( كالتنين الأسد الأب )، حيث كانت طائفته قد تعودت ثقافيا واعيا أو(لا وعيا ثقافيا) على أن يكون لها إله من البشر ( سلمان المرشد )، في المنتصف الأول للقرن العشرين ، والذي ساعدت قرنسا على تأليهه في أوساط الفلاحين العلويين البسطاء ….لتقول لنا السلطات الفرنسية حينها أنه لا بديل لسلمان المرشد العميل الإله حاكما ورئيسا لسوريا …
لكن المحزن اليوم أن يأتينا رئيس فرنسا الذي وجدنافيه كنخب ثقافية مدنية ديموقراطية سورية مثلا أعلى عالميا لهذا الخيار الديموقراطي ( مابعد اليمين واليسار) ، ليقول لنا أنه ليس هناك بديل للمعتوه بشار الجزار في المعارضة …
نقول للسيد الرئيس الفرنسي، أنه كما أعد وهيأ الاستعمار الفرنسي بعد الاستقلال لربوبية (سلمان المرشد ) بوصفه الرئيس الوحيد، وقامت بريطانيا بإعداد الأب (حافظ اسد ) بوصفه الرئيس الوحيد، انطلاقا من الفلسفة الاستعمارية القائمة على دعم الأقليات بوصفها (حداثية ) وعصرية، وابعاد الأكثرية الاسلامية بوصفها رجعية ، هذا المبدأ الاستعماري نظنه هو الأساس الذي يفسر قيام القاعدة وداعش كرد فعل متوقع ، لأن ذلك كان رغبة الأقليات الطائفية العسكرية والأمنية المحلية، بتشجيع ودعم من الدول الاستعمارية التي أهلتهم وعلمتهم ودربتهم، لإيجاد داعش والقاعدة من قبل (النظام الأسدي والإيراني) ، لتحويل ثورتنا السورية من ثورة شعبية ديموقراطية إلى حرب أهلية مع السلقية والارهاب …
لا نريد أن نطيل على سيادة الرئبس لنقول له، إن قوى الأجهزة الأمنية للدولة الفرنسية (العميفة ) العتيقة هي التي أشرفت على إعداد المعارضة السورية الراهنة التي تراها محقا أنها ليست مهيأة لتكون بديلة لنظام بشار، حيث أنه منذ بداية الثورة السورية تم تشكيل وفد سوري معارض للقاء العديد من المؤسسات الفرنسية، بما فيها مجلس الرئاسة والخارجية، وامنستي وعددا من الصحف الفرنسية، وقد عقدنا مؤتمرا صحفيا في الخارجية الفرنسية، بالمشاركة بيني وبين رئيس لجنة حقوق الانسان القادم من سوريا بعد الافراج عنه بتدخل فرنسي لكبر سنه الذي كان حينها قد تخطى الثمانين، وهو الاستاذ ( هيثم المالح ) …هذا مثال واحد على آلية تعامل فرنسا (الدولة العميقة العتيقة) مع المعارضات السورية المنتجة بذات الآلية التي أنتجت فيها الأنظمة الشمولية السابقة كالأسدية وغيرها … فمن الطبيعي أن لا تجد لبشار بديلا بوصفه صناعة قديمة !!!!
لقد كانت خاتمة علاقتي الشخصية وأصدقائي مع الخارجية بعد هذه الزيارة، بعد إهانة المسؤول في الخارجية الفرنسية لنا كوفد أمام باب مكتبه، حيث استقبلنا على الباب رغم أنه هو من طلبنا وحدد الموعد،ومن حينها منذ خمس سنوات لم يزر أحد منا الخارجية سوى السفير الذي اخاروه من لجنتنا ، وهذا مثال على شكل تعامل ( الدولة العميقة) مع المعارضات المنتجة المسبقة الصنع القائمة…..
فعبر بعضنا عن استيائهم من هذا السلوك المتعالي المتعجرف فانسحبوا من أمام الباب تجنبا للإهانة …ومن حينها تم تعيين المندوب معنا باللجنة كسفير، وهو بعثي منشق منذ أربعة عقود ينتمي إلى صفوف الأقلية الطائفية الأسدية، وفق الفلسفة الاستعمارية القائمة (العميقة) منذ بداية العهد الاستعماري، لكي تعلن دائما أنه لا ترى أمامها مؤهلين لقيادة الشعوب سوى الأقليات التي تختارها أجهزتهاالأمنية سلطة ومعارضة …
إننا كتيار وطني ديموقراطي سوري نراهن على فهمكم –سيادة الرئيس- ورؤيتكم الجديدة للعالم المتخطية لموروث فرنسا( الدولة العميقة العتيقة يمينا ويسارا )، ويراهن على تقديمكم المثل العليا الديموقراطية في العلاقة مع الشعب السوري، وليس على المصالح العابرة والطارئة مع نظام شمولي معزول ومكروه من شعبه، ديكتاتوري : أمني ،عسكري، طائفي، عائلي همجي دموي قاتل لشعبه ومدمر لبلده …
مع كل الاحترام والتقدير السامي للسيد الرئيس الفرنسي